كنت قد كتبت عن عيد الأضحى الذي ودعناه قبل أسبوعين.. وقلت إنه تحول إلى هم وغم.. وإن فرحة الأطفال سرقها الزمن الذي لا يرحم، والمتنزهات صارت تنفذ مهمة إفراغ الجيوب بلا أدنى ألم.. ودون أي اعتبار لبسمة طفل أو رب أسرة «معدم» حينها قال لي أستاذ وزميل: لقد كنت متشائماً إلى أبعد الحدود.. وسطورك موجعة ولا أدري أي وجع يقصد.. وجع الصدق أم وجع العيد نفسه الذي أصبح قدومه يسبب لنا الحزن بدل الفرحة؟!. وحتى لا أكون متشائماً كما قال زميلي الأستاذ ها أنا أعود وأعترف بأن هناك فرحة للعيد بإمكان المريشين فقط معانقتها والاحتفال بها والإحساس معها بأن الأجواء عيدية فرائحية، فرحة العيد موجودة بتفاصيلها الجميلة في المدن الساحلية في الحديدة أو عدن أو المكلا، ومن يرد العيد وفرحته عليه شد الرحال إلى إحدى الثلاث المحافظات.. وكما يقال واجب على من عشق يطحن!!. ومعلوم ان السفر إلى تلك المحافظات مكلف جداً ويحتاج إلى ميزانية باهظة .. وليس بوسع أي أحد ان يعملها.. ولذلك أعود وأقول ان فرحة العيد أصبحت مسروقة، ومن هو القادر على الدفع بإمكانه ان يستعيدها، فنحن بالطبع في عصر كل شيء فيه بفلوس حتى الفرحة. ولا تستغربوا !! أنا .. بالطبع .. قضيت الثلاثة الأيام من العيد في صنعاء.. وكم كانت كئيبة وباردة ومغبرة ومخرّبة كما هو حال جوها وشوارعها، والله لا سامح من هو السبب!!. لا أطيل تمكنت من السفر إلى عدن لأن شقيقي يسكنها، وهناك يختلف العيد تماماً.. لأول مرة عدن تتحول إلى قطعة من أوروبا، بل أحلى وأجمل.. الجو كان رائعاً جداً .. غيوماً وضباباً وأمطاراً.. وبحراً هادئاً ومتنزهات جميلة وشواطئ أنيقة.. وشوارع مضاءة بفرحة لا تريد أن تغادر. ماذا أكتب؟!.. كل شيء يأخذ شكلاً آخر وعناوين مختلفة.. وفي أي مكان شاطئ العروسة.. الفيل.. الذهبي.. العشاق.. الجزيرة.. يتمنى الإنسان ان يخبئ نفسه في أي زاوية منها.. يحتفي بالفرحة.. ويلقي القبض عليها دون أن يسمح لها بالسفر..!!. هذا في عدن.. وربما يتكرر في محافظات أخرى.. والأمر يبعث بالارتياح والسعادة لما تشهده هذه المحافظات من تطور ورقي ونهضة، لكن أمر الفرحة العيدية بهذا الشكل سيظل مرتبطاً بالجيوب الدافئة.. والبقية ممن يلسعهم الغلاء صباح مساء.. ويأتيهم العيد بكرب أيوب ماذا يفعلون، هل بالإمكان ان يكون العيد «فقط» فرصة لأن يفرح الجميع.. لا أن يبقى محصوراً في فئة معينة تحمل لافتة مستفزة بعنوان «عيد المريشين؟!».. نتمنى!!. moath 1000 @ yahoo.com