من السلوكيات الإيجابية التي لمستها وفي ظل الأزمة السياسية الراهنة هي استجابة شريحة واسعة من الناس لتلك النداءات التوعوية التي تبثها وتنشرها مختلف وسائل الإعلام الرسمية ( المرئية والمقروءة) والتي عرفت من خلالها بأحقية حصول الجميع على التعليم وعدم التخلي عن هذا الحق في إي حالٍ من الأحوال ومهما كانت الظروف التي يعيشها الوطن في الوقت الحالي ...وإن من ابرز صور هذه الاستجابة الحضارية صورة توافد الكثير من الآباء والأمهات إلى المدارس لتسجيل الأبناء والبنات ولكن كانت هناك بعض المشكلات التي واجهها هؤلاء الآباء والأمهات منها وعلى وجه التحديد ما رواه لي أحد الآباء من مدينة تعز والذي بدأ بسرد مشكلته بالقول:إنه عندما أراد أن ينتقل ابنه من إحدى المدارس الخاصة والواقعة ضمن نطاق مديرية صالة وتسجيله في إحدى المدارس الحكومية والواقعة ضمن نطاق مديرية القاهرة وحتى يتم تحقيق مراده فلابد له من تنفيذ عدد من الإجراءات فكانت أولها قيامه بسحب ملف ابنه من المدرسة الخاصة ومن ثم قام بالذهاب إلى فرع مكتب التربية والتعليم بمديرية صالة وهناك فوجئ بأن بعض العاملين في المكتب يتعاملون مع أصحاب المعاملات بأسلوب المماطلة والتأخير في الإجراءات والذي تغلب عليه سمتا الاستغلال والانتهازية ويتضمن هذا الأسلوب اللامرغوب عدداً من الأفعال اللاسوية وكريهة الرائحة ويمكن حصر البعض منها وعلى النحو التالي: - تأخير تعميد الشهادة الدراسية لليوم الثاني وذلك بعدما يقوم المواطن بدفع(300)ريال رسوم تعميد وقيام المختص بتحرير سند بذلك ودونما إعطاء المواطن صورة منه وإذا قام المواطن بدفع مبلغ ( 500) ريال فإن المختص يقوم بمصادرة المبلغ كاملٍ. - إجبار أصحاب المعاملات على شراء استمارة النقل من شخص عادي وغير موظف لدى المكتب وإنما قد تكون له علاقة خفية مع أحد الموظفين ومهمة هذا الشخص هو احتكار سعر قيمة الاستمارة والذي يتفاوت مابين ال50 ريال إلى ال 100 ريال والمفروض أن يتم صرف الاستمارة من قبل المكتب وبسعر رمزي ثابت... - تعمد بعض العاملين في المكتب إبطاء سير عملية استكمال إجراءات النقل الأمر الذي يؤدي إلى اكتظاظ المكتب بالكثير من أصحاب المعاملات(آباء وأمهات) وكأنما هؤلاء الموظفون يشعرون باللذة والارتياح عند رؤية هذه المناظر اللامقبولة واللاحضارية.. - حيازة أحد موظفي المكتب على الختم الرسمي من أجل الارتزاق من خلاله والحصول على حق باطل والمسمى بحق ابن هادي ويكون ذلك عن طريق تلكؤ ومماطلة في ختم الاستمارات بهدف الضغط على صاحب المعاملة حتى يُجبر على دفع أجر غير مشروع لابن هادي ويقول هذا الأب المسكين بأنه في اليوم التالي حقق نجاحاً غير عادي والمتمثل في استكمال الجزء الأول من إجراءات نقل ابنه من مديرية صالة وليتبعه بعد ذلك إلى فرع مكتب التربية والتعليم بمديرية القاهرة لاستكمال الجزء الثاني من الإجراءات وهناك لم يصدق ما رأته عيناه فقد تم استكمال إجراءات المعاملة في فترة زمنية قصيرة لاتزيد عن العشر دقائق وهذا ما أزال مخاوفه من أن تكون المعاملة السيئة التي وجدها في مكتب التعليم بمديرية صالة هي نفسها في مكتب التعليم بمديرية القاهرة وشاهد أن المختصين في المكتب يقومون بتعميد الشهادات الدراسية عند استلامها ولايقومون باحتجازها وتأخيرها إلى اليوم الثاني ويقول هذا الأب الطيب: بأن سهولة الإجراءات وحسن المعاملة التي وجدها في مكتب التعليم بمديرية القاهرة أزاحت عنه غمة مالاقاه هو وغيره من أصحاب المعاملات في مكتب التعليم بمديرية صالة.. إلا أنه وفي نفس الوقت تمنى من الجهات ذات العلاقة العمل على إلغاء الصلاحيات الممنوحة لفروع مكاتب التعليم في المديريات وعلى وجه الخصوص المتعلقة بإجراءات نقل الطلاب من مدرسة إلى أخرى وأن يتم تسجيلهم وقبولهم في المدارس وبشكل سلس وطبيعي وكما كان في السابق. - وختاماً: - أتمنى أن تصل المشكلة أعلاه إلى يد الأخ مدير عام مكتب التربية والتعليم بتعز حتى يقوم مشكوراً باتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجتها كأن يقوم على أقل تقدير بإصدار توجيهات صارمة إلى مختلف فروع المكتب في المديريات بالعمل على تسهيل إجراءات عملية نقل الطلاب من وإلى المدارس وبعيداً عن المماطلة والتعقيدات والارتزاق غير القانوني.