أيها الأبناء شباب اليمن: نداء لكم ومناشدة بتحكيم العقل والضمير والتراجع عن موقف الاندفاع الحماسي الذي انقلب من موقف المطالبة بحقوق وتنمية واجتثاث فساد الإدارات التي لا تحسن التعامل مع القضايا المجتمعية ومعالجة فقر وبطالة وغلاء وتحسين أوضاع معيشية إلى موقف يتم فيه استغلال براءة مطالبكم لتحقيق أغراض نفعية شخصية وكراسي سلطوية عبر شحن الشارع برفع شعارات تدعو لإسقاط النظام والمطالبة برحيل الزعيم الوحدوي وباني النهضة التنموية. فهذه للأسف دعوى للتفريط بهذه المنجزات, أما بقاء الرئيس وزعيم الوحدة فهو لكي يستمر بوضع الضوابط الحقيقية لترسيخ كل هذه المنجزات بما فيها المنجز الديمقراطي الذي ناضل لتحقيقه لعقود مع كافة الشرفاء ثم انقلبت الأمور من أيديكم في الساحة وأصبح الخطاب يدار بيد من يريد مصالحه أو فقد مصالحه ويدعو لإسقاط النظام وتغافل الخطاب عن المبدأ الذي خرجتم من أجله ومن خلاله للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية لا لخطاب الدعوة لقلب النظام التي لم تكن في الأساس من بواكير شعاراتكم. إننا أيها الشباب نحترم آراءكم ومشاعركم ولكم الحق في التعبير الحر لرفع معاناتكم بصورة حضارية وبما كفله الدستور والقانون أما مسألة المطالبة بزعزعة نظام دولة بأكمله وتسليمه لفوضى مطلقة كما حصل في العراق وغيرها لا يخدم الوطن وما فيه من المنجزات السياسية والديمقراطية والتنموية وما تحقق في عقود لا يصح أن نغيّب الحرص عليه وعلى هذا الوطن ونفقد كل ذلك بأيام أو شهور فإذا كان الذي يحرككم أيها الشباب في الشارع هو المطالب وإصلاح أوضاع فلها حلولها وقد وجه الأخ الرئيس بمعالجة البطالة والحالات الاجتماعية وغيرها وإن كان لكم مطالب أخرى في صلب الاهتمام الوطني فمرحباً بها وإن كان الذي يحرككم بالشارع قنوات حزبية ثم سرقوا الأضواء منكم لتجيير كامل المواقف في الشارع لخدمة قضاياهم الحزبية فدعوا الاندفاع غير المحسوب نتائجه وسجلوا انسحابكم الشريف لصالح الوطن وحتى لا يتاجر بمواقفكم البريئة والصادقة غيركم. وأما الأحزاب والتنظيمات السياسية التي نكنّ لها كامل الاحترام ولها أن تمارس حقها الديمقراطي فقد أنصفهم الأخ رئيس الجمهورية ودعاهم للحوار ووضع نقاطاً ليتم التناقش حولها وهناك لجنة رباعية وهيئة علماء ستحسم ذلك والباب مفتوح لكم لتشكيل لجنة للشباب إلى جانب الأحزاب للدخول ضمن الحوار أما طلب رحيل الرئيس فهو أكبر من جميع التصورات, وذلك لأن الدستور الذي استفتى عليه الشعب في حين أعطاه صلاحية بقائه في السلطة إلى حين الانتهاء من الفترة الرئاسية التي حصل عليها من خلال أصوات الأغلبية من أبناء الشعب. ولا أعتقد أن شباباً أمثالكم مثقف وواعٍ ونعول عليه في حمل راية الحكمة اليمانية؛ تنطلي عليه موضة “الفيس بوك” الغربية (الفوضى الخلاقة) الدعاية لتدمير الشعوب تمهيداً للسيطرة عليها ونهب ثرواتها كما هو مدرك عند الجميع فأنتم مصدر فخرنا وقادة الأجيال القادمة, أما مطالبكم الاجتماعية فصدر الأخ رئيس الجمهورية مفتوح لكم وعبر قنوات الحوار ليحملها ممثلوكم, ودعوا الأخ رئيس الجمهورية حفظه الله ينشغل بها بتنفيذ برنامجه الانتخابي وإكمال ما تبقى منه ومحاسبة من أخلّ للبدء بتجفيف الفساد الذي عمل على عرقلة البرنامج الانتخابي وسبّب كل هذه الهراجل في الساحة, ونشكر فخامته على ما وفره من درجات وظيفية لامتصاص البطالة والفقر والغلاء وستنتهي بإذن الله, وحنكته وحكمته المعهودة ومنها حرصه في التعامل الحكيم للمشكلة الحالية التي نحن فيها بهذا الموقف الصعب والمحسوب له لا عليه في ذاكرة أمة بأكملها حقناً للدم والكرامة بمعالجة هذا الموقف الصعب بأرقى تجليات الحكمة لفخامته .. وقد يكون هناك من المفاجأة السارة لإصلاح الوضع الاجتماعي ما هو اكبر في مسيرته الرئاسية .. فصبراً ومهلاً وبدون عجلة في الأمور أيها الشباب فذو الحكمة لا يستعجل خاصة وقد اتضحت له مطالبكم البريئة.