إن ساعة حوار كفيلة بعودة الحال إلى الاستقرار كون المواقف تجر بعضها تباعاً إلى العنف جوار ساحات الاعتصامات مع المتضررين من المواطنين وجراء محاولة المعتصمين لترك خيامهم خالية والتمرد خارج ساحات الاعتصامات ومحاولة التجمهر بمسيرات في شوارع عامة غير ساحات الاعتصامات مهددة للتجمعات السكنية والتجارية العامة الآمنة من بداية الاعتصامات التي سمح لها بممارسة الاعتصامات السلمية كحق دستوري مكفول. وقد وجّه الأخ رئيس الجمهورية كافة القوات المسلحة والأمن بحماية ساحات الاعتصامات كي تمارس حقها الديمقراطي بحرية مطلقة طالما وهي تعبر عن مطلبها بطريقة سلمية بعيدة عن ممارسة الضغط والتهديد والمضايقة للمواطنين واستنفار مشاعر الخوف والقلق لديهم من قبل المعتصمين الذين بدأوا برفع وتيرة التحركات المقلقة للمواطنين بمسيرات في الشوارع الكبيرة داخل عواصم المحافظات صوب المباني والمؤسسات الحكومية تنفيساً عن الاحتقانات بين أوساط المعتصمين ولملمة الانشقاقات التي تحصل في الساحات لما يجدونه من مراوحة غير مجدية بالموقف السياسي العام والذي لا يدل على انفراج قريب أو ممكن استدعى كما يبدو لدى طرف المعارضة تغيير استراتيجية في المعارضة للمسيرات بالشوارع العامة وحراستها بمليشيات مسلحة لفرض واقع جديد ولهجة جديدة ورفع أسلوب التحديات والتهديدات والاحتكاكات المقصودة مع التجمعات التجارية والسكنية والمواطنين وتجمعات القوات المسلحة والأمن الحامية للمنشآت الحكومية والإعتصامات وذلك لغرض اختراقها عنوة ومواجهتها بالحجارة والشتائم خارج ساحات الاعتصامات وذلك لخلق الهرجلة والبلبلة وإقلاق السكينة العامة وللفت الانتباه العام وخلق مادة إعلامية تحيا بها القنوات المضللة لفبركة اسطوانة جديدة غير الاسطوانة الأولى المشروخة التي مجّها المستمع للنفوذ إلى ثغرة جديدة تشعل فتيل الأزمة الخامد ولتجد المعارضة ما تتذمر به للاستعطاف والتشويه والتشهير ووقود جديد لثبات المعتصمين في الساحات المتناقص يوماً بعد يوم، فحكمة القيادة السياسية برمي كرات المبادرات في ملعب المعارضة المتصلبة في التعاطي المرن أصابها بإحباط مما جعلها تعمل على إجبار الشباب على السير في طريق مظلم ومستقبل مجهول وقطعها كل تحرك إيجابي يعمل على حلحلة الأزمة وذلك لجر الوطن إلى منزلق خطير ينم عن حقد دفين لهذا الشعب المبارك وجرّه إلى أتون صراعات مؤلمة بفعل هذه التصلبات في المواقف التي لم تستجب للدعوة للحوار وإنكار أصوات ملايين الشعب وإلغائها من الحسابات كافرة بالدعوة للتسامح والإخاء من الملايين بمختلف الميادين مؤثرة الاستماع لقنوات التضليل وتعبئة الشباب بكافة مفردات الضغائن وعدم انجرار الدولة لاستفزازات المعارضة بالمواجهات من أسباب تراكم الإحباط مما جعلها تدفع بالموقف الذي يمكن تداركه حتى الساعة إلى مزيد من التأزم في عدة محافظات فإننا ندعو الشباب لعدم الاستجابة لدعوى القنوات المضللة صوب إراقة الدماء وعدم السماح بتأزيم المواقف صوناً لمشاعر الملايين من أبناء الشعب الداعين للتسامح والإخاء. وندعو إخواننا في المعارضة لتحكيم صوت العقل والحفاظ على المبدأ الديمقراطي الذي تأسست عليه التعددية ونمارس خلاله كافة الاعتصامات بحرية. ندعو لساعة حوار صوناً لهذا الوطن، واستغلال حرص أشقائنا في دول الخليج الداعي للحوار المفضي للسلم الاجتماعي المتشوق له كافة أبناء شعبنا، فلا تدعوا صوت المكابرة يطغى على صوت الحكمة التي تتطلب من الجميع القليل من التنازلات دون تحرج طالما وفي تلك التنازلات صوناً لكرامة الوطن. فالإبطاء بالمعالجات يسرع بخطوات مجهولة العواقب الجميع يحرص على عدم طفوها على سطح وطن المحبة والسلام. واستمرار تجدد الدعوات للحوار من قبل الأخ رئيس الجمهورية ما زال مفتوحاً وكافة شرائح الشعب موافقة على تلك الدعوة الحريصة. ومازلنا نعوّل على كافة الشرفاء بهذا الوطن سواءً في الحكومة أو المعارضة أو من كافة الشرائح الاجتماعية العمل بروح الفريق الواحد صوناً للوطن وأمنه واستقراره، وندعو القيادة السياسية للإسراع بتنفيذ حزمة الإصلاحات الموعود بها الشباب وإعادة الطمأنينة لهذا الشعب المتلاحم وقت الشدائد والرفع عن كاهله جور الغلاء والفساد وسلاماً لهذا الشعب الوفي ورحمة جليلة لشهداء الديمقراطية وتحية إكبار لأشقائنا الخليجيين على مواقفهم الحريصة لرأب كل صدع ولكل الشرفاء بهذا الوطن رجالاً ونساءً. مع أمنياتنا الطيبة بمستقبل مشرق لشباب هذا الوطن الذين هم فرع لجذورهم المحبين للحرية والسلام طلائع مستقبل النهضة الديمقراطية بحكمة الأجداد.