على الرغم من إعلان الإدارة الأمريكية أن بقاء قواتها في العراق يأتي في إطار تعزيز الأمن والاستقرار إلا أن ما نشاهده من مآسٍ يومية يدل بأن الاحتلال زاد الأمور تعقيداً، فالدم العراقي لا يزال ينزف ، والانفجارات تحصد أرواح المئات من الأبرياء ، ويتزايد بشكل مخيف وينذر بكارثة إنسانية وشيكة لا سمح الله. ولعل بيت القصيد في الموضوع ربما قد يكون توجه الأحداث إلى حرب أهلية يكون الشعب العراقي هو الخاسر الوحيد من الانجرار نحو تصعيد العنف والاقتتال الذي يذهب ضحيته الأبرياء من المواطنين العراقيين ، فالمطلوب من الحكومة العراقية اتباع نهج أكثر صرامة مع المسلحين والميليشيات المسئولة عن قتل الآلاف من العراقيين بذريعة أن ما تقوم به هو مقاومة .. وهي بعيدة كل البعد عن المقاومة كون قتلاها من المواطنين ، فهل المنطق يقول : إن قتل الأبرياء هو الطريق إلى تحرير العراق من المحتل ؟ وهل تلك الأعمال يمكن أن نسميها مقاومة ، إن تلك الأعمال بعيدة عن المقاومة الشريفة خاصة إذا علمنا ان الخسائر البشرية للمدنيين وصلت إلى ألف و850 قتيلاً في نوفمبر الماضي جراء سلسلة التفجيرات، وما يزيد الأمور تعقيداً الفتنة الطائفية التي بدأت تتصدر المشهد العراقي. ومهما كانت الأسباب إلا أن المنطق والعقلانية اللتين يجب أن يدركهما أشقاؤنا العراقيون أن الوحدة الوطنية وعدم الانجرار إلى النزاعات والنعرات المذهبية والطائفية والعنصرية هو المهم في وقتنا الحاضر، وإنه ليس بمصلحتهم ان تظل تلك النزاعات التي لاتخدم سوى الأعداء ، وتهدف إلى تمزيق وحدتهم وتقسيم دولتهم إلى دويلات وبمنأى عن كل ذلك فإن الأهم هو تجاوز كل المهاترات السياسية ونسيان أية اختلافات والرمي بها خلف الحائط والتوجه صوب الكلمة الواحدة والرأي العقلاني الواحد الذي يخدم الوطن العراقي وأبناءه الشرفاء.