حين يغيب الوعي بسبب تغييب التوعية يصبح الشارع نهباً للشائعات والأقاويل الكاذبة، ويصبح بيئة خصبة ينمو فيها الجهل المتعمّد وتزداد فيه الممارسات الخاطئة ، وتظهر الانفعالات غير المحسوبة وتزداد الفوضى، وتجد فيه القوى الشيطانية ضالتها فتعمل على استثمار تلك الحالة ، فتقوم ببث الشائعات والأكاذيب وتعمل على الترويج للفتنة ، وتدفع بالمغفلين والجهلة باتجاه الإساءة إلى المجتمع ، وتجعل القوى الكيدية من أولئك الذين لم تصل إليهم حقيقة الأمور أدوات شيطانية تحركهم باتجاه الإضرار بالمصالح العامة والخاصة للبلاد ، دون أن يجد الشارع من يقف إلى جانبه ويبصره بالحقيقة أو يفضح زيف القوى الشيطانية وتآمرها على البلاد والعباد . نعم لقد حذرنا مراراً وتكراراً من ترك الشارع نهباً لدعاة الفتنة ، وقلنا بأن التوعية المباشرة أكثر تأثيراُ من الوسائل غير المباشرة كالإذاعة والتلفزيون والصحافة ، لأن اللقاء المباشر يجعل المتلقي أكثر انتباهاً, الأمر الذي يجعل من الرسالة المراد إيصالها إلى المستهدفين أبلغ أثرا ، ناهيك عن سرعة تلقي رجع الصدى والرد على الاستفسارات المباشرة وهو الأكثر تأثيراً ، فهل أدركت الجهات المعنية بالتوعية الميدانية أهمية القيام بهذا الواجب؟ وهل أدركت الجهات المعنية بأن القوى الكيدية ودعاة الردة والفتنة والتخريب يستخدمون اللقاءات المباشرة مع الناس لممارسة التضليل والتجهيل دون أن يقف أحد في طريقهم. إن مهمة التوعية الميدانية باتت أكثر أهمية في المرحلة الراهنة ، مادام الشارع مسمراً أمام وسائل الإعلام نظراً لتعددها وكثرة وسائل الإثارة والتضليل ، ولذلك بات اليوم أمراً لازماً القيام بالتوعية الميدانية واللقاء المباشر بالناس في كل مكان لشرح الحقائق والرد المباشر على الأكاذيب وتنفيذ الزيف ، ووضع الجماهير في صورة الفعل الوطني بشكل ميداني مباشر ، والاستماع إلى استفساراتهم والرد عليها بمنطقية وهدوء وعدم الإثارة والتأكيد على أهمية الصالح العام بعيداً عن التعصب الذي يفقد المتحدث المصداقية ويقلل من تأثيره على المتلقي ، نأمل أن تدرك كل الجهات المعنية هذه الرسالة وتعمل على تنفيذها ميدانياً حفاظاً على السلم الاجتماعي وتفويت الفرصة على تجار الحروب وصناع الأزمات بإذن الله.