لقد بدأت الرأسمالية كقوة صاعدة ما قبل القرن التاسع عشر وفي نضالها ضد الإقطاع في أوروبا شكلت أملاً لعدد كبير من البشرية حينها، وقد ساعدت بالانتقال من العمل اليدوي البسيط إلى العمل الجماعي المتناسق المنظم «الفبريكا» وخاضت حروباً توحيدية وكانت حينها تحمل محتوى عادلاً من وجهة نظر الكثير من التجمعات السكانية ونهوض في التطور بنظر البشرية. ولكنها بعد الانتقال إلى الآلة البخارية بدأ التحول باتجاه مغاير لما بدأت عليه، وأصبحت «القيمة الزائدة» الربح المطلق تحكم الأيديولوجية في جميع مسارات الحياة، فالسوق بالنسبة لها «شرايين الحياة» والاحتكار قاعدة أساسية لها من منطلق «القيمة الزائدة» التي تعتبر حجر الزاوية وعمود النظرية الرأسمالية التي هي تجسيد لخدمة مصالح «المالك المطلق - الحاكم المطلق». ولقد تحولت شيئاً فشيئاً إلى أن أصبحت مع نهاية القرن 19 إلى غول «كبير» أباح لنفسه استباحة «الأرض وما فيها ومن عليها» باطن الأرض - ظاهرها واستباح البشر والشجر.....إلخ، وتحت مسميات منها الحريات - الحقوق - التعددية، والتي اعتبروها سلاحاً نافعاً من باب علم الاجتماع لمخادعة التجمعات السكانية والبشرية جمعاء دون أن تحمل مضموناً فعلياً في واقع الحياة الاجتماعية للتجمعات السكانية. ومنذ نهاية القرن 19 وتحديداً منذ النصف الثاني للقرن ال 19 وزاد بعد افتتاح قناة السويس عام 1869م، وكانت الحرب الإسبانية - الأمريكية 1898م أول حرب امبريالية من أجل إعادة اقتسام العالم، وما تلاها من حروب والتي كانت نتيجتها الحتمية قيام الحرب العالمية الأولى 1914م - 1917م كنتاج طبيعي لما سبقتها من الحروب لاقتسام وإعادة تقسيم العالم. وقد رافق كل تلك الفترات صيغ لفلاسفة الرأسمالية «الإمبريالية» وضعوا فيها مذاهب عسكرية، سياسية، اقتصادية «إباحية إرهابية» بدءاً من نظرية مالتوس، وما تلاها كثير من المنظرين والساسة الرأسماليين في المقدمة ساسة ومنظرو الإدارة الإمبريالية الأمريكية عبر الحقب والفترات التاريخية المتعاقبة منذ منتصف القرن ال 19 وما قبله وحتى الآن، وصولاً إلى نظرية صدام الحضارات، هلتنجتون، وفلسفة الإدارة الأمريكية ونظريتها الحالية «من لم يكن معنا فهو ضدنا» بقيادة مجرم الحرب ومؤججها جورج بوش الابن. وما شهدناه ونشهده في الصومال، الجزائر، السودان، أثيوبيا، أرتيريا، حرب الصحراء في المغرب.... إلخ وحروب كثيرة في بقاع مختلفة من العالم وأهمها وضوحاً الحرب في فلسطين - أفغانستان - العراق، إنهم يمارسون حرباً كونية غير معلنة وإن ازدياد وتيرة هذه الحروب قد يقود إلى حرب كونية شاملة لا تبقي ولا تذر، ودليلنا على ذلك بأن الحروب المحلية التي مورست بدءاً من النصف الأخير للقرن ال 19 وحتى 1914م أوصلت إلى الحرب العالمية الأولى 1914م - 1917م، والحروب المحلية التي تلت الحرب العالمية الأولى أوصلت إلى قيام الحرب العالمية الثانية 1940م - 1945م. ومنذ 1898م - 1917م حدثت «52» حرباً تقريباً، وفي الفترة ما بين الحرب العالمية الأولى والثانية نشبت «64» حرباً بفعل نزوات الرأسمالية وفي الطليعة منها الإمبريالية الأمريكية 1917م - 1945م، وفي الفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية حدثت في العالم «155» حرباً بذنب الرأسمالية وفي مقدمتها الإمبريالية الأمريكية من 1945م - 1985م، فخلال ثلاثة أرباع قرن، حدثت في العالم حربان عالميتان المذنب والمجرم فيهما الرأسمالية «الإمبريالية» راح ضحيتها قرابة 85 - 87 مليون شخص، إذا أخذنا منها 65 مليون ضحية الحربين العالميتين فيكون ما ذهبوا ضحية الحروب المحلية بين «20 - 22» مليون شخص، وهذا حسب إحصاء موثق لدى «الأممالمتحدة» وهناك حروب وضحايا أخرى غير موثقة للفترة نفسها وحتى الآن. أما في الفترة ما بعد عام 1985م - 2004م فقد شاهدنا بكل الوسائل الإعلامية وعلى الواقع الحروب التي أشعلتها الرأسمالية «الإمبريالية» في المقدمة منها الأمريكية في كثير من مناطق العالم بشكل «مباشر وغير مباشر» وما جرى في الجزائر - الصومال - السودان - أثيوبيا - أرتيريا والحربين الأولى والثانية في الخليج وأهمها الحرب في فلسطين وافغانستان والحرب الثالثة في الخليج التي قادتها أمريكا وانجلترا على العراق وما تجلى من تصرفات همجية للإدارة الأمريكية والإنجليزية على السواء في ساحة العراق من تدمير أسس مشروعها الوطني، العربي الإنساني والمشروع «العلمي، الاقتصادي، الثقافي» وما تلاها من استباحة للأرض والعرض والثروة بتصرفات «بهائمية» تنم عن حقد على كل من لا يتوافق مع مصالحها وعلى البشرية جمعاء تحت شعار «غول» الإرهاب الأمريكي القائم على أيديولوجية الرأسمالية «الإمبريالية» - «القيمة الزائدة» الاحتكارات «المالك المطلق - الحاكم المطلق» وشعار الاستباحة والإرهاب «من لم يكن معنا فهو ضدنا» ويعني بذلك بأن تكون طائعاً أفعل فيك ما أريد، ما عليك إلا الطاعة، ما لم فإن الإرهاب الذي يتجسد بأيديولوجية الرأسمالية «الإمبريالية» يحال عليك والموت لك إن رفضت الطاعة «العبودية المطلقة» مجسدين تلك المفاهيم والأفكار التي تعبر عن روح الأيديولوجية التي يؤمنون بها بأفعال في الواقع الملموس. وهذه التصرفات والروح الإرهابية التي ازداد نشاطها «كثيراً» مع غياب «الخصم المتوازي» «الرعب المتوازي» الاتحاد السوفيتي الذي شكل المعيق والكابح الحقيقي لهمجية وعنجهية وتطاولات الإمبريالية على البشرية. إن تصرفات الإدارتين الأمريكية والإنجليزية قد تقود إلى هلاك البشرية مصابة بعمى وحمى «القيمة الزائدة» والسيطرة على الأسواق دون أن تحسب حساباً لتصرفاتها، ودون أن تدري بأنها لن تكون بمنحى من تلك التصرفات «البهائمية» إذا ما تصاعدت حمى السباق للسيطرة على «الأسواق» بين مجموع من تلك التصرفات «البهائمية» إذا ما تصاعدت حمى السباق للسيطرة على «الأسواق» بين مجموع الوحوش الضواري «للامبرياليين» في مناطق العالم والتي لكلٍ منها «ترساناتها من أسلحة الموت الشامل، التدمير الشامل» التي تعتبرها الوسيلة الأنسب في التسابق على الأسواق تحت مسمى “الدفاع عن مصالحها” والتي تبيح لها ذلك الأيديولوجية ذاتها التي تجسد روحها ومضمونها الإدارة الأمريكية والانجليزية. إن ما جرى من حروب قبل الحرب العالمية الأولى وقبل الحرب العالمية الثانية تؤكد ما ذهبنا إليه، إن على البشرية جمعاء أن تتراص وتتعاون للجم عنجهية وتصرفات الإمبريالية الأمريكية والإنجليزية التي لا قيم لها ولا دين سوى «السوق - القيمة الزائدة» وهي تترندع وتتبلطج في ظل غياب قوة اللجم والردع لها «الاتحاد السوفيتي» الذي لم نعرف قدره حق التقدير، إلا بعد أن ذهب. إن على البشرية ألا تترك عقال حمى وعمى منظري وساسة الرأسمالية «الإمبريالية» يعبثون بالحياة البشرية وفقاً لهواهم، فعليها أي البشرية جمعاً أن تستنهض هممها وقواها لكبح جماح هوس غول الاستباحة والإرهاب الرأسمالي «الإمبريالي» في المقدمة الإدارة الإمبريالية للولايات المتحدةالأمريكية والإنجليزية ووضع العلاج واللجام المناسب لهما بنضالهم الفعال لكي لا تصل البشرية إلى حافة الحرب الكونية المدمرة للبشرية. فعلى ذوي القيم والضمائر الحية وعلى البشرية المحبة للحياة والسلم أن تدق أجراس الخطر وبقوة لكي تصل أصوات الأجراس والنداءات إلى الجميع وإلى كل من في أذنه صم