منذ الغزو الأمريكي للعراق واحتلاله عام 3002م والإدارة الإمريكية تتفنن في تنفيذ الفصول والسيناريوهات بهدف تحقيق النصر المزعوم الذي تحلم به إدارة البيت الأبيض في واشنطن.. وتوالت الفصول.. الفصل بعد الآخر حتى الفصل الحاسم والأخير الذي سمي بالاستراتيجية الأمريكية الجديدة في العراق التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي بوش والذي ينظر إلى هذه الاستراتيجية على انها حبل النجاة أو الهلاك أو نجاحها أو فشلها لإنقاذ أمريكيا من المستنقع الذي تعيشه قواتها المحتلة في العراق في ظل التصاعد المستمر للمقاومة العراقية والعمليات النوعية التي تقوم بها الفصائل الجهادية على اختلاف اسمائهم في الأشهر الماضية الأخيرة. إن المشهد العراقي متشابك الأطراف ولا يمكن التكهن بالمجريات السياسية بيد أن معرفة الفصل الأخير من فصول الفشل الأمريكي في العراق أمر ضروري للغاية بعد أن بدأ التصدع وبعد أن اعترفت بريطانيا بهزيمتها جهاراً أو إسراراً وقيامها بسحب ربع جيشها المهزوم في فترة قياسية وجيزة بمفاجأة غير معلنة ويعد ذلك في نظر العديد من المراقبين نصراً للمقاومة والمخلصين لكن مرحلة ما بعد الهزيمة تطرح على الوطنيين والشرفاء العراقيين التفكير الجدي بالعمل المشتركة لاستثمار ذلك الانتصار وهذا ما تنبهت له هيئة علماء المسلمين رائدة المشروع الوطني حيث دعت في بيان لها يحمل الرقم (378) أبناء العراق المخلصين إلى التفكير في مرحلة ما بعد هزيمة المحتل والاتفاق على برنامج عمل موحد. وكشف تقرير تحليلي نشرته مجلة «البيان» في عددها الأخير مايو 2007م الدواعي التي قام من أجلها ما يسمى بخطة أمن بغداد، وقال التقرير أن القارئ يستطيع من خلاها معرفة حجم التآمر الذي تسعى به كثير من القوى السياسية المشاركة في الحكومة ففي ظل التسريبات التفصيلية للخطة الأمنية والإفصاح عن حيثياتها للقوى المساندة للحكومة (كالتيار الصدري) الذي نزح قياديوه نزوحاً جماعياً إلى إيران وعلى رأسهم (مقتدى الصدر) لنضع ألف علامة استفهام أمام مصداقية هذا التيار في الشارع العراقي في ظل التناقض العجيب الذي صاحب هروب (مقتدى) إلى إيران قبيل بدء الخطة الأمنية التي تنفذها قوات الحكومة بمساندة قوات الاحتلال والتي لقيت تأييداً من قبل التيار الصدري نفسه قبيل وأثناء تنفيذها، ففي ظل هذه التسريبات بدأت عوامل الفشل والهزيمة تدب في أوصال هذه الخطة العسكرية وخصوصاً المواقف التي أفصحت عنها بعض الشخصيات التي تشارك في الحكومة والبرلمان مثل طارق الهاشمي أمين عام الحزب الإسلامي الذي توقع الفشل ضمناً للخطة لأسباب منها.. عدم توفر فيها عنصر المباغتة وان خريطتها تسربت قبل البدء إلى عناصر المليشيات المتهمة بقتل العراقيين. وذكر التقرير التحليلي المهم لمجلة (البيان)... في ظل تنفيذ هذه الخطة الأمنية التي مضى على البدء فيها بضعة أسابيع لا بد معرفة القضايا التالية: أولاً: الأمر أصبح واضحاً لكل مراقب أن الخطة بطبيعتها تستهدف أهل السنة في بغداد تطبيقاً لاتفاقات سابقة عمل عليها تياران شيعيان هما المجلس الأعلى للثورة الإسلامية والتيار الصدري في إطار تسوية تحدثت عنها بعض تسريبات الإعلام في اتفاق سري يقضي بالعمل على تسليم الجنوب لعبدالعزيز الحكيم.. لتكوين إقليم فيدرالي على أن يتم اعطاء التيار الصدري مدينة السلام «بغداد» بعد إفراغها من أهل السنة. ثانياً: عملت الحكومة جاهدة على تطبيق سياسية الإيحاء الكاذب الذي تريد من خلاله إفهام العالم بأن خطة أمن بغداد لا تستهدف السنة فحسب بدليل ما ترونه من مداهمات لمناطق شيعية كمدينة الصدر (الثورة) وغيرها واستخلص التقرير أن سر هذه الفضيحة يكمن في أمور عديدة منها: 1 اعطاء الحكومة الضوء الأخضر لمقتدى الصدر وقادة جيشه للهروب من العراق إلى إيران في بيان سري وجهه المالكي إلى مقتدى وجماعته. 2 فشل نتائج مداهمات مناطق الشيعة ومكاتب الصدر من قبل قوات الاحتلال والحكومة فلم نسمع أو نشاهد على وجه اليقين أن اعتقالات نالت عناصر التيار أو جيش الصدر المتهم بقضايا العنف الطائفي. 3 أن عدداً كبيراً من منتسبي الجيش والشرطة وقوات الأمن التي تقود الخطة الأمنية هم في حقيقتهم افراد فاعلون في جيش المهدي. إن المقاومة العراقية من أجل أن تقطف ثمار الانتصار يجب أن تبتعد كل البعد عن روح المشاحنة أو الاختلاف فإن الانتصارات تزداد يوماً بعد يوم والمقاومة الباسلة في تصاعد مستمر وهذا ما يدعونا إلى التخطيط بجدية للمستقبل وعلى جميع المخلصين من أبناء الرافدين ومعهم المسلمون تقديم الدعم المادي والمعنوي لهذه الفصائل المخلصة لأن المشروع الجهادي هو الذي أوقف المد الأنجلو أمريكي وإلحاق الهزيمة به لأن انسحابهم اليوم يعد الحلقة الأخيرة من فصل المهزلة السياسية الجارية الآن في العراق.