أصبح الأمن الفكري والضبط الداخلي والتحصين الثقافي للشباب في المرحلة الراهنة من أوليات اهتمام بلادنا الجمهورية اليمنية بل ومن أبجديات التربيةوالتعليم وتحتل أولى القضايا الاستراتيجية للتصدي للتيارات الفكرية الغربية والغزو الثقافي الخارجي العولمي الحداثي, وأصبح من المسلّم به أن التعليم قضية الأمن القومي وظل التغيير حقيقة ثابتة في سياق التغيرات المتسارعة وفي شتى المجالات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وهذا ما يسهم بصورة جدلية ديالكتيكية في التصدي للهيمنة اللغوية والفكرية واحتكار الرأسمال الفكري والتقني الذي ربما يتحول إلى عمل عبثي مادي يسهم في هيمنة الأقوى على الأضعف فكرياً وتقانيًا وثقافياً. ويتضمن اهتمام حكومتنا بالشباب والطلاب بشكل عام في الارتقاء بمنظومة التعليم العام الأساسي والثانوي والجامعي ومواجهة الانحرافات السلوكية الخاطئة من خلال التحصين الفكري والثقافي والمحصلة تأتي عاملاً حاسماً لنتاجات الفكر الخاطئ برواسبه الفكرية الغربية المنحرفة التي من شأنها نزوع شبابنا وطلابنا إلى النزعة التخريبية والعبث العدواني والكراهية وانعدام الولاء الوطني. إن الحقائق تؤكد كل يوم أن التعليم في هذه المرحلة الراهنة قضية استراتيجية والضمان الأكيد لأمن فكري وثقافي موجه للسلوك الإيجابي والمكون لثراء فكري سياسي ونجاح تربوي يشار إليه بالبنان استشراقاً لنهضة تعليمية وتربوية للتصدي لخرافية وتماهي الفكر العولمي الحداثي والغزو الثقافي الغربي .. والرفض العام لمنطق العولمة والنزوع إلى التنوع الخلاق بين الثقافات وتأتي المؤسسات التعليمية في مقدمة المؤسسات التي يمكن لها تحقيق درجة عالية من الضبط والتحصين التربوي والفكري والثقافي بهدف استهداف التنمية المتكاملة لجوانب نمو الشباب والطلاب على نحو من الحس الفكري والديمقراطي وتنمية تربوية سليمة بعيداً عن التشوهات والسلوكيات المنحرفة ,وهكذا فإن الخلاصة من وجهة نظري تتمحور في الدور المدرسي الإداري ومنظومته التعليمية من إدارات ومعلمين ومعلمات ومجلس آباء وتربية وتعليم بهدف الاستفادة القصوى من مخرجات التعليم العام والاختبارات النهائية ولاسيما الشهادتين الأساسية والثانوية, والجامعية وتحويلها إلى برامج تنطلق من تحديد الأهداف التربوية والتعليمية بخطوات وآليات فاعلة بما من شأنه تطوير العملية التربوية والتعليمية وتحويل الشباب والطلاب إلى طاقة إنتاجية مبدعة تسهم في عملية التنمية الشاملة وتمتلك خاصية الدفاع عن المنجزات المحققة على مدى العقدين الماضيين من تحقيق وحدة اليمن برؤية جديدة ومتحضرة تغرس في وجدان شبابنا وطلابنا والنشء الجديد حب الوطن والولاء له على الدوام.