قال أول مسؤول فرنسي رفيع يزور العراق منذ الغزو الأمريكي عام 2003: إن على أوروبا الاضطلاع بدور أكبر في العراق ؛ لأن الأمريكيين لن يتمكنوا من إخراج هذا البلد من مصاعبه بمفردهم. وأضاف كوشنير بعد ثلاثة أيام قضاها في العراق : قد تكون الثقة بين المواطنين العاديين أكبر من تلك الموجودة بين أفراد الصفوة السياسية. عبارات وزير الخارجية الفرنسي تأتي مواكبة لدراسة أجرتها أجهزة الاستخبارات الأمريكية وأثارت شكوكاً قوية في قدرة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على تحقيق المصالحة الوطنية حسب تقارير نقلتها وسائل إعلام. الدراسة التي تؤكد أن الجيش الأمريكي أحرز تقدماً في كبح جماح العنف في العراق بحسب صحيفة نيويورك تايمز ترسم أيضاً وبحسب ذات الصحيفة مستقبلاً قاتماً للوضع السياسي في العراق . الوثيقة المكونة من 10 صفحات تلخص تقييم 16جهازاً استخبارياً أمريكياً للأوضاع في العراق والتي نشرت bbc ملخصاً لها. وتكشف الكثير من الشك على مقدرة المالكي على كبح جماح العنف الطائفي والسير قدماً في طريق المصالحة الوطنية. الحكومة العراقية ستواجه أوضاعاً صعبة والمزيد من الضعضعة خلال الأشهر المقبلة ؛ بسبب تعرضها لمزيد من الانتقادات من أعضاء في الائتلاف الشيعي ومن العرب السنة والأكراد. هكذا يصف التقرير خلاصته حين يحذر من أن تحقيق الأمن وإنجاز تقدم على المستوى السياسي على المدى الطويل والسير في طريق التنمية الاقتصادية يبدو مستبعداً ما لم يتم تحقيق تغيير ملموس في الأسس الحالية التي تقوم عليها العملية السياسية والأمنية في العراق ، والتوصل إلى تفاهم سياسي بين الأطراف العراقية. نشر ملخص التقرير الاستخباراتي السري هذا حول العراق وحكومة المالكي فتح الطريق لخروج دعوات صريحة بخروج الأميركيين من العراق والرغبة في تغيير حكومة المالكي. فقد انضم مؤخراًعضو الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ وعضو لجنة القوات المسلحة في المجلس جون وارنر إلى المطالبين بسحب القوات الأمريكية في العراق. وقال ورانر الذي عاد من العراق مؤخراً : إن على الرئيس بوش الإعلان عن سحب 5 آلاف جندي أمريكي قبل نهاية العام الحالي بهدف التأكيد على جدية الولايات في الانسحاب من العراق وإن الالتزام الأمريكي بالعراق ليس بلا نهاية ، كما وجه عدد من زعماء الحزب الديمقراطي الأمريكي نقداً شديداً لخطاب الرئيس الأمريكي، الذي دافع من خلاله عن سياسة إدارته في العراق. والذي قال فيه : إن انسحاب القوات الأمريكية من العراق، قد يتسبب في اضطرابات من قبيل تلك التي أعقبت الانسحاب الأمريكي من الفيتنام. فقد رد رئيس مجلس الشيوخ هاري ريد على هذه المقارنة بالقول : إن قرار غزو العراق كان من بين أفدح الأخطاء التي ارتكبت في تاريخ الولاياتالمتحدة. جون كيري عضو مجلس الشيوخ - والمرشح الديموقراطي الذي نافس الرئيس بوش خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة- اعتبر أيضاً أن الخطاب الرئاسي ينم عن الجهل ويفتقر إلى الحس بالمسؤولية. واعتبر السيناتور كيري - أحد قدامى المحاربين في الفيتنام- أيضاً عن أسفه عما وصفه ب (التبسيط المخل) الذي وقع فيه الرئيس الأمريكي، عندما قارن بين الحربين في الفيتناموالعراق. وكان الرئيس بوش ألقى خطاباً أمام قدماء المحاربين في ولاية ميزوري، قبل أسابيع ذكَّر فيه بما حدث بعد الانسحاب من فيتنام ، فقال: إن من أدى ثمن الانسحاب الأمريكي هم الملايين من المواطنين الأبرياء. وأشار الرئيس بوش في هذا الصدد إلى عمليات الانتقام التي تعرض لها أنصار الأمريكيين من المواطنين الفيتناميين، وإلى نزوح عدد من السكان، وإلى عمليات التقتيل في كمبوديا المجاورة، إبان حكم بول بوت ونظام الخمير الحمر. درس حرب الفيتنام لقن الولاياتالمتحدة درساً مفاده ضرورة التحلي بالصبر فيما يتعلق بالولاياتالمتحدة كما يقول بوش في ذات الخطاب. ليرد رئيس مجلس الشيوخ بالقول: إن جنودنا رهائن حرب أهلية، ولم تفلح خطة الرئيس حتى الآن في إيجاد حل سياسي ضروري لاستقرار العراق. معتبراً كذلك أن تغيير الاتجاه قد حان موعده منذ مدة، وأن الكونجرس سيواصل المعركة خلال الأسابيع المقبلة من أجل هذا التغيير. حرب فيتنام - خلفية عابرة استمرت ما بين 1959-1975؛ هزمت فيها جمهورية فيتنام الديمقراطية (الفيتنام الشمالية) جمهورية الفيتنام (فيتنام الجنوبية) المدعومة من قبل الولاياتالمتحدة. قتل فيها حوالي 4 ملايين من المدنيين. لقي فيها مليون ومائة ألف محارب شيوعي حتفهم. 200 ألف إلى250 ألف قتيل في صفوف جيش الفيتنام الجنوبية. 58 ألفاً ومائتا جندي أمريكي قتلوا أو فقدوا أثناء المعارك. [email protected]