أكد فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح, رئيس الجمهورية مجدداً أنه ليس متمسكاً بالسلطة ومستعد للرحيل في أي وقت, ولكنه حريص أن يتم ذلك بطريقة تضمن عدم دفع البلد نحو الفوضى والمجهول.. جاء ذلك في مقابلة تلفزيونية مع قناة “العربية” بثتها منتصف الليلة الماضية.. معتبراً المطالب الداعية إلى الرحيل الفوري للنظام دون أي ترتيبات لما بعد هذا الرحيل بأنه نزق وانفعال وردود أفعال غير سوية وغير سليمة من شأنها دفع الوطن نحو المجهول. وفي ما يلي تسجيلاً كاملاً للمقابلة: قناة العربية: مشاهدينا الكرام أهلاً بكم معنا إلى هذا اللقاء الخاص الذي نستضيف فيه فخامة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح.. أهلاً بك فخامة الرئيس, دعني أبدأ معك هذا الحوار من المعلومات التي تم تناقلها اليوم وتداولها بأنك كنت في اجتماع في الساعات القليلة الماضية في مكتب نائب الرئيس أو في مقر إقامته بحضور مندوبين أمريكيين وأوروبيين وتم الاتفاق على أنك ستنقل السلطة خلال ستين يوماً إلى نائب الرئيس وبعدها تتم الإجراءات, يعني تم تحديد 60 يوماً لنقل السلطة, ما صحة هذه المعلومات؟. الرئيس: بداية أنا سعيد أن أتحدث مع قناة العربية وهي قناة متوازنة.. وما ذكرتيه عن انعقاد اجتماع في بيت نائب الرئيس اليوم لا أساس له من الصحة, بل كان الاجتماع يوم أمس وأول من أمس في بيت نائب الرئيس وضم قيادات اللقاء المشترك واللواء علي محسن بحضور السفير الأمريكي.. حيث تركز النقاش حول كيفية الخروج من الأزمة الراهنة وما هي الطريقة لمعالجة هذه الأزمة, وتم الاتفاق على أن يكون جدول أعمال اللقاءات في هذا الشأن مرتكزاً على خطاب الرئيس في البرلمان وخطاب الرئيس أمام المؤتمر الوطني العام والنقاط التي أضافها العلماء وكذا النقاط الخمس المقدمة من اللقاء المشترك, هذا هو الذي تم بحثه أول أمس ويوم أمس, أما اليوم فليس هناك أي لقاء على الإطلاق ولا أساس من الصحة لما تناولته بعض وسائل الإعلام في هذا الشأن. قناة العربية: جاء هذا يا فخامة الرئيس بناءً على تصريحات من وزير خارجيتكم؟. الرئيس: وزير الخارجية نفى هذا الكلام وأكد أنه لم يأتِ على لسانه, وما نسب إليه غير صحيح, ونحن مازلنا متمسكين بالحوار في إطار تلك النقاط أو المحطات الموجودة التي يتم بحثها بهدف إخراج اليمن من هذه الأزمة. قناة العربية: لو سمحت لي فخامتك في لقاء أمس وأول أمس الذي كان فيه اللقاء المشترك وعلي محسن بحضور السفير الأمريكي ماذا ناقشتم, وما اتفقتم عليه؟. الرئيس: النقاط هي نقاط للخروج من هذه الأزمة, طبعاً هم لديهم شروط كلما تقدمت الدولة بمبادرة رفعوا سقف المطالب, يعني هم يطالبون برحيل النظام وتسليم السلطة لهم على التو, ونحن ليس لدينا مشكلة لتلبية مطالبهم برحيل النظام.. ولكن لمن, وكيف؟! هم طارحون رحيل النظام على التو خلال ساعات, خلال يوم, خلال يومين, خلال شهر خلال 60 يوماً, هذه مطالبهم التي طرحت ونحن أيضاً متمسكون برؤيتنا, وقلنا لدينا نقاط محددة تضمنها خطاب الرئيس في البرلمان وخطابه في المؤتمر الوطني العام وهناك نقاط للعلماء وخمس نقاط سبق وطرحها المشترك وأعلنا موافقتنا عليها.. وكل هذا مازال محل بحث للخروج من الأزمة ونحن في السلطة أو في القيادة لسنا متشبثين بالسلطة ولكن لمن؟ يعني إلى من تكون؟ هم يبحثون عن المجهول!. قناة العربية: يعني لم يتم التطرق ولا النقاش لمن ستسلم السلطة؟. الرئيس: لا..لا..أبداً. قناة العربية: ولا اللقاء المشترك عرض خيارات ولا اللواء؟!. الرئيس: اللقاء المشترك هو لديه سقفه, كل ما قدمت الدولة أية محطات أو مبادرات للخروج من هذه الأزمة رفع سقف المطالب, ونحن نقول لهم فلنأتِ لنبحث أية مطالب بطرق سلسة وجميلة وعلى نار هادئة عن كيفية نقل السلطة، ونحن لسنا متمسكين بها، لكن إلى من؟, هل نسلمها إلى المجهول؟.. إذا كانوا الآن يستولون على بعض المجمعات الحكومية ويحاصرون فروع البنك المركزي ويعتدون على الشرطة.. فهل نسلمها إلى المجهول؟ إلى الفوضى؟.. فهذه عملية نزق, فلديهم نزق وما يهمهم هو كيف ترحل السلطة بأسرع وقت ولا يهمهم من يستلمها, وما يركزون عليه حالياً هو كيف يسقطون النظام السياسي ويسلمون السلطة حتى للجن.. فهذه انفعالات غير طبيعية.. ولهذا نقول دعونا نتحاور إلى أن نتوصل إلى حلول واقعية وعقلانية. قناة العربية: عفواً فخامتك كان السفير الأمريكي في لقاءاتكم موجوداً, فهل طرح أي مقترحات أمريكية على هذا, خاصة أن المواقف الأمريكية تدعم نقل السلطة بشكل سلمي, فهل كان لديهم اقتراحات أو تصورات؟. الرئيس: الأمريكان والاتحاد الأوروبي والآخرون, ليس لديهم مشكلة بتاتاً في من سيستلم السلطة.. صحيح تنتقل السلطة بس إلى من ستؤول؟!.. هم رافضون أن ننتقل إلى البرلمان ورافضون ان ننتقل إلى أية جهة أخرى وهمهم أن ترحل السلطة ويسقط النظام، وتسقط المحافظات وتسقط المعسكرات. قناة العربية: ما مصلحتهم فخامتك إذا كانوا بيسقطوا الدولة كلها على هذا الأساس؟!. الرئيس: أنا أعتبره نزقاً, وأعتبره انفعالاً وردود أفعال غير سوية وغير سليمة, فهذا نزق يدفع بالوطن نحو المجهول, ونحن قلنا ونؤكد مرة أخرى أننا لسنا متمسكين بالسلطة.. وأنا قد أمضيت 32 سنة وهذه تجربة كبيرة جداً جداً وأريد أن أنقلها سلمياً إلى الشعب وليس إلى الفوضى أن أنقلها إلى الشعب باعتباره مصدر السلطة ومالكها وصاحب المصلحة الحقيقية في الثورة والوحدة. قناة العربية: كيف تصورك فخامة الرئيس من خلال الشعب؟. الرئيس: تعالوا باللقاء المشترك هم أقلية, حتى اعتصاماتهم في الشوارع في أي مكان هم لا يشكلون 2.5 في المائة من 25 مليون, إذا كان هو معتصماً بأربعة آلاف فأنا معتصم بمليون, إذا كان هو يعمل مسيرة ب20 ألفاً, أنا أعمل مسيرة باثنين إلى ثلاثة ملايين.. فكيف أن الأقلية تلوي ذراع الأغلبية, هذا ما يصير في العالم كله غير مقبول.. غير مقبول أن أقلية في المجتمع تلوي ذراع الأغلبية, وكما رأيتِ يوم أمس الحشد في ميدان السبعين هذا استفتاء.. استفتاء على الشرعية يعني بغض النظر أن معه خمسة آلاف أو ستة آلاف يريدون يسقطون النظام ويسقطون النظام السياسي, هذا غير مقبول من خمسة إلى ستة آلاف أو عشرة آلاف أو عشرين ألفاً أو حتى مليون. قناة العربية: فخامتك إذا سمحت لي هم الآن المعارضون أو المعارضة لم يخرجوا للمطالبة بتغيير النظام أو إسقاط النظام أو رحيل الرئيس, هم ليسوا اللقاء المشترك وحدهم قد يكونون جزءاً من هذه التركيبة, لكن هناك مجموعات أخرى, مجموعات تتعلق بالشباب...؟. الرئيس: الشباب نحن على تفاهم معهم ونحن على تواصل مع الشباب.. هم راكبون موجة الشباب.. الشباب ليس معهم بالعكس.. الشباب معنا لهم مطالب مشروعة, ونحن مع مطالب الشباب, مع مطالب الشباب جملة وتفصيلاً, وهي حقوق مقبولة.. مطالب الشباب مقبولة, لكن هم راكبون موجة ثانية, عندهم أجندة أخرى أجندة حقد على النظام السياسي لكل ما تحقق من إنجازات على الساحة اليمنية من خلال بناء الدولة المركزية الحديثة النظيفة التعددية السياسية, هذا حقدهم, رافضين التعددية السياسية, رافضين الديمقراطية يقول لازم ان الرئيس ينقل السلطة بإعلان دستوري وينقلب على الدستور هو الرئيس نفسه هذه ثقافتهم, يعني خلينا نقول هؤلاء مجموعة, أنا أتحدث عنهم هم زملاؤنا واخواننا عندهم حماقة..لماذا؟! مجموعة الاشتراكيين جاءوا إلى الوحدة.. إلى الوحدة الفورية, نحن كان عندنا عدة خيارات للوحدة.. الكونفدرالية.. الفدرالية.. الاندماجية, فجاءوا قالوا لابد أن تكون وحدة فورية, ولبينا هذا الطلب وعملنا الوحدة الفورية على التو.. مخططهم أن يأتوا إلى الوحدة الفورية, كان عندهم ما يسمى بالجبهة الوطنية فيما يسمى بشمال اليمن وما كان يسمى من مخلفات النظام الإمامي المتململين من النظام الجمهوري, فكانت حساباتهم ان احنا سنأتي إلى الوحدة ثم ننقلب على الشرعية أو ننقلب على الرئيس أو ننقلب على المؤتمر الشعبي العام وحلفائه, سننقلب من داخل.. فشل هذا المخطط. قناة العربية: لذلك دخلوا الآن في مرحلة المظاهرات؟ الرئيس: لا. لا هذا في 93م وفشل المخطط دخلوا في مظاهرات.. ذهبوا في مسيرات وفي دوشة وفي تقطعات ثم أفضت هذه الفوضى التي عملوها في 93م فجاءت حرب صيف 94م.. الشعب اليمني كله هبّ دعماً للجيش وللأمن وأفشل هذا المخطط, أفشل مخطط الانفصال تماماً, فبقوا ناراً تحت الرماد رغم أننا أعلنا عفواً عاماً عنهم وبقوا نائمين. قناة العربية: فخامتك إذا سمحت لي اسأل.. الرئيس: لا دعيني أكمل السيناريو, أنا واضح. قناة العربية: لأنه هذا.. يعني.... ناموا تاريخياً أم ينعكس الآن على الأرض؟. الرئيس: لا هو تاريخياً, لكن له انعكاسات كبيرة على الأحداث اليوم, فجاءت الموجة التي تحدث في الوطن العربي الآن.. وفي الوطن العربي على وجه الخصوص فقط, وهم أطلوا برؤوسهم مجدداً وطرحوا مطالب جديدة بالانفصال, أول شيء الانفصال, فجزء منهم مع الانفصال وجزء مع التغيير وجزء مع سقوط النظام, يعني لهم عدة مطالبات.. ونحن قبلنا الحوار معهم سواء الذين يدعون للانفصال أم غيره, فنحن مستعدون نحاورهم ونقول لهم أهلاً وسهلاً في الحوار وماهي مطالبكم اطرحوها, وطبعاً في السابق كان لديهم سقف مطالب معينة مثل تسوية أوضاع المتقاعدين.. وعودة المنقطعين إلى أعمالهم.. فضلاً عن معالجة مشاكل الأراضي وكذا المساكن المؤممة, وهي من مخلفات ما قبل الوحدة وقد لبينا هذه الطلبات إلى حد ما الأمر الذي أفشل هذا المخطط نسبياً وليس كله, والآن ركبوا الموجة في ضوء ما يحدث في الوطن العربي في هذه الفترة من ثورات للشباب ومطالب للشباب, فجاءت مطالب الشباب وركبوا موجة الشباب على طول, بينما هم لديهم أجندتهم الخاصة, وهي بعيدة عن مطالب الشباب التي تتركز في التوظيف.. العدالة.. التغيير. قناة العربية: والفقر والبطالة؟. الرئيس: والفقر والبطالة أيضاً. قناة العربية: طيب فخامتك.. أنتم تحاورونهم من فترة طويلة, يعني الحوار دائماً.. الحقيقة اليمن تحديداً دوناً عن كل البلاد العربية كلمة الحوار تتردد فيه باستمرار ومن سنوات, وكان واضحاً ان الحوار لم يأتِ بنتيجة, ولهذا نجد الناس صارت في الشوارع؟. الرئيس: نتوقف عند هذه المحطة.. نحن بلد تعددي, وانتهجنا منذ إعادة تحقيق وحدة الوطن في 22 مايو الخيار الديمقراطي والتعددية السياسية ضمن التوجه الديمقراطي في العالم.. وخيارات الديمقراطية والحرية واحترام حقوق الإنسان ومشاركة المرأة, وهذه كلها نحن تبنيناها وقلنا تعددية سياسية من أجل أن يعبر الفرد عن رأيه ولا يمكن أن نجمع ما بين الفقر وتكميم الأفواه, أي تقييد حرية الناس, وقلنا أوروبا الديمقراطية تمثل متنفساً للحريات, وهي شعوب غنية.. فلماذا لا تكون لدى شعوبنا الفقيرة مثل هذه الحريات. قناة العربية: تخفيف عن الناس؟. الرئيس: بالضبط لأنه المشروع الماركسي الاشتراكي فشل.. وفشل المشروع القومي.. والآن العالم الخارجي يبحث عن المشروع الإسلامي, فهل الإسلاميون سيكونون أكثر طوعاً للقوى الخارجية في الحفاظ على أمن اسرائيل؟.. هم في أجندتهم الحركات الإسلامية يالله يوصل إلى كرسي السلطة ويتثبت بكرسي السلطة.. ليس لديه مشروع لتحرير فلسطين من الاحتلال وليس لديه نزعة قومية, فكل ما لديه نزعة التمسك بالسلطة, فالآن العالم الخارجي يروج لهذا المشروع. قناة العربية: أفهم فخامتك أنك تريد أن تقول ان هذه الحركات التي تخرج في الشوارع العربية الآن في مختلف الدول العربية هي وفق أجندات خارجية مدعومة في إطار الإسلاميين؟. الرئيس: ما في شك. قناة العربية: فخامة الأخ الرئيس, كنا نتحدث عن رؤيتك لهذه الحركات التي تحدث الآن في الشارع, هل يستوي هذا في تونس ومصر واليمن وليبيا وكل الأقطار العربية؟. الرئيس: نعم الحركات الإسلامية الآن راكبة الموجة في كل الوطن العربي, ولكن الشعوب رفضتها.. مرفوضة. قناة العربية: ما جربتها فخامتك الشعوب لم تجربها؟. الرئيس: لم تجربها لأنها مرفوضة تماماً مقدماً لأنها غير قادرة والشعوب مرعوبة منها. قناة العربية: ألا تعتقد أنه لو أعطيناهم فرصة بالأول وبعدين ترفضهم الشعوب إذا كان؟. الرئيس: لم يجربوها هم حكم مسبق عليهم أنهم غير قادرين لأنه خائفين الناس منهم.. خائفين الناس منهم لأنهم جزء بعض الحركات مثل تنظيم القاعدة.. تنظيم القاعدة من أين يصرح؟.. من هذه الحركات الاسلامية.. من أين بن لادن؟ من هو أيمن الظواهري؟ هؤلاء جزء من الحركة الإسلامية.. الناس خايفة ومرعوبة في مصر رغم رحيل النظام المصري ورحيل مبارك.. الآن الشعب المصري ورغم ان هناك قيادة مؤقتة من المجلس إلا أنهم غير قادرين أن يقبلوا بهم ان يكونوا في السلطة كذلك في تونس.. غير قابلين بهم ان يكونوا في السلطة الناس.. الشعوب لو سمحتي.. الشعوب مرعوبة منهم.. عندنا الشعب اليمني مرعوب, ما يحصل في أبين أو في حضرموت هم على اتصال دائم على التو مع تنظيم القاعدة. قناة العربية: حتى نفهم فخامتك.. الذي يحدث في اليمن من وراءه, هل هي التنظيمات الإسلامية.. أم هم الإخوان المسلمون؟. الرئيس: حركات الإخوان المسلمين هم في المقدمة. قناة العربية: هم في مقدمة الثورات والا ركبوا ثورة الشباب؟. الرئيس: ركبوا ثورة الشباب لكن هم الأساس الإخوان المسلمون.. أما الاشتراكيون الذين انفصلوا هم تابعون.. والناصريون لا يشكلون رقماً كبيراً.. والآخرون أي فصيل كان لا يشكلون رقماً, فالرقم الرئيسي هم حركة الإخوان في الاعتصامات وفي المواجهة في كل المناطق, فالحركة الرئيسية هم حركة الإخوان المسلمين وقد رموا بجميع كروتهم.. ولم يعد لديهم أي كرت ولذلك فهم خلاص مستميتون.. وغير قابلين بالحوار أو بالتفاهم.. ولهذا اختفت حتى قياداتهم عن الساحة اليمنية وأصبحت مختفية رغم أننا لم نتخذ أي إجراء ضدهم.. وليس لدينا أي توجه لإصدار قرار لملاحقتهم أو متابعتهم على الإطلاق, ولم يكن مثل هذا من سلوكنا كنظام سياسي, لأننا مازلنا نتمسك بالحوار مهما كان.. نتمسك بالحوار. قناة العربية: الحوار ليس من أجل الحوار, فخامتك الحوار حتى نصل إلى نتائج لكنهم لم يحاوروكم وأنتم تحاورونهم دون نتيجة؟!. الرئيس: لا. لا. هم لا يحاوروننا, هم يحاورننا لإسقاط النظام ..هم يحاورون من أجل إسقاط النظام. قناة العربية: عندهم هدف ويريدون تحقيقه؟. الرئيس: هم هدفهم الأساسي إسقاط النظام, ونحن نحاور من أجل الوصول إلى التغيير السلمي والانتقال السلمي للسلطة بطرق ديمقراطية. قناة العربية: ألا يجب أن تكون هناك رؤية واضحة للتغيير السلمي والانتقال السلمي مثلاً فخامتك؟, وهل أنتم موافقون على ترك السلطة قبل نهاية فترتك؟. الرئيس: ليس لدي أي مانع.. ولا تحفظ ولست متمسكاً بالسلطة. قناة العربية: حتى تحقن الدماء ربما يقولون بطريقة ما...؟. الرئيس: هذه ستؤدي بالبلد إلى المجهول, وأنا مسؤول عن أمن وسلامة البلاد, وأنا ملزم الوصول بالبلد إلى شاطىء الأمان, ونقول لهم تعالوا نتحاور كيف ننقل السلطة سلمياً وبطريقة سلسة وننقلها للشعب وليس لكم, فهذا بعيد عليكم بعد الشمس وإنما سنسلمها للشعب.. والشعب هو الذي يختار قيادته. قناة العربية: وإذا الشعب اختارهم؟. الرئيس: إذا اختارهم الشعب على الرحب والسعة وسنبايعهم كقوى سياسية نالت ثقة الشعب, ولكن أما عن طريق الانقلابات أو بإراقة الدماء فهذا مرفوض تماماً. قناة العربية: هم يقولون إنهم كانوا يعتصمون بشكل سلمي لفترة طويلة, ونريد نعرف قبل أسابيع متعددة ماذا حدث في يوم الجمعة السيىء في الثامن عشر من هذا الشهر كان هو نقطة مفصلية غيرت المعادلة؟. الرئيس: هذا صحيح أنه ما حدث في يوم الجمعة شيء مؤسف ونحن ندينه ونشجبه وغير راضين عنه, ومن حسن الحظ أن الشرطة غير ضالعة فيه والأمن غير ضالع وكذلك الجيش غير ضالع وأنصار المؤتمر الشعبي العام أو كوادره ليس لهم دخل في ذلك, وما حصل هو نتيجة مواجهات بين المعتصمين وبين سكان الأحياء المحيطة بساحة الاعتصام, لأن المعتصمين أحاطوا بتلك الأحياء منذ عدة أسابيع وسببوا إزعاجاً لأصحاب المحلات التجارية وسكان المنازل المحيطة, إذ لم يستطيعوا النوم وقضاء حاجاتهم اليومية بكل يسر وسهولة, ويجدون صعوبة أن يذهبوا بمريضهم إلى المستشفى أو يذهبوا إلى البقالة لشراء أغراضهم, كما واجه أطفالهم صعوبة في الذهاب إلى المدارس, فضلاً عن كون الناس في تلك الأحياء ظلوا يعيشون في حالة رعب. قناة العربية: ماذا يختلف هذا الحي عن ميدان التحرير - التحرير كمان في العاصمة؟. الرئيس: ميدان التحرير ساحة عامة لا تتصل به مساكن مواطنين, وتتواجد فيه مطاعم ومتاجر, ونحن عرضنا عليهم أننا ننسحب من ميدان التحرير وهم ينسحبون, ويبقى الحوار عبر شاشات التلفزيون, حتى عرضنا عليهم مواقع بديلة كالاستاد الرياضي, وقلنا تعالوا انتقلوا للاستاد الرياضي, هو بعيد عن السكان واعتصموا وعبروا عن رأيكم ونسمح لكل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة أن تتحدثوا معها.. فرفضوا وأصروا أن يظلوا في موقعهم الحالي قبالة جامعة صنعاء، حتى دخلوا في اشتباك مع المواطنين ونحن عبرنا عن أسفنا للاشتباكات والمواجهات مع المواطنين، وما نتج عنها من سفك لدماء زكية. قناة العربية: فخامتك ليس هذا ما أقوله, أنا لكن ما يقولونه هم بأنه ما حصل من قتل 52 شخصاً بشكل قنص في الرأس والرقبة. الرئيس: مبالغ في الرقم, أنا معلوماتي حوالي 41. قناة العربية: لنفترض ما حد يعرف؟. الرئيس: من سبعة إلى ثمانية أشخاص مجهولي الهوية. قناة العربية: يعني قالوا إن القنص في الرأس وتوجيه الرصاص مباشرة إلى الرأس, وهذا لن يكون من فعل مواطن عادي, أي مواطنون متدربون؟. الرئيس: اليمنيون يجيدون استخدام السلاح وكأنهم قناصة. قناة العربية: خطيرون يعني يخاف الواحد ما يمشي في الشارع؟!. الرئيس: اليمنيون كلهم قناصة, ما في واحد إلا وهو مدرب على السلاح, وهذه من ضمن الدعاية يلفقونها, أرادوا ان يلفقوها على الأمن المركزي وأوصلوها حتى إلى الحرس الخاص.. يعني ما يعرف يرمي إلا الأمن المركزي أو الحرس الخاص أو من الوحدات الخاصة, وصلت بهم الدعاية إلى هذا المستوى, لكن شعبنا يعرف والمواطن يعرف من الذي رماهم, والآن في مجموعة تم إلقاء القبض عليهم. قناة العربية: والتحقيق معهم؟!. الرئيس: التحقيق معهم.. والبقية يطاردون حتى يتم تسليمهم إلى العدالة. قناة العربية: لكن واضح فخامتك ان هذا التبرير لم يقنع حتى حلفائك, وحصلت انشقاقات بعد هذه الحادثة, وكانت مفصلية في هذه الحركة في الشارع.. مثلاً اللواء علي محسن الأحمر كان انشقاقه حدث.. وكذا الشيخ صادق الأحمر أيضاً انضم إلى الثورة وكذلك سفراء ودبلوماسيين. الرئيس: نعم حصلت هزة. قناة العربية: بعد الحادثة؟. الرئيس: بعد الحادثة اهتز كثير من الناس, ليس علي محسن أو صادق الأحمر فحسب.. إنما اهتز كثير من الناس وحتى سفراء ومسئولين ووزراء ركبوا الموجة, وبعدين لما هدأت الأمور بدأوا يتراجعون, وقالوا نحن عبرنا عن آرائنا.. فبعد حادث يوم الجمعة صراحة اهتز كثير ليس عن قناعة.. اهتزوا ضعفاً. قناة العربية: هل منهم من تراجع عن موقفه.. تراجع وهم في السلطة؟. الرئيس: السفراء عبروا عن آرائهم وأنهم تراجعوا وعددهم حوالي 16 سفيراً. قناة العربية: الآن من بقي نقدر نسميه منشقاً؟!. الرئيس: أنا معلوماتي من الخارجية من أربعة إلى خمسة من 16. قناة العربية: ... العسكرية؟!. الرئيس: وجزء منهم سواء كانوا عسكريين هم أصلاً جزء لا يتجزأ من حركة الإخوان المسلمين, يعني سواء كانوا في الجيش. قناة العربية: في الجيش أو في البرلمان؟. الرئيس: جزء لا يتجزأ من حركة الإخوان المسلمين, نحن على دراية ومعرفة بهذا الأمر.. حيث لم نتفاجأ.. ليس هناك حاجة فاجأتنا كنا على دراية بهذا الأمر. قناة العربية: صار في حكي فخامتك أنك قلت إنك مستعد أن تتنحى أو تتنازل عن السلطة بشرط أيضاً علي محسن الأحمر يتنازل معي في نفس الوقت, قيل آنذاك انه وافق، وقال أنا لا أطمع بالسلطة ولا أريد الرئاسة, وأنا أوافق ان نتنحى معاً؟!. الرئيس: أنا رئيس دستوري وهو ضابط عادي ممكن أصدر مرسوماً الآن أقيله.. لكن ليس حلاً, هو من باب أنه من عائلة واحدة, وقلت له بالتلفون بدلاً من ان تسال الدماء ويكون سببها علي وعلي، تعال يا أخي وأنا أترك السلطة, أنا قد انا خارج من السلطة سأرحل تعال نرحل مع بعض ونجنب الناس, هذا كان حديثي معه بالتلفون. قناة العربية: يعني صار هذا الكلام بينكم حوار عادي؟. الرئيس: حوار عادي بالتلفون. قناة العربية: هذه نقطة مهمة جداً.. ونود أن توضحها عبر الإعلام أي أنه تم اتفاق بينك وبينه على أن تتنحى مقابل ألا يترشح بهذه الطريقة؟. الرئيس: لا.. لا.. هذا مجرد حديث بالتلفون, وقلنا له تعال لا نتسبب في إراقة الدماء, تعال نطلع من السلطة لأنه لا نريد أن نكون نحن علي وعلي سبباً في هذا الشيء. قناة العربية: عائلة واحدة؟!. الرئيس: هذا مجرد حديث في التلفون, وعلى هذا الأساس نبحث عن نقل السلطة سلمياً, لكن أنا أصلاً رئيس دستوري وهو ضابط عادي وموظف بالإمكان إقالته بقرار جمهوري ولا توجد مقارنة, ولكن هذه ليست حلاً. قناة العربية: هو كان معكم - فخامتك - بالحوارات الأخيرة التي صارت أمس وأول أمس, فماذا كان موقفه وماذا تحدث, هل كان منحازاً مع اللقاء المشترك مثلاً؟. الرئيس: موقفه طيب ليس بطالاً, لكنه هو في حالة انفعال, ومع ذلك موقفه ليس بطالاً وإن كان منفعلاً, وعنده ردود أفعال كثيرة.. مثلاً اتصل بي واتصلت وأنا قلت له طيب إذا لبينا النقاط الخمس المقدمة من المشترك. قناة العربية: الذي عرضتها المعارضة سابقاً؟. الرئيس: نعم.. قلت إذا لبينا النقاط الخمس ماذا سيكون موقفك.. قال: إذا ما التزموا بندقي ستكون بجانب بندقك, طيب نحن وافقنا على تلك النقاط, والآن المعارضة تتلكأ في الدخول بالحوار, ونحن نعاتبه على هذا الموقف ونقول له نحن لبينا هذه الخمس النقاط ومن المفروض تغير موقفك.. ولكن مع الأسف ارتفع سقف مطالبه كماهي مطالبهم برحيل النظام وإسقاط النظام, ولديه مطالب فردية بعزل أولاد الرئيس من السلطة, قلت له طيب هؤلاء أولاد الرئيس جزء من النظام الحالي وهم موظفون مع الدولة ومن حق رئيس الدولة كما هو من حق الرئيس الأمريكي أو من حق الملك عندما يأتي إلى السلطة أن يختار طاقمه ويحكم معه, وعندما يرحل ويجيء نظام جديد.. سيأتي مع النظام الجديد طاقم آخر وكوادر جديدة, لكن من غير الواقعي أن نقول الآن اخرج أنت والعفش حقك من البوابة, فهذا غير مقبول. قناة العربية: هم يطالبون فخامتك بإسقاط النظام كله ليس تنحي الرئيس فقط؟. الرئيس: نعم.. ليس الرئيس فقط, أي تنحي الرئيس وأهله وأقربائه والمؤتمر وقيادات المؤتمر الشعبي العام ورحيل المؤتمر الشعبي العام, أي نجتث المؤتمر الشعبي العام مثلما اجتثوا البعث في العراق, فهذه من ضمن مطالبهم وأجندتهم, وصرحوا بها وليست مخفية, وإن كانوا يريدونها تدريجياً, أي نبدأ أولاً برأس النظام وأولاد الرئيس.. وأقرباء الرئيس.. ثم قيادة النظام وبعدين النظام كاملاً الحكومة والحزب والدولة, فهذه هي مطالبهم وهي معلنة وليست مخفية. قناة العربية: فخامتك يعني الموقف بشكل عام من اليمن دولياً وحتى عربياً والموقف مختلف عن الموقف من مصر مثلاً, مصر كنا نسمع قبل أن يخرج الرئيس مبارك يتحدث بأي شيء يخرج البيت الأبيض اما غيتس او كلينتون او أوباما ليتحدثوا أنه على الرئيس ان يرحل الآن, وعلى الرئيس ان يغادر السلطة الآن, الموقف من اليمن مختلف, هل لأنه معقد؟. الرئيس: اليمن قنبلة موقوتة اليمن.. قنبلة موقوتة.. إذا لم نعمل وتعمل معنا كل الدول الخيّرة سواء كانت شقيقة أم صديقة على رأب الصدع والانخراط في الحوار السياسي مالم ستكون هناك حرب أهلية مدمرة وستقلق المنطقة بشكل عام, يعني لا أحد يفكر أن عنده أجندة خاصة, وأن لديه علاقات خاصة مع الحزب الفلاني أو يرى من الصواب ان يدعم الحزب الفلاني أو الفئة الفلانية أو القبيلة الفلانية, فهذه ستكون حسابات خاطئة جداً كون اليمن قنبلة موقوتة, وإذا اختل النظام السياسي في اليمن ولم يتم الحوار السياسي البنّاء لتجنيب اليمن الفتنة, فهي فتنة ستكون صعبة وطويلة في اليمن.. من أصعب ما يمكن.. ويجب أن يأخذوها عبرة من الصومال.. الصومال اليوم عشرين سنة ولم يتمكن الصوماليون من إعادة الاستقرار إلى هذا البلد, ونحن مجتمع قبلي وليس مدنياً.. مجتمع قبلي, وكل واحد سينحاز إلى قريته وإلى قبيلته, وكل واحد سينحاز وتصبح حرباً أهلية طاحنة, فيجب على الجميع أن يحكموا العقل والمنطق, وعلى العقلاء من كل طرف أن يقدموا تنازلات. قناة العربية: تنازلات من كل الأطراف؟. الرئيس: من كل الأطراف. قناة العربية: سنتحدث عن هذا بالتفصيل أكثر لو سمحت لي فخامتك؟. الرئيس: يعني يجب على كل القوى السياسية والقبلية والحزبية وكل طرف أن يقدم تنازلاً, ألا يتمترس. قناة العربية: خلف مطالبه فقط؟. الرئيس: نعم لا يتمترس خلف مطالبه ويعتبر مطالبه هي الصحيحة.. بل يجب على كل طرف أن يقدم تنازلاً لمن؟.. تنازلاً من أجل مصلحة البلد ليس لمصلحة حزبه, فالحزبية وسيلة وليست غاية. قناة العربية: فخامة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح, كنا نتحدث عن خطورة وضع اليمن.. الحقيقة أنه يتردد الآن في العالم العربي لو كان اليمن الحالة الأولى ويتحدثون عن خطورة الحرب الأهلية والقبائل والسلاح يمكن كان الوضع يشبه الصومال أو مرعباً, لكن نتحدث عن بلد آخر في العالم العربي هي ليبيا تحدثوا بنفس المنطق, قالوا حرب أهلية, قالوا سلاح والشعب مسلح وسيقاتل, صحيح ان الأمور لم تحل حتى الآن في ليبيا لكن صار في تدخل دولي, صار في قصف على ليبيا, الناس تتخوف إلى أين ممكن يسير اليمن أذا ما بقيت المواقف على ماهي عليه؟!. الرئيس: نحن كقيادة سياسية نبذل كل الجهد على عدم إراقة الدم وعلى عدم إطلاق أي طلقة بندقية, وندعو المعنيين في الساحة إلى الانخراط في الحوار السياسي, فالحوار هو أفضل وسيلة بدلاً من التفاهم عن طريق فوهات البندقية او المدفع او الرشاش, ففي نهاية المشوار ولا سمح الله وهذا إن شاء الله ما يحصل لو انفجر أي وضع عسكري سيعودون في نهاية المطاف إلى طاولة الحوار.. طيب تعالوا معي على طاولة الحوار مقدماً, تعالوا نجلس على طاولة الحوار.. اطرح شروطك واطرح مطالبك ونأخذ حكماً.. نحن نرحب بوساطة سعودية خليجية ويسمعون منا ويسمعون منهم ويكونون حكماً.. وإذا لم يرغبوا بوساطة عربية سعودية أو خليجية ويرغبوا بوساطة أوروبية نحن نرحب بها.. المهم ان يكون فيه شاهد ومشهود على هذا الحوار ويتضح من الطرف المتعنت ومن الطرف المتمترس وراء الفوضى وإزهاق الأرواح وإراقة الدماء وإقلاق أمن المواطنين وارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة.. الآن عندنا غلاء معيشة وعندنا ارتفاع أسعار ومواردنا وصادراتنا محدودة, وهذا يزيد من معاناة الشعب.. أنتم الآن بهذه الشروط وبهذا التعنت تزيدون من معاناة المواطن, نحن كنظام نريد أن نخفف على المواطن وأنت تزيد من سقف مطالبك.. فمعاناة المواطن وارتفاع أسعار المواد الغذائية والمحروقات أنت السبب ليس أنا السبب, أنت صاحب الفوضى, أنت صاحب الفوضى الخلاقة, تعال اجلس معي على طاولة المفاوضات. قناة العربية: أنا معك لكنهم قد يقولون ان الأمور ستحل إذا ما قرر الرئيس ان يتنحى وكل واحد سيروح على بيته؟. الرئيس: أنا أتحداهم أتحداهم مرتين وثلاثاً ان يستطيعوا يحلون مشكلة, حتى لو رحل الرئيس بعد ساعتين.. إذا كنا شطرين في الماضي قبل 22 مايو سنصبح أربعة أشطار, وهذا ما سيحصل ولن يستطيعوا يجلسون إلا في العاصمة صنعاء او في محافظتين أو ثلاث. قناة العربية: سيكون جنوبيين وحوثيين وقاعدة؟!. الرئيس: لن يكون معهم الجنوب, لن يكون معهم شمال الشمال, هؤلاء فاقدون صوابهم, شمال الشمال لن يكون معهم ولن يكون ضمن الدولة اليمنية الموحدة, حضرموت لن تكون مع الدولة الموحدة, جنوب الوطن لن يكون مع الدولة الموحدة, سيبقى المثلث واحداً أو اثنين أو ثلاثة والمثلث سيكون مفككاً. قناة العربية: اسمح لي فخامتك أيضاً بهذا السؤال, سمعنا كلاماً أيضاً من ليبيا ويبدو ان الشعب لم يعد يحتمل التسويف أكثر أو التهديد أكثر أو التخويف أكثر أو القول القاعدة أكثر أو يقسم, هو يريد ان يرى تغييراً على الأرض؟. الرئيس: حاضرون. قناة العربية: ويقول الآن؟. الرئيس: نحافظ على وحدة الوطن أولاً ثم نأتي للتغيير, تعالوا حاورونا على التغيير وتعالوا نختار من يحكم اليمن في ظل وحدة اليمن بطرق سلمية, تعالوا نتحاور وننقل السلطة, أنا أصلاً من لست من النوع المتمسك بالسلطة.. كيف أقول لك تعال نسلم السلطة سلمياً عبر حوار, عبر انتقال سلس, عبر صناديق الاقتراع, ترفض الاقتراع, ترفض الصندوق, ترفض الديمقراطية.. هو مع إعلان بيان رقم واحد ومع إعلان دستوري ليس مع انتقال سلمي للسلطة, من سيأمنه كيف آمن على رقبتي, أنا وغيري من الشعب اليمني.. إن هذا عندما يحكم بعدل وبمسئولية وهو يطلع بيان رقم واحد ورقم اثنين ويؤمن بالعنف من سيأمنه؟ كل الناس تخاف. قناة العربية: بس لازم يكون في طريقة فخامتك؟. الرئيس: الطريقة المثلى. قناة العربية: ان تنتقل السلطة بطريقة سلمية ربما في فترة قريبة أقرب من نهاية 2011م اذا ما أراد يقبل بها الطرف الآخر طالما ان فخامتك تقول إنك لا تريد السلطة يعني الموضوع انتهى بالنسبة لك. الرئيس: نعم نعم. قناة العربية: ما عادت حلماً؟. الرئيس: لن تكون في ثقافتي لكني سأتمسك بالسلطة فقط من أجل أنقلها سلمياً, سأتمسك بالسلطة حتى تنتقل سلمياً مهما كان الثمن, أما بالقوة وبلي الذراع فهذا غير وارد. قناة العربية: فخامتك تدرك كيف كان الموقف الذي صار في مصر مثلاً عندما قيل للرئيس المصري ان يرحل الآن وتم الضغط على الرئيس المصري من الداخل وتم في نهاية الأمر حسم الأمر بالجيش ورحل حسب ما أراد الشعب.. كم هذا مؤثر على موقف الناس في اليمن موقف الناس في ليبيا الذين يقولون الآن. الرئيس: الموقف في اليمن غير مصر, ثقافة مصر ثقافة ثانية وثقافة اليمن ثقافة ثانية ثقافة قبلية ومصر أكثر مدنية. قناة العربية: بس بتعرف فخامة الرئيس أنه الرئيس المصري قال لي في لقاء أنه لما سألته عن تونس قال تونس ثقافتها مختلفة عن مصر ومصر ليست تونس؟! الرئيس: لا أنا قلت ثقافة مصر مدنية ونحن قبلية. قناة العربية: ومصر ليست اليمن؟. الرئيس: مصر ثقافتها أكثر مدنية صحيح نحن بلد لديه حضارة قديمة ونحكي عن تاريخ قديم لكن الآن نحن شعب قبلي متعصب. قناة العربية: بس القبائل ممكن تكون خطر على البلد وإلا هي أصل لتوحيد البلد؟. الرئيس: بالعكس القبائل إذا لم يكن هناك اتفاق. قناة العربية: توافق. الرئيس: اتفاق وتوافق بين كل القوى السياسية والقبلية فستكون هناك مشكلة, يعني لازم يكون في توافق, ولهذا نحن نحرص على التوافق والاتفاق فمثلاً أمس دعينا إلى جمعة التسامح, وفي خطابي دعيت إلى التسامح, نتسامح عن كل الماضي ونحن حاضرون. قناة العربية: بس فخامتك حتى لما تدعي إلى جمعة التسامح تتحدث مع مؤيديك وتنتقد خصومك بشدة وبقسوة, يعني إذا كان بده يتراجع يبطل, يعني عندما تقول عنهم فاسدون ويعني تنتقدهم بقسوة, يعني قصدي اذا المطلوب الحوار لماذا لا يكون الخطاب هادئاً؟. الرئيس: خلينا نقول الكلمة الأخيرة أو الجملة الأخيرة تجب ما قبلها. قناة العربية: وهي؟. الرئيس: نقول هكذا انه الخطاب السياسي المتطرف إذا افترضنا انه متطرف سواء امس أو قبل امس أو اليوم أو حتى في هذه المقابلة.. إذا كان سيعودون إلى جادة الصواب وإلى الحوار وإلى التفاهم فخلينا ندعوهم إلى التسامح ونتسامح ونطرح الماضي جانباً حتى في الجملة التي قبل هذه نطرحها على جنب, وإذا توفرت عندهم حسن النوايا للحوار والتفاهم فنعتبر هذا ماضياً ونقول تعالوا للتسامح ليس لدينا مشكلة. قناة العربية: دعوة التسامح حتى الآن لأنه اليوم كل الأخبار زي ما ذكرت لفخامتك في البداية انه تحدثت عن لقاءات وفي حركة في اليمن وفي حديث عن نقل السلطة لكن دعوة التسامح التي صارت بالأمس ما في رد فعل عليها حتى الآن من المعارضة؟. الرئيس: لكن نكررها التسامح والتصالح.. تعالوا نتصالح نتسامح ننقل السلطة سلمياً سواء بعد شهرين بعد أربعة أشهر بعد نهاية العام حتى بعد ساعة في إطار مبدأ السلطة للشعب وليس للأفراد ولا لأحزاب وإنما للشعب عن طريق المؤسسات الدستورية, فهذا يكون واضحاً للجميع. قناة العربية: عفواً نحن بنحكي فخامتك عن انتخابات على أساس تنجح الانتخابات وبرلمان جديد ودستور جديد هذه تأخذ سنتين؟. الرئيس: لا.. أنا أعطيك نكتة ظريفة عن قيادة أحزاب اللقاء المشترك.. يوم أمس يتحاورون في بيت نائب الرئيس يقولون ان الرئيس خلاص ينقل السلطة لنائبه, لرئيس الوزراء لمن يريد إذا نقلها وينقل اخوانه وأولاده, وقلنا أوكيه!! وبعدين؟! قالوا نريد ضمانات من الرئيس بعد خروجه انه ما يكون يتصل بالشعب. قناة العربية: كيف يعني؟. الرئيس: ما اتصل بأحد انه يعني انه يغلقوا عليك في غرفة زي السجين لا تتكلم ويريدون ضمانات ان يضمنوا ان الرئيس لا يتكلم، هذا من ضمن أطروحاتهم وعلى رأسهم رئيس حزب سياسي. قناة العربية: باعتقادهم ان يبتعد الرئيس عن العمل السياسي اذا ما قرر التنحي حتى لا يكون مؤثراً على القبائل؟. الرئيس: حتى أنا لو قررت وسلمنا السلطة سياسياً سلمياً سأظل أنا رئيساً للحزب حتى يقرر الحزب من يعين بديلاً له إذا قرر الحزب ذلك مالم سأكون رئيساً للحزب ما في شك وأعمل لهم شغلة أسوأ من شغلاتهم. قناة العربية: يعني ما راح يصير زي مصر انه يستقيل الرئيس ويستقيل من الحزب؟. الرئيس: لا. لا أستقيل من السلطة اسلم السلطة سلمياً وتأتي سلطة لكن انا ايضاً رئيس لحزب لأني كونت الحزب في 82م. قناة العربية: لذلك انت بتخوفهم فخامتك لأنهم يقولون ان الرئيس يلف على الموضوع.. عندما تقول اني سأسلم السلطة ولكن سأبقى رئيساً للحزب.. سيظهر الحزب مرة أخرى؟. الرئيس: طيب. هذا حزبي.. في العالم كله هل احد يتخلى عن حزبه؟ هل اتخلى عن انصاري؟ وعن اصدقائي؟ اتخلى عن قياداتي؟ لا يجوز شرعاً ولا يمكن ان اتخلى وقد خرجت لي ملايين تؤيدني في الشارع .. هل اتخلى بكرة الصبح منها؟ .. وايضاً لست من النوع الذي يرحل ليبحث عن مسكن في جدة او ابحث عن مسكن في باريس.. او في اوروبا.. ولكن انا سأبحث عن مسكني في مسقط رأسي. قناة العربية: لكنك قلت في أكثر من مناسبة بأني انا لن اترشح مرة اخرى؟. الرئيس: هذا صحيح. قناة العربية: لو بقيت رئيساً للحزب هل ستترشح؟. الرئيس: لن أترشح. قناة العربية: ولا للتوريث؟. الرئيس: ولا للتوريث.. هذا عهد. قناة العربية: قرار؟. الرئيس: هذا قرار للشعب بأني لن اترشح ولن أورث ولكن إذا خرجت من السلطة بطرق سلمية سأخرج مرفوع الهامة مش منحنياً. قناة العربية: القبائل يعني أعود معك لها في سؤال انشقت ايضاً القبائل وهناك زعامات قبائل بدأت تأخذ مواقف معادية ألا تسبب خطراً؟. الرئيس: لا.. اقلية.. اقلية قبلية يعني منتفعين, دعينا نقول في اطار التسامح لا أريد اتحدث بشيء يستفز احداً, لكن الشعب هو الحكم إذا كان في عدالة في الاعلام فليبحث بصدق ويغطي تغطية بحيادية عن الشعب اليمني وانا متأكد من ان القناة العربية جيدة ومتوازنة لم تشعل الفتن كما تفعل بعض القنوات التي تؤجج وتثير الفتن وتشتغل غرفة عمليات حرق للوطن العربي.. حرق عليّ وعلى اعدائي يا رب. قناة العربية: فخامتك سمعنا انه في تشديد للحراسة الأمنية على قصرك ومقر إقامتك؟. الرئيس: صحيح. قناة العربية: تشديد على الحراسة الأمنية؟. الرئيس: صحيح ما في شك.. ليس عليّ أنا فقط بل على العاصمة بشكل عام وعواصم المحافظات وهذه خطة متفق عليها مع كل القوى السياسية خطة الانتشار الأمني للحفاظ على الأمن العام.. وسكني مثل سكن أي مواطن محروس مثل أي مواطن عادي. قناة العربية: هل ستسعى إلى الحصول على أي نوع من الحصانة في حال قررت التنحي, ان يكون التنحي باتفاق ان يضمنوا لك حصانة بألا يمس احد بفخامة الرئيس؟. الرئيس: أنا لا أطلب هذا.. سأحصن نفسي بنفسي. قناة العربية: فخامة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح شكراً جزيلاً لك على هذه المقابلة.