تعتبر تجربة السلطة المحلية في بلادنا من التجارب الرائدة التي أفرزها النهج الديمقراطي الذي ساد الساحة السياسية بشكل أكثر ازدهاراً منذ انبلاج فجر الثاني والعشرين من مايو 90م.. ولقد مرّت على هذه التجربة مناسبتان انتخابيتان عاشهما الشعب اليمني بكل تفاعل وإيجابية أكد من خلالهما مدى تقبله للتجربة لكثير من الأسباب أهمها أنها تصب في صلب تطلعاته الديمقراطية في حكم نفسه بنفسه.. ناهيك عن كون التجربة تعد من أهم بنود البرنامج الانتخابي لفخامة الأخ رئيس الجمهورية.. وهو أهم الأسباب التي عجلت من نضج التجربة ونموها السريع في زمن يعتبره بعض المراقبين انه «قياسي» مقارنة بحجم الإنجاز الذي تحقق على طريق ترسيخ تجربة السلطة المحلية في بلادنا.. لان فخامة الرئيس شخصياً هو من أعطى هذا المنجز جل الرعاية والاهتمام والسير الجاد به نحو آفاق واسعة من الصلاحيات ليكبر حجم التجربة المنجز، بحيث يصبح حكماً محلياً يتوج كل المراحل التي مرت بها السلطة المحلية ولتصبح التجربة - وهذا هو الأهم - صدق الوعد والإنجاز في آن معاً.. وإذا كان واقع الحال بالأمس القريب جداً - وأعني به ماقبل اليومين الأوليين الماضيين - إذا كان يحكي مدى طموحات شعبنا المتطلعة إلى الوصول إلى ذروة التجربة المتمثله في الانتقال بها إلى طور الصلاحيات الكاملة والواسعة «كحكم محلي قائم بذاته» فإننا اليوم والشعب أجمع والعالم من حولنا يشاهد ويسمع ويتابع أحداث وفعاليات المؤتمرات الفرعية للمجالس المحلية في عموم محافظات الجمهورية فإننا نشعر وبكل اعتزاز بعظمة الإنجاز الذي لم يعد طموحاً بل أصبح واقع حال يحكي بلغة مصداقية توجهات قيادتنا السياسية نحو حكم بلادنا ويؤكد بمالايقبل الشك على ان المراهنين على فشل التجربة قد خسروا رهاناتهم جملة وتفصيلاً. لأن مثل هذه المؤتمرات الفرعية للمجالس المحلية جاءت شاهد عيان واضح وملموس وضعت فيه قيادتنا السياسية النقاط على الحروف وصاغت بها ملحمة شعبية كبرى يتعلم منها من يريد تعلم الأسس الحقيقية للديمقراطية ونبدأ من هذه المؤتمرات البداية الجادة في تقييم مسار التجربة وتقييم مدى استيعابها لمهامها وفق قانون السلطة المحلية، ولمدى تلبيتها لتطلعات الشعب في كل ربوع الوطن حاضراً ومستقبلاً.. ومن هذا المنطلق فلا غرابة أن تحقق المؤتمرات الفرعية للمجالس المحلية في عموم محافظات الجمهورية أن تحقق النجاح الذي تحقق لها وأن تسودها الروح الديمقراطية العالية التي جعلت من هذه الفعاليات مهرجانات شعبية امتزجت فيها فرحة العيد الوطني التاسع عشر للجمهورية اليمنية بأفراح الإنجاز المتحقق في الانتقال بالسلطة المحلية إلى حكم محلي واسع الصلاحيات, نلمس جاهزية السير الجاد إلى واقعه المعاش فكراً وسلوكاً من خلال المشاعر المفعمة بالأمل والتفاؤل التي لمسناها في الكثير من أعضاء المجالس المحلية المشاركين في المؤتمرات الفرعية، حيث يجمعون على أن الغد الآتي قريباً سوف يحمل لأبناء الوطن المزيد من النجاحات في التجربة الديمقراطية المتمثلة في السلطة المحلية وسوف يسهم الاتجاه نحو الصلاحيات الكاملة في عملية التنمية الكبرى التي سوف تعم الوطن وسوف تعمل الدولة وبكل مصداقية على معالجة كل ما يتمخض عن هذه المؤتمرات من سلبيات مرفوع شأنها من قبل المشاركين، إذ أن القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية تتظر بعين الاعتبار لهذه المؤتمرات وماسوف يصدر عنها من توصيات وقرارات، لأنها المؤشر الايجابي على نجاح تجربتنا الرائدة في الحكم المحلي.. فلنكن جميعاً بحجم الإنجاز ومزيداً من التفاعل المثمر والبناء على طريق تعزيز المشاركة الشعبية في بناء يمن الثاني والعشرين من مايو 09م.. يمن الوحدة والديمقراطية والنهضة التنموية الشاملة وصولاً بقافلة العطاء والإباء والتحدي الوحدوي الكبير إلى المستقبل الأفضل.