في التاسعة من مساء العشرين من آيار(مايو) الماضي، كنت في طريقي من صنعاء إلى المكلا على متن حافلة شركة النقل الجماعي(الرويشان) وكان مؤانسي وجليسي، في تلك الرحلة، كتاب الأستاذ عبدالقادر باجمال القيّم والموسوم ب(نحو ثقافة الحوار) الذي أهداه لي في زيارتي الأخيرة له في منزله العامر بالحصبة وكنت قد قرأته قبل سفري من صنعاء بأيام إلا أنني وجدت نفسي مشدوداً إليه فقرأته للمرة الثانية أثناء تلك الرحلة. ولم يمض أسبوع على وصولي سالماً غانماً لعائلتي، حتى أعدت قراءته للمرة الثالثة وإثر كل قراءة له يتأصل في نفسي حب غامر للقراءة، وشغف بملازمة الكتاب عندها وجدت نفسي مدفوعاً لكتابة رسالة شكر وتقدير لأستاذي عبدالقادر باجمال وأرسلتها له(فاكساً) في نهاية ذلك الأسبوع، وهأنذا أستأذنكم تضمينها مقالي هذا ليقيني أنكم ستوافقونني الرأي في ماسطرته من كلمات متواضعة في حق هذا الرجل أنصفه قبلي زميلنا الأستاذ سمير اليوسفي – رئيس تحرير هذه العزيزة(الجمهورية) في مقدمة حوار أجراه معه لصحيفة(الثقافية) العدد 210 بتاريخ 25سبتمبر 2003م حين قال: (والرجل – أي الأستاذ باجمال – يتميز بثقافة موسوعية، وحكمة ممزوجة بالحنكة، وشجاعة لاتخلو من مرونة وسعة صدر، وقدرة على التعامل مع كافة التيارات والاتجاهات،تجعله رجل المرحلة، ومفكر ومتذوق للفنون السمعية والبصرية، والأهم من ذلك كله أنه متواضع لايفاخر إلا بأنه بدأ حياته عاملاً بسيطاً) (راجع كتاب: نحو ثقافة الحوار ص(50)). وقال عنه كذلك زميلنا الدكتور فارس السقاف في مقدمة حوار أجراه معه لمجلة(الكتاب) التي يرأس تحريرها: (من المعروف عن الأستاذ عبدالقادر باجمال: حبه الشديد للقراءة، مما جعله يعشق الكتاب، ويبجله ولانكون قد وقعنا في فخ المجاملة أو المبالغة، إذا قلنا إن الأستاذ عبدالقادر باجمال ليس مجرد رئيس وزراء ناجح، ورجل دولة كفء، لكنه أيضاً مثقف موسوعي بكامل معاني الكلمة، فولعه بالقراءة، وبكل أنواعها، خلق منه شخصاً واسع الاطلاع، ليس في مجال تخصصه فحسب، بل في مختلف المجالات) (المصدر السابق ص185). أخيراً إليكم نص رسالة الشكر التي بعثتها لأستاذي عبدالقادر باجمال قلت فيها بعد الديباجة: (أستاذي: انتهيت على التو من قراءة كتابك القيم(نحو ثقافة الحوار) وهي القراءة الثالثة التي أسميها (التمعن والتأمل) فيقيني أن كتاباً قيماً – كهذا – يضم بين دفتيه أفكاراً متوقدة ومعلومات غزيرة في معانيها، جلية في مبانيها، ورؤى ونصائح ثمينة هي نتاج عصارة تجربة وخبرة متعمقة، يحتاج إلى ثلاث قراءات، الأولى أسميها: التصفح، والثانية: التتبع والمواصلة، أما الثالثة: فكما عنيتها آنفاً. ولست بمادح إياك إذا قلت إننى تأثرت كثيراً بكتابك هذا أيما تأثر، فقد حفزني كثيراً على مداومة القراءة، وملازمة الكتاب تصديقاً لما قلت أنت عن الأولى: (إن القراءة ينبغي أن تكون حالة حركية بينك وبين الآخر.. يعني تقرأ الكتاب بمتعة ذاتية) وكما قلت كذلك (كانت القراءة ومازالت، هي وسيلتنا الوحيدة لامتلاك كياننا الإنساني والتي لابديل لها على الإطلاق) وعن الثانية – أي الكتاب – قلت: ( إن ما يكتب هو وحده الذي يعيش في عقلنا ووجداننا، لأنه يحافظ على صلاتنا الفكرية والروحية والعقلية) فشكراً لك، وأبقاك الله فخراً لنا، ومعلماً ومقوماً وأباً روحياً). قال الشاعر: حليم إذا ما الحلم زيّن أهله مع الحلم في عين الرجال مهيب