انتكاسات إنسانية تعددت أشكالها وتوحدت نتائجها بحرمان اليمنيين من حق الحياة الكريمة، توالت علينا موجعات العيش حتى صرنا نرقب عن كثب نهايتنا ولو أننا لم نبدأ بالحياة الكريمة أصلاً حتى ننتهي !. نور الثورة أعمى بصائر من لا بصيرة له، جعلنا أيضاً نتعاكس وطموحاتنا من شدة الفرح وعدم الألفة على مثل هكذا أحداث تغييرية، هذه المعاكسة ولّدت تياراً ثورياً من داخل الساحات أوصل نور الثورة إلى كل المرافق والمؤسسات الحكومية، أحدث هذا الضوء ارتباكاً. مفاجأة لنا وفاجعة للنظام حين كان المشهد بعد 11 شهراً من محاولات كسر إرادة الشعب “صمود لن يكسره إلا النصر”، تأكدت لنا هذه المفاجأة حين توقيع المبادرة الخليجية، ننتقل بعد ذلك لمفاجآت تظهر تباعاً بمشهد قصاصات فنية تقذف بمخلفات النظام في أروقة ومكاتب الدولة إلى الهاوية، حرفة الانتقام التي يجيدها النظام لا نحسنها حتى ولو كنا قادرين على ذلك فقط، يتعين علينا خلع من لازال يدير بالعقلية السابقة؛ لأن زمن الظلم ولى، ومن لم يستطع معايشة زمن ما بعد الثورة فليلحق بركب المبعدين. وعد الثورة نرصده بتحركات طلاب في سن الحادية عشرة يهتفون لرحيل المدير.. لم تكن أحلامنا تصل إلى هذه الذروة من التفكير للتغيير!. موظفو الحكومة بمختلف الدوائر أغلبهم من أنصار النظام، لكن حجر التغيير وقعت في مياه الموظف الراكدة فحركته لتصل إلى موجة حرية تقذف بالأذى إلى الخارج.. بهذا المشهد نستطيع أن نطلق للغة التحدي عنانها بأن يتسلط أو يستبد بنا أحد. بعد 3 فبراير أصابتنا الحيرة حين تخلى عن النظام أغلب دعائمه الأساسية، ولحقت بركب الثورة تسير معنا وتنطق بنفس الهدف، إلا أن وعد الثورة تحقق الآن وبدا لنا واضحاً، كما أن الثورة تسير نحو النور، تكشف عن خفايا الطريق ومعوقات النصر، وتهتف لذوات الثائرين: إن الصبر زادنا، ثقة بالتغيير بقدر ما أضعف نزلاء المحاصصة بقدرة مشروعهم النازي لحرف الثورة عن مسارها، وكانت تحالفات تركة النظام شاهد عيان على قدرة الثورة أن تفي بوعدها بإخراج كل دعاة الشر من دائرة الثائرين إلى مربع الخائنين. صحيح أن تبعات الصبر ثقيلة، لكن نتائجه مرضية للجميع، ومازال الوقت أمامنا والأيام حبلى بالمفاجآت تجعلنا نؤمن بأن فساد التكوين وتشوه التطوير سينتج عنه عفن النهاية لأصحاب مشروع الجريمة؛ يقتلون أطفال ونساء صعدة ويهتفون: الموت لأمريكا وإسرائيل ؟! يزحفون بالنار على مناطق شمال اليمن كالسرطان بالجسم ويدعون لبناء دولة مدنية حديثة ؟! تتجاذبهم أذرع النظام.. يتعاطون من خلالها مال الدمار.. سمومهم تظهر بوضوح في ساحاتنا.. جرائمهم يرصدها الداخل والخارج.. يعيشون بلا هوية سوى هوية عصابات المافيا.. يتحركون بلا مشروع.. تجمعهم نار الجريمة وقبح الممارسات وهمجية المنطق.. يواجهون بلا هدف إلا عدوانية التصرف.. هكذا نشاهد ما لم نكن نتوقعه، إلا أن وعد الثورة يتحقق بين حين وآخر ليعطي أعداء الحياة الكريمة لشعب الحكمة كرتاً أحمر للخروج من ميدان التنافس السياسي الشريف لخدمة أبناء السعيدة. [email protected]