أكدت الاعتصامات والمسيرات والمظاهرات الأخيرة الداعية إلى الحسم أن مايسمى بالحسم الثوري لاينطوي على تقدم إلى الأمام في أعداد المتظاهرين والمتظاهرات التي يقودها بقايا المجلس الوطني بقدر ماتدل دلالة قاطعة على تراجع إلى الخلف، إذا أخذنا بعين الاعتبار استبعاد الانفصاليين والحوثيين من هذه المسيرات والمظاهرات الدالة على القلة بصورة خيبت آمال القياديين المتنافسين على رئاسة الجمهورية الشيخ حميد الأحمر الدافع والممول بالفلوس واللواء علي محسن الأحمر الحامي والممول بالسلاح, اللذين يمران بظروف نفسية مضطربة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الاعتصامات والمسيرات والمظاهرات التي كانت محفوفة بدواعٍ واعدة وأصبحت مكبلة بتداعيات الإحباط قاب قوسين أو أدنى من اليأس لامحاولة ولو بعد حين من المكابرة. أقول ذلك وأقصد به أن بقايا المعارضة في أحزاب اللقاء المشترك باتت مطالبة أكثر من أي وقت آخر أن تلتقط ماأقرته اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام من قرارات هادفة إلى تفعيل المبادرة الخليجية من النقل الفوري إلى التفويض الذي يربط نقل السلطة بالعملية الانتخابية الرئاسية، لأن النقل الذي يسبق إجراء العملية الانتخابية مخالفة دستورية تؤدي إلى ترحيل وتسويف العملية الانتخابية الرئاسية المبكرة بذات الأسلوب الفوضوي الذي رحلت فيه الانتخابات البرلمانية. أقول ذلك وأقصد به الحرص على مصلحة بقايا المعارضة الآخذة بالتراجع والتآكل من خلال ماتقابل به المؤامرة الانقلابية للإخوان المسلمين من رفض متصاعد من قبل الشباب الذين صدمتهم الممارسات القمعية والإرهابية للإخوان المسلمين الذين عبروا عن رفضهم المطلق لهذا النوع من الديكتاتورية المبكرة التي حولت بقايا الفرقة وقائدها إلى حفنة من المتسلطين والمحققين والسجانين لكل من يختلف معهم في الرأي. كيف لا.. وقد كشفت العقليات المشائخية الإقطاعية لأولاد الأحمر أنهم لايجيدون سوى لغة الأمر والقتل والسجن.. وكشفت المهمات التنفيذية لبقايا الفرقة أن قائدها تحول من زعيم يصدر الأمر والنهي إلى شاويش حبس يستقبل مايصدر إليه من المشائخ الحمر من توجيهات قمعية لاتعرف ماذا تمليه عليهم الديمقراطية القائمة على التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمي للسلطة وحرية الصحافة وحقوق الانسان من المواطنة المتساوية الموجبة لاحترام الرأي والرأي الآخر واحترام الحق والحق الآخر وعدم اللجوء إلى الأساليب والوسائل القمعية في حل الخلافات السياسية والأيديولوجية بين المعتصمين والمتظاهرين رجالاً كانوا أو نساءً على قاعدة المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات الوطنية في شتى مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والعسكرية والأمنية... الخ. أخلص من ذلك إلى القول إن ماتسمى ب «الثورة» تمر بظروف صعبة لا بل قل إنها تتقدم إلى الخلف عاجزة عن الحسم الثوري الرافض للمبادرة الخليجية!!