مع أني لا أحب أن أكتب عن قيادات إدارية للمكاتب الحكومية، أو عن وزراء.. إلا أني في بعض الاحيان أجد نفسي مجبراً على الكتابة عن هذا الوزير، أو هذا المدير العام.. لأنه هو الذي يرغمني من خلال أدائه، وسلوكه، وتعاطيه، وتعامله مع المستفيدين من مؤسسته، أو يجبرني على الكتابة عنه لأنه أبدع وطور.. ولذا فأنا من النادر أن أوظف قلمي للكتابة عن مسئولين أيا كانوا.. إلا كما قلت من يجبرني على ذلك، وذلك من باب الإنصاف وتعزيز الإيجابي. من هؤلاء وهم قلة جداً الأخ الأستاذ/ عبدالسلام الحزمي مدير عام الخدمة المدنية والإصلاح الإداري في محافظة تعز.. لقد تابعت خلال فترة مضت قبل وبعد مجيء الأستاذ/ عبدالسلام إلى مكتب الخدمة في تعز، في فترة ماقبل الأخ عبدالسلام الحزمي كنت أرى مكتب الخدمة المدنية وعلى مدار السنة مزدحماً بالمعاملين والمراجعين والمتابعين بهدف الحصول على وظيفة.. أيضاً كانت الخدمة مزاراً دائماً للسماسرة والوساطات من العيار الخفيف والثقيل، ومزاراً دائماً للذين يحملون التوصيات والتوجيهات والأوامر، ليس هذا وحسب لكن كنا نلاحظ، والكثير يعرف أن منازل مدراء الخدمة، ومدراء إداراتها، ورؤساء أقسامها، وموظفيها، أيضاً مزار دائماً لطالبي الوظائف، ووساطاتهم وسماسرة التوظيف.. وطبعاً الزيارات المنزلية وفي عرفنا الذي درجنا عليه يستحيل أن تتم دون قات من النوع الفاخر جداً، أو الهدايا الثمينة ذات العيار الثقيل، أو هدية في ظرف مغلق مليء بالبنكنوت ذات القيمة الكبيرة.. إلخ. وبناء على ذلك فقد كانت هذه هي المعايير والشروط التي كانت تتم بموجبها المفاضلة، والتوظيف.. وكانت قوائم التوظيف دائمة التغير، والتبديل.. وسقوط أسماء، وطلوع أسماء جديدة مغايرة لما أعلن سابقاً، بموجب كشوفات تعلق في الخدمة.. لم تكن هناك طريقة الإعلان في الصحافة كما هي اليوم.. هكذا كان واقع الحال. اليوم، ومنذ مجيء الأخ عبدالسلام الحزمي إلى الخدمة كمدير عام لمكتب تعز.. تأتي الدرجات المعتمدة وظيفياً.. فيبلغ كل مكتب بما له من درجات، ويطلب منه تحديد احتياجاته من التخصصات، ويرفع بذلك إلى الخدمة التي تبدأ العمل وفقاً للمعايير والشروط، وبهدوء، ودون شوشرة، ودون تردد لطالبي الوظائف أو التعامل مع السماسرة، أو المعاملين، أو غيرهم، فتتم المفاضلة بين طالبي الوظائف وبالكمبيوتر المبرمج وفقاً للشروط والمعايير، والذي بدوره يقوم بالمفاضلة وإخراج الأسماء حسب الاستحقاق الوظيفي للشخص طالب الوظيفة.. وعلى وجه السرعة ودون تأخير يحمل الكشف من الكمبيوتر إلى الصحف ليعلن صباح اليوم التالي فيصعب عندها التحايل أو إعادة النظر، أو التلاعب. أنا اطلعت على ذلك خلال أكثر من سنة، ومن معرفتي لكثير من الأسماء.. أجدها ممن لا ظهر لهم، ولاقدرة لهم على دفع حق بن هادي.. فتحية للأخ عبدالسلام، ودعواتنا له بطول البقاء