يحدث أحياناً أن يصنع الإعلام زعامات كاذبة وجوفاء.. زعامات لاتملك من مقومات الزعامة سوى الضجيج الإعلامي الذي تقف خلفه الأموال التي تُدفع لإحداثه في مرحلة من المراحل.. وبعد الضجيج الإعلامي المدفوع الأجر يُصدِّق من يصدق أنه صار زعيماً وصار رقماً قوياً ومهماً يستطيع أن يصنع الأحداث ويرسم ملامح الحاضر والمستقبل وحينها تبدأ مرحلة التخبط والعك الذي لايحل مشكلة ولايساعد على الحل، وربما كان سبباً لحدوث مشكلات أو زراعة فتن تحت تأثير الزهو القبيح وعدم الفهم والإدراك لمتطلبات الزعامة وهي بكل تأكيد ليست بكم الأموال التي يمتلكها ولابحجم الضجيج الذي يصدره الطامح للزعامة، «النافش ريشه على مافيش» كما يقال.. هذا النوع من أوهام الزعامة يقود نحو الكوارث والقبول بزعامة من هذا النوع فيه مخاطرة كبيرة وأخطار عظيمة على الجميع وعندما يكون الهدف هو أن أكون زعيماً رسمياً معترفاً بي من أجل صفة الرسمية فقط فهناك يكون الخطر وتكون المخاطر لأن الزعامة لها مقومات غير الأموال الشخصية التي مصدرها مثار شبهة وظنون كثيرة تحولت مع الأيام إلى حقائق مؤكدة، فالطموح الأهوج والأرعن وغير المحكوم بالمسؤولية والعقل والإدراك يشرع لأرباح غير شرعية من باب «الغاية تبرر الوسيلة» فكانت الوسائل غارقة في الشبهات وأشياء تجعل الأموال الطائلة في دائرة الشك جميعها.. واستمراراً لمبدأ لاأخلاقي ينص على أن الغاية تبرر الوسيلة، فالغاية هي الزعامة والوسائل عديدة تبدأ من استخدام الأموال المشبوهة سلماً للوصول وثمة وسائل يمكن لصاحب الأموال استغلالها لخدمة المشروع وحينئذ لأن الإرث مشبوه والسلوك والطباع لم تتغير يمكن استخدام كل الامكانيات غير المشروعة ودفع البلد والناس نحو الهاوية ليتسنى الصعود نحو قمة الزعامة دون اكتراث بالثمن الباهظ الذي سيدفعه المجتمع مقابل أن يصبح الطامح زعيماً.. حسابات شخصية دخلت وتدخل على خط الزعامة والمطلوب أن يتنبه الناس لمثل هكذا حسابات.. الطموح المشروع ليس موضع خلاف ولايقتصر على أحد دون غيرة، لكن الطموح الذي يثير الفتن ودعوات الانفصال ويبرر التمرد ويدعو للفوضى وينظر للأمور بعين القبح فلا يرى شيئاً جميلاً والطموح القائم على غيرة شخصية تحولت إلى حقد يشمل الجميع ورغبة جامحة في تحقيق المصالح الخاصة، لم يعد طموحاً مشروعاً ولكنه تدمير بدرجة أساسية وجد من يطرب له ويرقص على ايقاعه لمقابل مادي.. الطرب والرقص والتأييد والإعجاب كل ذلك بمقابل لأن الطامح يستطيع أن يدفع للرقص وللخراب معاً.. لذلك تغيرت الكثير من المواقف التي كانت إلى عهد قريب وتبدلت القناعات وأصبح الخصم وربما العدو صديقاً حميماً واختفت كل الملاحظات التي كانت مثار جدل حول شخصية هذا الطامح الطموح، ولذلك تبقى الحقيقة المؤكدة هي أن الأمور كلها تسير بمحركات مادية مالية ولتذهب كل القناعات إلى الجحيم ولتحترق المبادئ التي لاتؤكل عيش. هذه الحقيقة صارت مبدأ سياسياً عند الكثير ولذلك انفتحت أبواب الزعامات أمام تجار الفتن والخراب..