تتأكد سلامة وصوابية دعوة اليمن ممثلة بالأخ الرئىس الصالح بإعادة النظر في الهيئة الدولية «الأممالمتحدة» ومجلس أمنها!! هيكلاً وميثاقاً وقوانين، وحقوق عضوية، لأنها لم تعد صالحة وغير فعالة في معالجة مشاكل وقضايا العالم بعدالة ومساواة. إن اليمن ومنذ أكثر من عقدين من الزمن وهي تكرر دعواتها لإصلاح النظام العالمي، وإعادة صياغته وفق أجندة عالمية تسهم في تصميمها وبنائها كل دول العالم من خلال اختيار لجنة دولية تقوم بإعداد مشروع لذلك ثم يعرض المشروع على الجمعية العمومية للنقاش والحذف والإضافة والتصويب وإقرار الصيغة النهائىة. وإذا كانت اليمن قد أدركت مبكراً بدء انهيار الهيئة الدولية «الأممالمتحدة»، وبدأت تلعب دوراً عالمياً للتنبيه إلى ذلك وضرورة تداركه خدمة للأمن والسلام الدوليين وللمساواة والعدالة الدولية، وسعياً للحفاظ على النظام العالمي قبل انهياره.. إلا أن القوى الكبرى بطريقة أو بأخرى جهدت بما يكفي للتعتيم على التحذيرات والدعوات اليمنية، لأنها ضد أهدافهم الرامية إلى تحويل الهيئة الأممية إلى مؤسسة تهيمن عليها القوى الكبرى، وتسخرها لخدمة أطماعها في ابتزاز العالم، وتنفيذ سياساتها الامبريالية «الاستعمارية» ضد شعوب العالم، والعدوان والاجتياح لكل من يقول «لا» للسياسات الاستعمارية للقوى الكبرى ونظامها الجديد الذي لا يزيد عن إعادة لصياغة الاستعمار القديم بوجه جديد. اليمن حين رأت ضرورة إصلاح الهيئة الدولية بنت رأيها على الظروف الدولية الصعبة بعد الحرب الثانية، وانفراد أربع دول بتشكيل هذه الهيئة، وأعطت هذه الدول لنفسها حق التحكم في قرارات الهيئة الدولية ومجلس أمنها دون سائر العالم، أيضاً أثبتت القراءة التاريخية للهيئة عدم عدالتها ومساواتها في التعامل مع القضايا والمشاكل الدولية وكيلها بمكيالين في قراراتها وتنفيذها.. حيث لا يتم تنفيذ سوى القرارات التي تتفق وأطماعها «أي الدول الكبرى»، أما القرارات التي تخص حلفاءها مثل الكيان العنصري الغاصب في فلسطين فلا يتم تنفيذها أو العمل بها، بينما القرارات الأخرى تنفذ سلماً أو بالقوة.. كما حدث في العراق واليوم في لبنان، وقبل ذلك في أفغانستان.. بل إن القوى الكبرى في الهيئة الدولية قامت بعدوانها على العراق دون أية مشروعية، واليوم العصابات الصهيونية تدمر لبنان وترتكب المجازر في شعبه دون أية مشروعية، ودون أن يحرك مجلس الأمن والهيئة الدولية ساكناً لإعطاء المزيد من الفرص، ولإطالة العدوان الصهيوني على لبنان وشعبه، وعلى الشعب الفلسطيني وبدعم علني من الإدارة الأمريكية.. كل هذا يؤكد رؤية اليمن بعدم صلاحية النظام العالمي وضرورة إصلاحه بمشاركة دولية تضمن العدل والمساواة للعالم في ظله.