منذ بدء العام الدراسي الجديد توافد الطلبة على مدارسهم مشمرين عن سواعدهم لبدء مرحلة جديدة من التحصيل العلمي والمعرفي, ونحن نتمنى أن يكون هذا العام خالياً من العراقيل والمنغصات التي واجهتهم في العام السابق. فجميعنا يعلم ما آلت إليه العملية التعليمية في بلادنا من تدهور وأصبح الحديث في هذا الشأن مشاعاً غير خافٍ على أحد, نتناقله في الكثير من أحاديثنا, بل أصبح المسئولون عن هذا الشأن لا يتحرجون من الاعتراف بما وصلته العملية التعليمية والتربوية من تدن وتدهور!!. ويجاهرون في أحاديثهم للخاص والعام حول ما يعانيه التعليم, ولا ينسون أن يختموا أحاديثهم تلك بالمعالجات والحلول العبقرية التي سيقومون بها لانتشال العملية التعليمية والتربوية من كبوتها. مع توافد أبنائنا الصغار على مدارسهم هذا العام فوجئ الكثيرون منهم في المدينة والريف على السواء أن مدارسهم وفصولهم الدراسية لم يعترها أي إصلاح أو تجديد لمحتوياتها المختلفة من أبواب وشبابيك وكراسي وطاولات وغيرها, وكأن بند الصيانة والترميم قد تم الاستيلاء عليها، وكذا المنحة المالية التي يتم تقديمها من منظمة اليونيسيف للعديد من المدارس الريفية والبالغة ألف دولار سنوياً للصيانة قد تبخرت هي الأخرى!!. كما فوجئ أبناؤنا الصغار أن مدارسهم لاتزال تعاني نقصاً في الكراسي والكتاب المدرسي, وأن مسلسل الكتاب بين اثنين لايزال قائماً, إلى جانب نقص في مدرسي المواد. ويتزايد هذا الوضع المخزي في المناطق الريفية والبعيدة، في إحدى مدارس ريف قعطبة محافظة الضالع اضطرت إحدى المدارس إلى إلغاء الصف الأول الأساسي لعدم وجود مدرس، وفي الأرصفة والجولات وعند المفرشين تتكدس أكوام من الكتاب المدرسي بطبعاته الجديدة ولكل المراحل التعليمية, وما خفي كان أعظم!!.