عندما يكابر المرء يفقد الحياة نتيجة عناده، وعندما يحكم المرء كتاب الله وسنة رسوله الكريم يحفظه الله تعالى ويرعاه، ويعزز من دوره في الحياة ويحبب الناس فيه، ويجعل له من كل ضيق مخرجاً ومن كل هم فرجاً، وذلك شأن المؤمن بالله رباً وبمحمدٍ رسولاً وبالقرآن دستوراً، وبالقدر خيره وشره، أما المكابر والمعاند فإن إيمانه بالشيطان قد جعله يضع كتاب الله خلف ظهره ويحتكم إلى الطاغوت والجبروت ويخالف العلماء والعقلاء ويستهين برأي الأمة ويغلب مصالحه الخاصة وأطماعه الطائشة ولا يعبر أحداً ولا يحترم كبيراً ولا يرحم صغيراً لأن الشيطان قد طغى عليه وسلب عقله وشل تفكيره. تلك الصورة الأخيرة للإنسان الذي اتبع هواه وغلّب مصالحه الخاصة ولم يرقب في الله إلاً ولا ذمة نجدها حاضرة في المشهد السياسي الراهن في تصرفات أحزاب اللقاء المشترك وشركائهم، حيث برهنت الأحداث أن تلك القوى السياسية الطامحة في غير الحدود المشروعة قد غلب على تفكيرها غير السوى الشيطان، ولم تحكّم كتاب الله وسنة رسوله ولجأت إلى الاحتكام إلى الطاغوت وساقها الغرور والعناد إلى احتقار الإرادة الكلية للشعب، ونست أو تناست هذه القوى المكابرة والمعاندة أن تلك الإرادة مستمدة من إرادة الله سبحانه وتعالى وأنه لا غالب لها. إن الكبر الذي تمارسه تلك القوى الكيدية جعل بعض قياداتها يسعى إلى إلاستقواء بالخارج على الإرادة الكلية للشعب في عقوق يشكل وصمة عار على من يفعل ذلك وقد أدى هذا السلوك المشين إلى المزيد من تماسك اللحمة الوطنية، وبيّن حقيقة هذه القوى المكابرة والمعاندة وجعل الشعب أكثر التزاماً بحماية الشرعية الدستورية، وقد مثلت الأفعال الإجرامية والإرهابية الصورة الحقيقية للمشاريع التي تحملها تلك القوى الظلامية الأمر الذي يحتم على الشعب الوقوف إلى جانب القوات المسلحة والأمن من أجل حماية اليمن وأمنه واستقراره ووحدته بإذن الله.