قيام الجمهورية اليمنية في 22 من مايو 1990م، وانتهاج الديمقراطية في الحكم عملق اليمن مساحة، وبشراً وقوة وموارد، وطنياً وإقليمياً وقومياً وإسلامياً وإنسانياً. إن قيام الجمهورية اليمنية كان مسألة حتمية تمليها العوامل التاريخية والجغرافية،والمسؤولية القومية والدينية ومصلحة الشعب والأمة.. ولم تكن ترفاً، أو كمالية، أو لمكاسب شخصية آنية كما اعتقد البعض ممن حاول ويحاول العودة إلى الخلف دون وعي بأن الزمن يسير إلى الأمام. اليوم اليمن دولة وطنية إقليمية،قومية، إسلامية، دولية لها مكانتها في المجتمع الدولي،وهي مكانة قوية ظاهرة مؤثرة على كل المستويات والساحات ومكانة اليمن في مواقفها الايجابية السيادة والاستقلال الوطني والأمن والسلام، والتعاون الإقليمي والنصرة لقضايا الأمة العربية تحرراً ووحدة ونهضة وقدماً و«تضامناً وإسلامياً و«موقفاً حازماً مع مجتمع دولي جديد يسوده العدل والمساواة، والتعاون،والتعايش السلمي بين الأمم، وضمان الأمن والسلام والاستقرار لكل شعوب العالم، وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وحقها في الحرية والعزة والكرامة، واحترام سيادتها واستقلالها، وحقها في ثرواتهاو..و..إلخ» مما يتعلق بحقوق الإنسان والشعوب.. هذه الوجهات للجمهورية اليمنية، وصراحتها وعلانيتها، وشفافيتها.. جعلت من اليمن الموحد قوة للوطن، والعرب، والمسلمين، وكل القوى العالمية المحبة للحرية والسلام والعدل والمساواة. هذا الوجود اليمني العملاق في موقعه الجغرافي الهام المشرف على جنوب البحر الأحمر، وخليج عدن، والبحر العربي، والمهيمن على مضيق باب المندب الممر الاستراتيجي للعالم شرقاً وغرباً وبمساحته التي تبلغ نحو «500» ألف كم2 وموارده الطبيعية، وجزره في البحرين الأحمر والعربي، وببشره الذين يبلغون نحو أكثر من عشرين مليوناً صار مقلقاً جداً للمشاريع الامبريالية الصهيونية في المنطقة،وفي العالم .. كون اليمن بإمكاناته هذه قوة تعزز وتقوي كل القوى القومية الحرة والمقاومة والممانعة للمشاريع الامبريالية الصهيونية الرامية لتحقيق الهيمنة والسيطرة الصهيونية على المنطقة. لذا فلا غرابة أن تستيقظ القوى الانفصالية اليوم وبعد «19» سنة من مكوثها خارج الزمن.. فالذي أيقظها ثانية لاشك هو من يهدف إلى إعادة تفتيت وتمزيق اليمن، وإعادتها إلى دويلات قزمية ضعيفة يسهل هضمها وابتلاعها.. ولا صالح في ذلك إلا لقوى الطاغوت العالمي الصهيوني الذي لم يدرك حتى الآن أن اليمن قوي بشعبه الذي لاتفرقه أو تمزقه المذهبية،ولا المناطقية.. وهو لمشاريعهم بالمرصاد.