يزداد يقيني أن الله لطيف بهذه الأمة، وأن رحمته عليها سابغة مع عظمة الرزايا والبلاءات التي تواجهها ومع عظمة التآمرات المحيطة بها من أعداء الأمة والوطن والدين. أقول هذا وأنا أتابع تصرفات بعض الزعماء المؤمنين وتصريحاتهم التي تعمق إحساس السلام والتسامح بين اليمنيين. إذا احتربت يوماً فسالت دماؤها ** تذكرت القربي ففاضت دموعها **** أجزم بأن ملايين اليمنيين في الوطن والمهجر أجهشوا بالبكاء وهم يستمعون إلى كلمة الأستاذ محمد باسندوة أمام مجلس النواب بعد عرضه قانون الحصانة المعدل والمقر توافقياً بين القوى الممثلة بالحكومة. كان الرجل يستحضر عظمة المسؤولية التي حملها إياه الله في هذه المرحلة، ويستحضر معها الكثير من الأهواء وأصحابها الذين لا يهمهم إلا الاستمرار في محاولة إيقاع البلاد والعباد في الفتنة التي لا تخرج منها إلا مقطعة الأوصال والأرحام، مثخنة الجراح، منهكة القوى، مدمرة الإمكانات، وهم ضد كل توافق ووفاق. الأستاذ باسندوة كان مخلصاً في نظرته للأوضاع وعواقب تداعياتها إذا لم ينهض الحكماء وأصحاب الحل والعقد بمسؤولياتهم بكل تعالٍ وتسامح وإيمان وشجاعة لمداواة الجروح ودرء الفتنة. وقد أطلقت دموعه طوفاناً من دموع أهل الحكمة والإيمان اليمانيين في الوطن والمهجر.. هذا الطوفان مثل طوفان نوح يغرق به كل ما سوى المؤمنين وينجو به الأرق أفئدة والألين قلوباً، لتستوي سفينة الإيمان بالمؤمنين وحدهم على جودي السلام والأمن والإيمان بقوة الله. ***** لاحظنا الأستاذ باسندوة وكثيراً من رموز البلاد في السلطة والمعارضة في المرحلة من بعد 23نوفمبر الماضي يتصرفون بحكمة ومسؤولية بعيداً عن التهييج والإثارة، فنحتوا لهم مكانة كبيرة في قلوب الناس، تكبر مع الأمل الذي يخلقونه في مستقبل مستقر وآمن، بينما يبقى البعض بعيداً عن هذا السمو يتقلبون في دركات الشر محاولين إثارة الفتنة وإيقاف عجلة الخير والوفاق والتصالح بين الأسرة اليمنية، و”ساء ما يفعلون”. لا شك أن من يقدم بقوله ومسلكه مثالاً عالياً في التسامح والوفاق والتصالح في هذه الآونة يستأثر بحب الناس وتقديرهم له، فيما نرى المقت من نصيب أولئك الذين لا يرعون للدماء حرمة ويثيرون مشاعر وأحاسيس الثأر والرغبة في الانتقام بين الناس. نقول لبقايا المفسدين في الأرض ومثيري الفتن والطامعين في تمزيق الأمة وتدميرها: اتقوا الله واعلموا أن الله لن يغفر لكم هذه النزوات الشريرة التي تخدم أعداء الله والأمة، كما أن الناس لن يفرطوا بسلامهم من أجل هذه النزوات، ومن أراد السلامة من المقت فليصلح ما استطاع لذلك سبيلاً، فإن لم يستطع أن يصلح فلا يفسد، وهو أضعف الإيمان.. والعاقبة للمتقين. **** شكرًا لكرام هذه الأمة الذين يحملون همومها ويعبرون عن آمالها في الخير والكرامة والسلام، ولن يخذلكم الله، ولن يضيع الله أجر من أحسن عملاً، كما أن قلوب المؤمنين تبارك حلمكم وحكمتكم وصلاحكم. وصدق أخونا سهيل اليماني حين يقول: هي اليمن الميمون أرضي وأهلها ** هم القوم في إصدار رأي وإيراد إذا اشتد في ليل الرزايا بلاؤها ** تداركها المولى بلطف وإمداد عسى فرج يأتي به الله عاجلٌ ** يعزُّ بني ديني ويردي هوى العادي **** اللهم أصلح من في صلاحه صلاح للإسلام والمسلمين وأهلك من في هلاكه صلاح للإسلام والمسلمين.. آآآمين.