لن نسمح لأحد أن ينال من وطننا.. فبلادنا؛ جدباً ورخاءً، ليلاً ونهاراً، صيفاً وشتاءً، منعاً وعطاءً، دونها الأرواح وفي سبيلها تهون الحياة. لسنا بالذين يسمحون لأي كانوا أن يعيثوا فيها فساداً، ولا بمن يطمع أن ينال حبة رمل منها بسوء. لقد دحر الأجداد مستعمراً دخيلاً ركب ريح الأطماع، جاء اليمن يبغيها نهب ثروات وسلب أمن واغتصاب كرامة، فقذفناه في يم الهلاك، وأورثنا من بعده مرارات الهزيمة وذاكرة لعنةٍ لم تمحها مر الأيام. وأنى لحاقد جاحد لم يعتبر بماضي السّنين أن ينال من وطن سقطت دون عزته ومنعة أبنائه له كل رهانات الدنيا، وأصبحت كل مرامي الحساد والأحقاد عند قدميه الضاربتين في أعماق جذوره. كأن الأشقياء لا يدّ]ركون صنيع قوارع الدهر وخطوبه بهم عندما سوّلت لهم أنفسهم في سالف الأيام مخالفة سنّة الحياة بالقفز على منطقها وركوب أهداب الوهم، زاعمين صنيعهم هذا حقاً يفضي بهم إلى أمنياتهم المريضة السود. فلعمري بماذا يفكر هؤلاء الضلال الأشرار وهم يبادلون النعمة بالجحود، ويستبدلون الذي هو أدنى من إفزاع الأمن وترويع المطمئن وكفر الحق وغمط الهدى بالذي هو خير من الرشد والسكينة في سفينة الوطن الناشدة بر الأمان والمحبة والاستقرار؟!. أما آن لهؤلاء الحمقى أن يثوبوا إلى رشد الموعظة وبعين العبرة إن كانوا قد أضاعوا عقولهم وهووا إلى قاعات الغواية، ألا بقية من مُسكة عقل وبصيرة تحول دون أطماعهم العمياء وطريقهم الذي لا ينفتح إلا على هاوية الهلاك؟!. ألا من زاجر يحول دون تزعمهم لشر يعصف بالأمه ويفضي بأبنائها إلى متاهات العدم؟!. فيمَ الصمت يا من بقي من العقلاء والفتنة ماضية تمخر بعنفوان محيط الحياة، تجرف كل حي بصلف كريه وحمق أسود؟!. فيمَ التقاعس حين الأمر بأمّس حاجة إلى التكاتف من أجل النصح والتسديد والتقريب؟!. ألم يقل سيد الخلق صلوات الله وسلامه عليه: (سدّدوا وقاربوا).. ألم يأن للذين آمنوا أن يردّوا كيد الفتنة؟!. ألا فليخسأ الطامعون، والويل كل الويل للضلال وأهله ما بقي اليمن.