أية اسطوانة مشروخة سيظل يعزف عليها ذوو القلوب المسكونة بالحقد والكراهية ليس لشيء سوى لإشباع ما في صدورهم من غلٍ تجاه كل شيء حتى أنفسهم بعد أن وصلت قافلة التغيير إلى لحظة الإجماع التي تفجرت تحت قبة البرلمان دموعاً وطنية غالية وإجهاشات بكاء حقيقي رسمت على وجه الوطن والمواطن أبجديات الشعور الصادق بالاطمئنان على مستقبل اليمن، وقد خرجت من رحم الأزمة تلك اللحظة التي رصدها التاريخ بكل نقاء ولادة جديدة لصحوة أجد خرج على إثرها الضمير الوطني واضحاً كالحقيقة يبشر بالغد المنتظر، ويحذّر من تمادي ذوي الفهم القاصر والوعي الأناني في أنانيتهم المفرطة من أجل اليمن؟!. أقول: ما الذي تبقّى لكي يتحدث عنه فقراء الحكمة والمحبة والوفاء والتعامل الصادق مع واقع الحال الذي فرضته على الجميع الإرادة الوطنية والإقليمية والدولية وصولاً باليمن أرضاً وشعباً وحياة إلى بر التغيير المنشود؟!. إن لحظة الإجماع البرلماني على قانون الحصانة وعلى تزكية مرشح الرئاسة القادمة التوافقي الأخ عبدربه منصور هادي جاءت بمثابة الانتصار الساحق للحكمة اليمانية. إن المتتبع لمجمل الخطاب الإعلامي الذي تسمّر عنده البعض وما استطاعوا الخروج من دوائره المغلقة يدعو الجميع إلى أن يجعل من دموع رئيس حكومة الوفاق محمد سالم باسندوة حبراً جديداً للكتابة بلغة اللحظة.. لحظة الإجماع التي انطلق بها ومعها الوطن إلى آفاق المستقبل بعيداً عن الدوران في نفس المضمار الذي يكرر نفسه لغة وأفكاراً والتي لم تعد مقبولة لغذاء الروح والوجدان اليمني في وقت جلس فيها الوفاق الوطني على مائدة التنكر للذات وتغليب الصالح العام للوطن؛ إلا من في نفسه ضغينة للوطن فقد أبى. إن ما نطلبه اليوم - أكثر من أي يوم مضى - هو عودة المغرورين والمغرر بهم إلى جادة الوطن؛ لأنه ليس من المعقول أن تسير قافلة الشعب أجمع إلى الأمام وإلى عناق المستقبل ويشذ البعض بالسير إلى الوراء بوعي ودون وعي، فالوطن للجميع، ونحن أبناء يمن واحد موحد فطرنا على الحكمة والإيمان والتسامح والوفاء مهما عصفت بنا نوائب الزمن؛ إلا أن أصالتنا أكبر من أن نهون في عيون الآخرين. فلنمضِ معاً إلى فضاءات طموحات أجيالنا المتطلعة، ولنثق في أنفسنا أننا أكبر من أن يصنع منا أعداء وطننا أدوات لهدم بنياننا الوطني الشامخ أرضاً وإنساناً وحضارة وتاريخاً ووحدة وطنية راسخة في قلوبنا رسوخ إيماننا بالله تعالى وإيماننا باليمن السعيد أنه الأغلى على كل قلب يمني مؤمن بأن حب الوطن من الإيمان. فهل لدينا الشجاعة الكاملة لتغيير خطابنا الذي يغرد خارج السرب وكأنه يتلذذ بالتمرغ في وحول الأزمة ويأبى أن يمنح نفسه فرصة للمصالحة مع نفسه ومجتمعه ووطنه، وهل بمقدورنا أن نكون قوة دعم للوفاق وحكومته وللمرشح التوافقي الذي ارتضيناه وأجمعنا عليه تحت قبة البرلمان؟. أم أن أشياء مازالت في “نفس يعقوب” وهي التي تبعث على البكاء وعلى الشجاعة في مواجهة الموت في سبيل انتصار الوطن كما صرّح بذلك رئيس حكومة الوفاق محمد سالم باسندوة وهو يبكي بعيون الوطن؟!.