أقر اللقاء التشاوري الموسع لقيادات المشترك وهيئاته إعداد برنامج زمني لزيارات ميدانية لقيادات المشترك إلى مختلف محافظات الجمهورية من أجل توثيق صلات أطراف التحالف المعارض وتعزيز الثقة بين قياداته وقواعده بالمحافظات. وكان اللقاء السنوي الرابع بقيادات المشترك وكتله البرلمانية ولجانه التنفيذية انعقد بالعاصمة صنعاء يومي 22 و 23 يوليو الجاري . وأكد بيان ختامي صدر عن اللقاء استعداده للعمل على إنجاح الاتفاق الموقع مع الحزب الحاكم بشأن آليات الحوار الوطني قائلاً إن الاتفاق "حصيلة للجهود المضنية التي بذلها المجلس الأعلى للقاء المشترك وهيئته التنفيذية وشركائه في اللجنة التحضيرية للحوار الوطني، على طريق مؤتمر الحوار الوطني الشامل لكافة قضايا ومظاهر الأزمة الوطنية ومساراتها المختلفة". وشدد اللقاء على تمسكه باتفاق فبراير 2009 وعده "مرجعية للحوار الوطني وأساسا لمشروعية التوافق السياسي والوطني". وأضاف أن الاتفاق "منظومة متكاملة لا تقبل التجزئة أو الابتسار". وتناول البيان الختامي الصادر عن الللقاء قضايا وطنية مختلفة وقضايا تنظيمية. وفيما يلي نص البيان: البيان الختامي الصادر عن اللقاء التشاوري الرابع لقيادات اللقاء المشترك وكتلته البرلمانية واللجان التنفيذية بالمحافظات المنعقد في الفترة مابين 22 23 يوليو 2010م عقد اللقاء التشاوري الرابع لقيادات اللقاء المشترك وكتلته البرلمانية واللجان التنفيذية بالمحافظات برئاسة الأخ أحمد حيدر رئيس المجلس الأعلى لقيادة اللقاء المشترك بالإنابة في الفترة من 22-23 يوليو 2010م بمقر الحزب الاشتراكي اليمني بالعاصمة صنعاء . وفي الجلسة الأولى وبعد تلاوة آي من الذكر الحكيم ألقى الأخ رئيس المجلس الأعلى بالإنابة كلمة رحب فيها بالمشاركين ،مثمنا الدور النضالي الكبير الذي جسدته قيادات وأعضاء المشترك بالمحافظات في الفترة الماضية، وأكد حرص المشترك على استمرار نهجه النضالي السلمي الديمقراطي من خلال الفعاليات والاعتصامات ضد الجرع السعرية ورفع كلفة الخدمات العامة وفي مقدمتها الكهرباء والمياه ،مترافقة مع تفاقم حدة الفقر وارتفاع نسبة البطالة وتعميم مظاهر الفساد والإفساد ،مشيراً إلي أهمية تكامل وتضافر الجهود بين أحزاب اللقاء المشترك على المستوى المركزي وفي مختلف محافظات الجمهورية ،وفيما يتعلق بالحوار أكد على أهمية الحوار الجاد والمسئول الذي يتبناه المشترك للإنقاذ الوطني وإخراج البلاد من أتون أزماتها المركبة والمتفاقمة، مؤكدا على إن التوقيع على محضر تشكيل لجنة الإعداد والتهيئة للحوار الوطني هو البداية السليمة للسير في تنفيذ اتفاق 23فبراير 2009م. وبعد إقرار جدول الأعمال استمع اللقاء التشاوري إلى التقرير المقدم من الهيئة التنفيذية للفترة من 14/5/2009م وحتى يوليو 2010م وكذا مشروع الاتجاهات العامة لخطة عمل أحزاب اللقاء المشترك خلال الفترة من يوليو 2010م حتى ديسمبر 2010م والمقدم من المجلس الأعلى للقاء المشترك ،وقد حظيت هذه الوثائق باهتمام المشاركين ونقاشاتهم، وتم إقرارها مع الملاحظات الأساسية الواردة حولها. كما وقف اللقاء التشاوري أمام مستجدات الأحداث والتطورات الراهنة على الساحة الوطنية واتخذ بشأنها العديد من القرارات والتوصيات على النحو التالي: أولا : يثمن اللقاء التشاوري الرابع عاليا الجهود المبذولة من قيادة اللقاء المشترك في اتجاه توسيع قاعدة الحوار والخروج برؤية الإنقاذ الوطني وصولاً إلى توقيع الاتفاق على محضر"يوليو" لتشكيل لجنة الأعداد والتهيئة للحوار الوطني وإخراج الحوار من حالة الانسداد في إطاره الثنائي بين المشترك والسلطة إلى إطاره الوطني الواسع،الذي لا يستثني أحد من الأطراف الوطنية بما في ذلك الحراك الجنوبي و الحوثيين في صعدة وقيادات ورموز المعارضة في الخارج . ثانيا : يؤكد اللقاء التشاوري استعداده الكامل للعمل من اجل إنجاح هذا الاتفاق باعتباره حصيلة للجهود المضنية التي بذلها المجلس الأعلى للقاء المشترك وهيئته التنفيذية وشركائه في اللجنة التحضيرية للحوار الوطني، على طريق مؤتمر الحوار الوطني الشامل لكافة قضايا ومظاهر الأزمة الوطنية ومساراتها المختلفة، كفرصة أخيرة للإنقاذ الوطني ،يستحيل تكرارها في المستقبل. محذرا من المخاطر الكارثية التي يمكن أن تترتب على إهدار هذه الفرصة عبر المماطلة أو التسويف أو أية محاولة تستهدف إجهاضها أو عبر التراجع عن مضامين اتفاق فبراير أو النكوص عنه . ثالثا : يحيي اللقاء التشاوري باعتزاز بالغ الجهود المبذولة من قبل المشترك لإطلاق المعتقلين على ذمة الحراك السلمي في الجنوب وعلى خلفية حرب صعده مشددا على أهمية متابعة استكمال إطلاق سراح كافة المعتقلين كخطوة ضرورية لتهيئة الأجواء المناسبة لتسريع تنفيذ اتفاق فبراير 2009م . رابعا : يشدد اللقاء التشاوري على تمسكه باتفاق 23 فبراير2009م كمرجعية للحوار الوطني ،وأساسا لمشروعية التوافق السياسي والوطني ،كمنظومة متكاملة لا تقبل التجزئة أو الابتسار. خامسا : يدين اللقاء التشاوري الرابع تجدد الأحداث المأساوية الدموية المؤسفة في حرف سفيان ،محذرا من تداعياتها أو تحولها إلى حرب سابعة ، ويحمل السلطة والأطراف المتورطة في المواجهات العسكرية المسئولية الأخلاقية والسياسية لما قد تسفر عنها من تبعات كارثية تطال الشعب والوطن. ويدعو في ذات الوقت إلى الإفراج الفوري عن كافة المعتقلين على ذمة الحرب في صعدة ،كخطوة لابد منها على طريق صناعة السلام وإعادة الإعمار،وعودة النازحين إلى قراهم ومناطقهم في محافظة صعدة . سادسا: يدين اللقاء التشاوري الرابع إجراءات القمع والعنف وإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين يوم أمس الجمعة في مدينة زنجبار ،والتي أسفرت عن سقوط أربعة جرحى واعتقال عضو سكرتارية منظمة الاشتراكي في محافظة أبين/ دوعن منصور دوعن ،كما يستنكر اللقاء التشاوري إطلاق النار على مقر الحزب الاشتراكي في مدينة زنجبار ،ويعتبر ذلك حماقة غير مسئولة تلقي بضلالها القاتمة على التعددية السياسية والحزبية المكفولة دستوريا ،وعلى الاتفاق الأخير الموقع مع السلطة وحزبها ،الأمر الذي يستوجب مسائلة المتورطين في إطلاق النار ،والوقف الفوري لعسكرة الحياة السياسية والمدنية في المحافظات الجنوبية. سابعا : يشيد اللقاء التشاوري بالجهود النضالية المتواصلة التي يبذلها قيادات وأعضاء وأنصار المشترك في مختلف محافظات الجمهورية في الانتصار للقضايا المشروعة للناس وفي التصدي للانتهاكات والسياسات الإفقارية والتجويعية ،والجرع السعرية المتتالية ،والجبايات اللادستورية المتصاعدة التي ما انفكت تفرضها السلطة على المواد الغذائية والاستهلاكية ،والمشتقات النفطية وخدمات الكهرباء والمياه، ويدعو اللقاء التشاوري في هذا الصدد إلى رفض هذه السياسات التجويعية غير الدستورية ،عبر مواصلة الفعاليات الاحتجاجية الجماهيرية بمختلف الوسائل السلمية في مختلف محافظات الجمهورية ،حتى يتم إلغاؤها ووقف العمل بها. ثامنا: يرى اللقاء التشاوري الرابع في كل من ظاهرة الاستعباد والرهائن والتهجير القسري والتي لاتزال تمارس حتى اليوم في أرجاء واسعة من بلادنا مظاهر للممارسات اللإنسانية الموروثة من عصور العبودية قبل الثورة ،كمؤشرات بالغة الدلالة على فشل وعجز القائمين على السلطة في تجسيد مبادئ وأهداف الثورة التي قامت منذ ما يقارب نصف قرن من الزمن ،وستظل وصمة عار في جبين السلطة حتى يتم معالجة هذه الظواهر وتسويتها نهائيا أينما وجدت في مختلف مناطق البلاد . تاسعا : يرى اللقاء التشاوري الرابع بان قضية خيران المحرق من القضايا التعسفية التي اتخذت بعدا سياسيا منذ وقوعها عام 2006م أثناء الانتخابات الرئاسية وحتى يومنا هذا، ويرى تسويتها ضمن القضايا السياسية الجاري حلها ومعالجة بعدها الجنائي في سياق محاكمة عادلة ،بعيداً عن الضغوط القبلية والسياسية التي ترافقت معها. عاشرا: يجدد اللقاء التشاوري التأكيد على تمسكه بنهج الحوار كآلية حضارية لمعالجة المعضلات الوطنية المتفاقمة ،ويدعو لجنة الحوار الوطني إلى الاستمرار في انجاز المهام التي رسمتها وحددتها في برنامجها السنوي مشدداً على أهمية دورها الوطني خلال المرحلة القادمة للمساهمة الفاعلة في إخراج البلاد من أزماتها الراهنة . على المستوى التنظيمي : يرى اللقاء التشاوري الرابع في تماسك اللقاء المشترك واتساع قاعدته الاجتماعية والسياسية والارتقاء برؤاه ووثائقه البرنامجية وآليات عمله ونشاطاته السياسية على النحو القائم اليوم ، يمثل تطوراً نوعياً بارزاً في مسيرة الحركة الوطنية بل يكاد أن يكون هو الحدث الأبرز في التاريخ السياسي اليمني المعاصر، يمثل استجابة موضوعية صادقة للتحديات القائمة في الواقع الراهن ،المحفزة لتوطيد دعائمه وترسيخ مبادئه وأفكاره وإثراء تجربته ،وفي هذا الصدد فان اللقاء التشاوري يؤكد على ما يلي : 1) العمل على تعزيز تلاحم تكتل اللقاء المشترك في المرحلة القادمة ،وتوسيع تحالفاته وشراكاته الوطنية على طريق بلورة كتلة اجتماعية تاريخية واسعة، قادرة على حمل المشروع الوطني الديمقراطي للمشترك والانتصار له وحمايته من الانتكاس . 2) تعزيز دور وفاعلية تكتل اللقاء المشترك كطرف رئيسي فاعل في المعادلة السياسية في البلاد كضمان لحماية التعددية السياسية والحزبية وتعزيز العملية الديمقراطية والارتقاء بها وترسيخها في الحياة السياسية. 3) تطوير أدوات واليات اللقاء المشترك , واستكمال تشكيل الدوائر واللجان التخصصية وتنظيم وتطوير أداء الكتل البرلمانية في مجلس النواب وممثلي المشترك في المجالس المحلية في المديريات والمحافظات المختلفة ،والانتظام في عقد اللقاءات التشاورية السنوية للقيادات العليا والمحلية في مختلف محافظات الجمهورية . 4) تنظيم ندوات علمية محلية وخارجية دورية لتقييم تجربة اللقاء المشترك لما يكفل تطوير وترسيخ التجربة عبر تنمية الايجابيات وتجاوز السلبيات في نشاط المشترك. 5) إعداد برنامج زمني لفعاليات النزول الميداني لقيادات أحزاب اللقاء المشترك في مختلف محافظات الجمهورية لتوثيق الصلة بين أطراف اللقاء المشترك وتعزيز الثقة بين قيادته وقواعده في المحافظات وتطوير آليات وأدوات عمله وأدائه السياسي ونشاطاته النضالية السلمية، والتحامه بالجماهير . والله الموفق صادر عن اللقاء التشاوري الرابع - صنعاء 24/7/2010م.