كتب الفقيد عبدالرحمن سيف اسماعيل هذه المادة ونشرت في صحيفة "الثوري" في العدد (2251) بتاريخ 3/10/2013م بعنوان غالب والكميم.. مدرستان في فلسفة النضال!! يعيد"الاشتراكي نت" نشر هذا الجزء الذي يتعلق بالفقيد عبدالرحمن غالب. الكثير من الشخصيات المناضلة والسياسية تحتاج الى الكشف عن عن اماكن اعتقالها وعن الادوار التاريخية لمناضلي الحزب سواء كانوا داخل الحزب أو ممن أسسوا الفصائل الوطنية التي شكلت الحزب الاشتراكي من المخفيين قسرا داخل الاسوار او المخفيين قسرا خارج الاسوار وتسليط الاضواء على هؤلاء يندرج ضمن إعادة الاعتبار للثورة اليمنية بصفة عامة.. لا فرق بين من يعيش في السجن، وبين من يعيش مسجونا خارج الاسوار مهملا ومهمشا.. وربما هذا أكثر خطرا على المسار الوطني والديمقراطي.. وإعادة الاعتبار لرفاقنا ايضا يمكن أن يتحقق من خلال إطلاق اسمائهم على أكبر منظماتنا وأنشطتها وعلى مقراتنا وقاعاتنا ومؤسساتنا الوطنية والاستثمارية وعلى منظمات المجتمع المدني والمكونات الثورية والاجتماعية المتخصصة في مجالات الحرية وحقوق الانسان وكذا الفعاليات التنظيمية والانتخابية داخل منظمات الحزب ومنظماته القاعدية والقيادية. ورفاقنا ظلوا يحملون للحزب صورا جمالية حتى وهم بعيدون عنه. وظلوا شامخين رائعين لم يسقطوا في أحضان قوى السلطة والمستفيدين منها، ولم يسقطوا في أحضان القوى الدولية التي تقود الصراع في بلادنا. هؤلاء الرفاق جميعا نماذج أصيله في تاريخ الحركة الوطنية الديمقراطية وما يزال بريقها ملتمعا رغم ما تعرضت له من نسيان واهمال وتجاهل. وفي طليعة هؤلاء العظماء المناضل القدير عبدالرحمن غالب المقطري أحد أبرز عظماء هذا الحزب العريق، ومعدنه الأصيل. هذا الرجل العظيم نساه رفاق دربه، وتركوه يعاني.. تتنازعه الامراض والمظالم. حياته النضالية تمتد الى أكثر من ستين عاما قضى معظمها مخفيا يقود منظمات الحزب الديمقراطي الاكثر قوة وتأثيرا، وفي أشد مراحل التاريخ صعوبة وتعقيدا.. قضى جزءا كبيرا من حياته اما متخفيا واما في زنازن سرية مظلمة، ولكنه لم يفقد الامل.. بل ظل حتى وهو في سجنه يدير نشاطا تنظيميا وسياسيا رائدا يتصدى لانشطة الاجهزة الامنية.. كان بعدا وطنيا وديمقراطيا وكفاحيا.. له تجربة غنية لا بد من الاستفادة منها. ارتبط نشاطه بدرجة أساسية بالمنظمات الريفية.. والمناطق الوسطى والبيضاء وغيرها من المنظمات التي كانت تتطلب حنكة قيادية ووعيا تنظيميا وإجتماعيا.. كلف بعدها بالاشراف على منظمة الحزب بالعاصمة بعد ان تلقت العديد من الضربات التي شلت فعاليتها وفي هذه الفترة تعرض للاعتقال السياسي لأكثر من ست سنوات قضى معظمها في زنازين انفرادية سرية، والفترة التي قضاها في السجن المركزي أسس فيها مدرسة علم فيها الكثير من النزلاء أسس العمل الحزبي والتنظيمي والتاريخ النضالي للحركة الوطنية وتميز عن غيره بقراءته المنهجية وقدرته على التحليل والكشف عن المضامين الديمقراطية وقد استفدت منه كغيري من القراءات التي كان يقدمها خاصة للنزعات المادية في الفلسفة الاسلامية للمفكر اليساري اللبناني حسين مروة.. والذي ادخلناه الى السجن بسرية تامة.. وهكذا استطاع بوعيه التنظيمي والسياسي أن يحول السجن الى مدرسة تتلمذ على يديه رفاق التحقوا فيما بعد في طليعة النضال الحزبي. كان غالب انموذجا اصيلا للصمود بين جدران السجن وزنازينه المظلمة كان وقتها عضوا في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي، ومرشحا باجماع مناضليه لأن يشغل منصب الامين العام في مؤتمر الحزب القادم.. رغم كونه في زنازين الأمن الا أن ظروفا حالت دون انعقاد المؤتمر. وظل لسنوات مكبلا بالقيود.. معزولا عن كل ما يجري خلف الاسوار في زنازين لم تزرها الشمس والاضواء ولكنه ظل قويا.. شامخا.. ومناضلا جسورا يؤدي دوره الوطني والتنظيمي بعيدا عن الاضواء.. كان يتوارى بعيدا عن الشهرة.. معتزا بذاته.. سعيدا بدوره في التاريخ النضالي.. يتحدث وهو في ظلمات السجن بسعادة غامرة عن رفاق دربه.. سلطان احمد عمر، جار الله عمر، عبدالحميد حنيبر، عبدالحافظ قائد، وعبدالوارث عبدالكريم وغيرهم من المناضلين. كما قاسم رفاقا له في السجن القسوة والمعاناة والصلابة، ومن هؤلاء المناضل الاصيل علي بشر عبدالودود الذي كانت صلعته تستفز محمد خميس كلما رآها إنهال عليها ضربا ويتهمه بالتواصل المباشر مع عبدالفتاح إسماعيل، وكذا المناضل القدير عبدالصمد سعد، وكلاهما تحملا مسؤوليات قيادية في منظمة الحزب الديمقراطي بالحديدة والتي كانت من أهم منظمات الحزب وأكثرها صلابة وارتباطا بالجماهير سيما في اوساط العمال والشباب والمرأة.. بل إن بشرا كان سكرتيرا أول فيها، والى جانبها كان المناضل الصلب علي عبدالرحمن عبدالجليل، وعبدالعليم عبدالرب، والدكتور الجامعي عبدالرحمن المنيفي، والذين ما يزالون يحملون الراية ويحلمون بالتغيير والعدل والديمقراطية ويحلمون بيمن ديمقراطي حر.. ووطن يستوعب الجميع.