كل عام وأنتم بخير.. كل عام ونحن وبلادنا والأمة العربية والإسلامية في وحدة وأمن واستقرار وتقدم وازدهار.. في هذه اللحظة يسيطر السؤال : ماذا يعني حلول أول أيام عيد الفطر؟ العيد ليس إلا امتداداً لأيام من التجليات الإيمانية التي عشناها خلال شهر الصيام. وكما كان رمضان مناسبتنا لتمثل ما يعانيه الجائع والمحتاج ، فإن العيد لا يحمل معه الابتهاج الحقيقي دون أن يحرص القادرون على التوسع في أعمال الخير والإسهام في زرع الابتسامة والفرحة في وجوه الفقراء والمساكين. هو موعد مع زرع الطمأنينة في نفوسهم وإثبات جديد على أن الدنيا مازالت بخير.. العيد فرحتنا لإيصال ما انقطع من جسور مع الأهل والجيران والأرحام ، وتجديد لأواصر المحبة للأخ والصديق، وإفشاء السلام لعابر الطريق. والعيد كما أنه فرصة للأطفال لأن يفرحوا بملابسهم الجديدة ويلعبوا في الحدائق والساحات ويحلموا بأن يكبروا ويقطفوا حصتهم من الحياة ؛ فهو فرصة لأن نغرس في نفوسهم الكثير من القيم الجميلة ، قيم النظافة والتواضع ومحبة الناس والسؤال عن أحوالهم. والعيد مناسبة لأن تُرفع بيارق الأمل والعيش خارج حدود النفس.. كل عام وقلوبنا ممتلئة بالسماحة والوداعة وحب الخير.