اجتمع الرئيس الامريكي باراك أوباما يوم الاربعاء في الرياض مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز قبل توجهه الى القاهرة يوم الخميس حيث سيلقي كلمة تهدف لتحسين صورة الولاياتالمتحدة في العالم الاسلامي. وبعد أن تناول القهوة العربية في مراسم استقبال بالمطار توجه أوباما الى ضيعة الملك عبد الله حيث من المقرر ان يجري الزعيمان محادثات يتوقع أن تتناول الصراع العربي الاسرائيلي والمفاتحات الدبلوماسية الامريكية تجاه إيران اضافة الى النفط. وبعد وصول أوباما بفترة قصيرة بثت قناة الجزيرة التلفزيونية تسجيلا صوتيا لاسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة قال فيه ان الرئيس الامريكي زرع بذور "الانتقام والكراهية" تجاه الولاياتالمتحدة في العالم الاسلامي. ويوم الثلاثاء وصف مساعده أيمن الظواهري أوباما بالمجرم وحذر المسلمين من ان ينخدعوا بكلمات أوباما "المنمقة" عندما يلقي كلمته في القاهرة. وقبل مغادرته واشنطن صرح أوباما لشبكة أن.بي.سي نيوز "أنا واثق من اننا نمر بلحظة تشهد فيها الدول الاسلامية على ما أعتقد ادراكا بأن طريق التطرف لن يحقق في واقع الامر حياة أفضل للناس." ويسعي الرئيس الامريكي الذي ولد لاب مسلم وعاش طفولته في اندونيسيا الى اصلاح صورة الولاياتالمتحدة التي تضررت كثيرا جراء حربي ادارة الرئيس السابق جورج بوش في العراق وافغانستان ومعاملة الجيش الامريكي للمحتجزين. وصرح أوباما للصحفيين قبل ان يتوجه لاجراء محادثات مع العاهل السعودي في ضيعته "هذه أول زيارة لي للسعودية لكنني تحدثت عدة مرات مع جلالته واسرتني حكمته وكرمه. انني على ثقة من ان تعاون الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية يمكن ان يحزر تقدما في مجموعة كاملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك." ويتوقع محللون ودبلوماسيون ان يعرب العاهل السعودي عن قلقه من ان مفاتحات أوباما الدبلوماسية تجاه ايران يمكن أن تؤثر على العلاقات الاقليمية على حساب الرياض. وتريد الرياض من أوباما التشدد مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يرفض اقامة دولة فلسطينية ويعارض دعوات أمريكية لوقف الاستيطان. وأشار أوباما الى رغبته في ان تبدي السعودية بعض اجراءات بناء الثقة تجاه اسرائيل. وقال في تصريحات لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "اعتقد اننا لم نر مجموعة من اللفتات المحتملة من دول عربية أخرى أو من الفلسطينيين يمكن أن تتعامل مع بعض المخاوف الاسرائيلية." وطرح الملك عبد الله مبادرة عربية للسلام عام 2002 تعرض على اسرائيل اعترافا عربيا جماعيا مقابل انسحابها من الاراضي التي احتلتها في حرب 1967 واقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس وحل عادل لقضية اللاجئين. وقال مستشار للحكومة السعودية طلب عدم نشر اسمه ان "من غير الواقعي تماما" توقع أي تنازلات من الرياض على الاقل حتى توقف اسرائيل توسيع المستوطنات بالكامل وتقبل بمبادرة السلام العربية. وسيقضي أوباما الليل في ضيعة العاهل السعودي قبل ان يتوجه للقاهرة لالقاء خطابه الى العالم الاسلامي وفاء لوعد قطعه خلال حملته الانتخابية العام الماضي بتوجيه كلمة من عاصمة اسلامية في بداية رئاسته. وصرح روبرت جيبز المتحدث باسم اوباما في وقت سابق بأن الغرض من الخطاب هو "فتح صفحة جديدة في علاقتنا بالعالم الاسلامي". وتأمل واشنطن أن تلعب السعودية دورا معتدلا في أوبك ضد الدول المتشددة فيما يتعلق بالاسعار مثل ايران بعد أن بلغت أسعار النفط أعلى مستوى لها في سبعة أشهر مما يهدد افاق انتعاش الاقتصاد العالمي. وقال أوباما انه سيبحث اسعار الخام مع الملك عبد الله وسيدفع بان ارتفاع الاسعار ليس من مصلحة المملكة. ويوم الاثنين أكدت الحكومة السعودية انها تعتبر سعرا يتراوح ما بين 75 و80 دولارا للبرميل "سعرا عادلا" للنفط وهو ما يزيد بنسبة 17 بالمئة عن الاسعار الحالية. وقال المستشار السعودي "قال الملك ان 75 دولارا سيكون سعرا جيدا لسبب بسيط هو ان الجميع في أوبك يريد 100 دولار أو أكثر." وأضاف "انه فقط للتأكيد على انه سيكون بمقدور السعودية تحييد النفوذ الايراني والفنزويلي في أوبك" مشيرا الى الدولتين الاكثر تشددا فيما يتعلق بأسعار الخام داخل المنظمة. وترتبط السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم والولاياتالمتحدة بعلاقات تمتد نحو 60 عاما وتقوم على ضمان امدادات النفط مقابل الحماية الامريكية. ويقول محللون ان السعودية التي تمتلك أكثر من خمس الاحتياطيات العالمية من الخام تريد ان تتأكد من جدية أوباما بشأن خطط تقليل اعتماد الولاياتالمتحدة على نفط الشرق الاوسط وتنويع مواردها من الطاقة بعيدا عن الوقود الاحفوري. وذكرت مجموعة يورواشيا لدراسة المخاطر السياسية "الادراك المتنامي بين المسؤولين السعوديين بان ادارة أوباما تعني ما تقول عن التنويع...قد يبدأ قريبا في خلق توترات في العلاقات الثنائية." وقال أوباما انه سيبلغ الملك عبد الله ان بلاده لا تعتزم تقليص احتياجاتها من واردات النفط في الامد القريب. من روس كولفين وأولف ليسينج