«نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً» هذا المثل ينطبق على مشروع التوصيف الوظيفي الخاص بالصحافيين اليمنيين، فقد كثُر الحديث حول هذا المشروع دون أن نرى حتى الآن ما يؤكد جدية إظهاره إلى النور، وما نسمعه لا يعدو عن كونه مجرد وعود، فتارة تأتي الأخبار إلينا بأنه تم إعداد مشروع للتوصيف الوظيفي للصحافيين، وتارة بأنه سيتم قريباً بدء العمل به، وتارة أخرى تصريحات تؤكد الحرص على تحسين أوضاع الصحافيين المعيشية ومنحهم مزايا تتناسب مع العمل الإبداعي والذهني الذي يقومون به، وتصريحات أخرى تتحدث عن عقد اجتماعات لمناقشة المشروع وإثرائه واستكمال الإجراءات الخاصة بتنفيذه وتطبيقه على أرض الواقع.. لكن كل ذلك يظل مجرد وعود فقط، قد لا ترى النور على أرض الواقع.. ولا يعلم الحقيقة في هذا الجانب إلا أصحاب الحل والربط. الصحافيون متخوفون من أن هذا المشروع لن يرى النور، خاصة أن لهم تجربة سابقة تكاد تكون مشابهة للوضع الحالي اسمها الكادر الصحفي الذي بعد أن تم إعداده وإمطار الصحافيين بسيل من الوعود لتنفيذه ظل حبيس الأدراج لسنوات طويلة تنوعت فيها الوعود والتطمينات والمطالبات والمناشدات من كل حدب وصوب لإخراجه إلى حيز الوجود، لكن كل ذلك لم يشفع له ولم يستطع إنقاذه من الموت حبساً «رحمة الله عليه»!!. الكثيرون يؤكدون وبتشاؤم أن مشروع التوصيف سيجد نفس المصير الذي آل إليه الكادر الصحفي، ويدللون على ذلك أن المشروع سبق أن تم تقديمه من قبل نقابة الصحافيين اليمنيين إلى دولة مجلس الوزراء الذي أحاله بدوره إلى وزارة الخدمة المدنية والتأمينات في شهر يوليو 2007م، ووجه بتشكيل لجنة فنية لدراسته مكونة من ممثلين عن نقابة الصحافيين ووزارتي الخدمة المدنية والإعلام، أي قبل ثمانية أشهر تقريباً، ومع ذلك ليس هناك أية تحركات إيجابية في هذا الجانب، مع أن الفترة طويلة جداً لمناقشة قانون، وتكفي للمناقشة والإقرار والتطبيق على أرض الواقع، فضلاً عن أن معشر الصحافيين الذين قد ينتفعون من مزايا هذا التوصيف إن أصبح حقيقة واقعة أعدادهم قليلة قد لا يتجاوزون «ألفي صحفي» «على أعلى تقدير» ولا خوف من تأثير هذا التوصيف على الميزانية العامة. كل ما نريده نحن الصحافيين هو معرفة الحقيقة، هل هناك فعلاً مشروع للتوصيف الوظيفي للصحافيين، وإذا كان موجوداً، فهل هناك نية صادقة وجادة لتنفيذه على أرض الواقع، ولماذا لم تُنجز اللجنة المشكلة من قبل رئيس الوزراء مهمتها حتى الآن في مناقشة المشروع رغم الفترة الطويلة منذ تشكيلها لهذا الغرض؟؟.