العيد فسحة مجانية وهبة من الله سبحانه وتعالى، العيد مساحات ود ومحبة العيد وفاء وإخلاص لله سبحانه وتعالى ولمن نحب، العيد زينة وبهجة وألق لا ينتهي، العيد موسم للأفراح والتجديد وإزالة الاحتقانات ونبد الكره والضغينة والحسد والاختلاف هكذا يجب أن نعرف ونعي العيد ودلالاته ومعانيه السامية. في أنحاء المعمورة هناك أقوام وهناك بشر لديهم أعياد ومناسبات لا تحصى وكل الشعوب لها أفراحها ومناسباتها التي تؤكد وجودها وكيانها كشعوب وجماعات يحق لها أن تحتفل وأن تمارس طقوسها وحياتها وأفراحها، يحق لها الفرح بكل ما تحمله الكلمة من معنى. العيد ليس للطفولة فقط والفرح يجب أن يسود أيضاً الكبار فربما نحن الكبار في أمسّ الحاجة لهذا الفرح ولمن يدخل السرور في حياتنا بعد أن سبق العيد تسونامي الغلاء الفاحش الذي طال كل شيء من مستلزمات العيد إلى مأكلنا ومشربنا وأضاحي العيد فضلاً عن ملابس العيد وتباعاتها ونحن مجبرون على شرائها.. الكبار بحاجة أن يفرحوا مثل الصغار تماماً بسبب ما يحيط بنا من هموم ومنغصات وألم وارتخاء وانقلاب عام في النظم والقوانين والسلوك الشخصي إلا من رحم ربي. الأعياد أحياناً تدفعنا إلى الفرح وتجبرنا على تقمص شخصية المرء السعيد الفرحان المبتهج المبتسم بينما نحن من الداخل نتآكل ونحترق ونتألم ونحن أقرب إلى الحزن والاكتئاب بسبب ما نعيشه من الأزمة السياسية التي طال أمدها ووصلت إلى كل بيت وتفضي يومياً إلى إزهاق وموت الكثير من الأبرياء من الشباب والجنود والأطفال والنساء ندعو الله سبحانه وتعالى أن يشملهم جميعاً برحمته وغفرانه. ما يعيشه المواطن اليوم قلق مشوب بالانتظار والترقب أملا في انفراج الأزمة وتحقيق الأمن والسلام وانتقال سلمي للسلطة بعيداً عن شبح الحرب الأهلية واقتتال الإخوة.. تمضي الأيام ويعيش المواطن ويتعايش قسراً مع منغصات متواليات في الكهرباء والمياه وحفظ نظام المرور والأمن العام وتتوارى تدريجياً كل القوانين والنظم التي كانت تحرم حمل السلاح أو إطلاق النار في الأعراس أو تباهياً ومكابرة أو لأي سبب كان ونشاهد جندي المرور المسكين الذي كان همه المحافظة على نظام المرور وسير المركبات مستكيناً هادئاً لا يقوى على فعل شيء يتجاهل متعمداً مخالفات الآليات والسيارات وكأن الأمر لا يعنيه لا من قريب أو من بعيد ويزداد بسط السماسرة وتجار الأراضي على أراضي الغير من الضعفاء والمساكين والموظفين بتعاون وتراض من قبل بعض المهندسين في العقار وأراضي الدولة ولم يقدم أي مهندس متورط أو نافذ مستهتر أو سمسار متهور للنيابة العامة أو المحكمة أو يتم توقيفه عن العمل وتتسع دائرة النهب والسرقة للكابلات الكهربائية في وضح النهار لتظلم شوارع رئيسة هامة وتقيد السرقة ضد مجهول، ثم تظلم شوارع رئيسة أخرى وتقيد السرقة مرة أخرى ضد مجهول وتنشط الهجرة غير الشرعية من الصومال وأثيوبيا إلى اليمن ويزداد أعداد المهاجرين في جميع المدن اليمنية الرئيسة عدن، المكلا، تعز، والحديدة والمهرة بلا رقيب أو حسيب يزدادون كل يوم كالفطر ناشرين التسول وأشياء أخرى عند كل مسجد أو شارع أو محطة بترول أو حي ويظل القلق على الوطن والأرواح والممتلكات يراود المواطن ويعتصره من الدخل بينما الغلاء يعصف الجيوب من الخارج وتزداد المعاناة والألم والمواطن في انتظار فرح جديد وعيد جديد!.. والله من وراء القصد [email protected]