قال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح انه يتوقع عودة 94 يمنيا من المحتجزين في معتقل قاعدة جوانتانامو الأمريكية إلى اليمن قريبا ، وتعهد بالعمل من أجل التأكد من عدم عودتهم الى صفوف المتشددين الإسلاميين. وتوقع صالح خلال مشاركته في مؤتمر امني بالعاصمة صنعاء أن تفرج الولاياتالمتحدة عن هؤلاء السجناء خلال فترة تترواح بين ستين وتسعين يوما مؤكدا أنهم سيخضعون لعملية اعادة تأهيل "لتخليصهم من افكار التطرف". وقال الرئيس اليمني في كلمة أمام المؤتمر إن أجهزة الأمن تلقت تعليمات باعداد مركز تأهيلهم دراسيا وصحيا في منشآت مناسبة ومساكن حتى يمكن لعائلاتهم ان تقيم معهم. جاء ذلك بعد أيام من توقيع الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمرا رئاسيا بإغلاق معتقل جوانتانامو خلال عام. كما جاءت التصريحات التي أدلى بها صالح بعدما ظهر شخصان أُطلق سراحهما منذ نحو عامين من جوانتانامو في شريط فيديو لتنظيم القاعدة أُذيع على مواقع إسلامية ليقولا انهما أصبحا قادة بالتنظيم في اليمن. وأفادت مصاددر امريكية بأن الشخصين اللذين ظهرا في الشريط هما السعودي سعيد علي الشهري وأبو الحارث محمد العوفي الذي يوصف بانه احد قادة القاعدة. وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد ذكرت منذ أيام أن سعيد علي الشهري هو الآن نائب زعيم تنظيم "القاعدة في اليمن" ويُشتبه بضلوعه بالتفجيرات الانتحارية التي استهدفت السفارة الأمريكية في العاصمة صنعاء في شهر سبتمبر/أيلول من العام الماضي. وجاء في بيان بما يسمى بتنظيم القاعدة في اليمن أن نائب زعيمها الجديد هو الشهري والذي أُفرج عنه عام 2007 وعاد إلى موطنه الأصلي السعودية، ومن ثم سافر إلى اليمن منذ أكثر من عشرة أشهر. وكان الشهري، قبل أن يتكشَّف أمر عودته إلى صفوف تنظيم "القاعدة في اليمن"، يخضع لبرنامج تأهيل في مركز مخصَّص للجهاديين السابقين في السعودية. وقد أكَّد مسؤول أمني سعودي، رفض الكشف عن هويته، أن الشهري كان قد اختفى من منزله في المملكة العام الماضي، وذلك في أعقاب الانتهاء من برنامج إعادة التأهيل الذي كان يخضع له. القاعدة في اليمن كما تنقل الصحيفة عن أحد الصحفيين السعوديين قوله إنه أجرى عدة لقاءات مع زعماء وقادة تنظيم "القاعدة في اليمن"، ومن ضمنهم الشهري نفسه الذي وصف له تفاصيل رحلته من المعتقل الأمريكي في كوبا إلى اليمن. وقال الصحفي السعودي إن الشهري كشف له أن رقم اعتقاله في جوانتانامو كان 372، الأمر الذي تؤكده وثائق البنتاجون. من جهة أخرى، نقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين وخبراء قولهم إن انكشاف أمر الشهري يؤكد على المضاعفات المحتملة التي ينضوي عليها تنفيذ قرار الرئيس أوباما خاصة فيما يتعلق بنقل نزلاء المعتقل البالغ عددهم حاليا 245. يُذكر أن قرار تسليم المعتقلين اليمنيين إلى بلادهم يعتمد إلى حد بعيد على أمر إعداد برنامج لإعادة تأهيلهم، على غرار البرنامج السعودي الذي تقول الرياض إن أحدا من خريجيه لم يعد إلى الانخراط في صفوف الإرهابيين من جديد. يُشار إلى أن تنظيم "القاعدة في اليمن" كان قد نفَّذ العديد من الهجمات في البلاد خلال العام الماضي، وكان أبرزها الهجوم الذي استهدف السفارة الأمريكية في صنعاء بسيارتين مفخختين من قبل مسلحين تنكَّروا في زي الشرطة وقد أسفر الهجوم عن مقتل 16 شخصا على الأقل، بينهم ستة من حرس السفارة وستة مهاجمين وأربعة مدنيين، بالإضافة إلى إصابة العشرات بجروح. كما شنَّ مسلحون من تنظيم القاعدة في شهر اكتوبر/تشرين الأول من عام 2000 هجوما على المدمِّرة الأمريكية "كول" التي كانت ترسو في ميناء عدن الجنوبي، مما أسفر عن مقتل 17 من بحارتها