هناك عدد من صحفيي المؤسسات الإعلامية كانوا قد أحيلوا إلى التقاعد قبل فترة وجيزة من العمل بتنفيذ وتطبيق استراتيجية الاجور التي عالجت الكثير من حالات الغبن والتدني بالأجور وبذلك حرم ذلك العدد من أية تسوية عادلة لمرتباتهم وأوضاعهم ، مع العلم أن منهم من عاش وعاصر فترات ومراحل للكادر الموؤود ، الذي بدأت فكرته منتصف الثمانينيات من القرن المنصرم وكان على قاب قوسين أو أدنى من التنفيذ ، بعد أن تشكلت له لجنة موسعة من قبل وزارة المالية والإعلام والخدمة المدنية إلا أنه فجأة طويت أوراقه ، أوقل بالأصح ملفاته التي لايعلم أحد أية أدراج قد ابتلعته أهي أدراج المالية أم الخدمة أم الإعلام أم ادراج مكاتب رئاسة الوزراء ؟ ويرجح أنها هي التي اودعتها ادراج النسيان. ومهما يكن من أمر ذلك الكادر ومزاياه المفترضة فإن مجلس نقابة الصحفيين قد وفق في آخر لقاءاته بالأخ رئيس الوزراء ،حيث تم تسليم مشروع قرار التوصيف الوظيفي للعاملين بالمؤسسات الإعلامية ، وبهذه المناسبة فإننا نأمل أن يؤخذ بعين الاعتبار والاعتماد ماينبغي أن يستحقه أولئك النفر من زملاء المهنة الذين كما اسلفنا حرموا من ثمار استراتيجية الأجور وبحيث يستدرك أمرهم بهذا التوصيف المعروض على مجلس الوزراء. قيل ويقال أن الصحافة هي التي تتولى صناعة الرأي العام ، وتشكيله على الوجه المطلوب ، فإذا كان الأمر كذلك فلماذا هذا الظن على هؤلاء الوراقين ؟؟ فلو أنني وزير للإعلام لأعطيت توجيهاتي بمنح كل صحفي تذكرة سفر في كل عام إلى كل محافظات الجمهورية إلى جانب النزول في فندق مجاناً لمدة عشرة آيام.. وتذكرة سفر عبر الخطوطة الجوية لزيارة كبرى المدن العالمية للاطلاع على حضارات الشعوب وعلى جوانب الحياة المختلفة.. فإذا كان المطلوب من هذا الصحفي الاسهام في تشكيل رؤى الرأي العام فلابد من أن يكون على درجة عالية من الوعي والفهم والثقافة والذوق الرفيع .. لابد له من الالمام بعادات وتقاليد شعوب العالم أجمع.. والاختلاط المباشر بشعوب العالم يصقل الإدراك ويرفع مستوى الوعي ويهذب السلوك.. ويعرف المرء بأسرار كثيرة يكون جاهلاً بها.. هذا إلى جانب أن للسفر فوائد جمة لأي مسافر كان بوجه عام وأما للصحفي فإنها تكون أكثر فائدة وعبرة ولاسيما وأن له فضولاً يختلف عن الإنسان العادي وإن زيارة لأي محرر صحفي لأي بلد كان ربما كانت فائدة ومعرفة أية دورة من الدورات التدريبية ..فلندعُ الشباب الى الانطلاق لمعرفة العالم ، وكيف يعيش ليتعلم كيف تحيا شعوب العالم وكيف أن تلك الشعوب لاتسمح أن تضيع أوقاتها بالأمور التافهة الجوفاء ، وأنهم لايقلعون عن القراءة حتى وهم في طوابير محطات السفر وقوفاً كانوا أو متكئين على الجدارن ؟.. وأن ساعات العمل تمتد من الصباح وحتى الخامسة مساءً وكذلك المدارس ، وكيف أن زائر لأي بلد سيكتشف أننا نبحث فقط عن نوع من قشور تقدم الشعوب وبريقها السطحي الخارجي أما جوهر الحياة المتقدمة فإننا ننأى بإنفسنا عنها بسبب حالات كثيرة من امراضنا وغرورنا ووعينا الزائف.. أرجو أن لايفهم كلامي هذا بطريقة خاطئة.