الهدف هو الفكرة الفاسدة وليس الأسماء التي يحتاج ذكرها إلى تحقق واستقصاء أكثر ولذلك لابأس من تجاوز التسمية بالإشارة إلى صورة تتكرر حد الظاهرة. يوم أمس دخلت مرفقاً حكومياً فإذا بعدد من العاملين فيه (معتصمين) وقد رفعوا عدداً من الأوراق المكتوب عليها مطالبهم الحقوقية. قلت للمدير العام ومعه المدير المالي ومدير شئون الموظفين: ماهي الحكاية؟، فاشتكوا من تعسف عاملين وعاملات ومطالباتهم بمكافآت ليس بمقدور القائمين على المرفق توفيرها لعائق يتعلق بالمخصص المرصود من وزارة المالية. قلت للمدير العام ورفاقه .. الشفافية ياخبرة فقال .. عملنا على أن يكون المخصص تحت أضواء الجميع، لكن المعتصمين قالوا (مالناش دعوة) حوافز يعني حوافز .. وكان مما شكاه المدير العام أن الذين واصلوا العمل احتراماً لأصحاب الحاجات من المواطنين يتعرضون للتهديد من زملائهم المعتصمين، باعتبار من يعمل يستحق التخوين. وفيما كنا نناقش الموضوع، حضر وكيل الوزارة التي يعمل المرفق ضمن تخصصها، فإذا هو يبدأ حديثه معنا بالشكوى من أنه غادر وزارته وساحتها تعج بالمعتصمين من العاملين في الوزارة لأسباب مماثلة، ولقد وجدتني أتحدث بصورة ربما لم تكن لائقة عندما علقت بالقول .. لماذا لا يذهب المدير العام لهذا المرفق إلى إقناع العاملين المعتصمين في ساحة الوزارة فيما تقوم أنت بإقناع المعتصمين هنا، فضحك الجميع وسط إحساس بمرارة المداخلة على الأخ وكيل وزارة التقيته لأول مرة. ومن غير المعروف ما إذا كانت زيارة الأخ الوكيل ستعيد المعتصمين في المرفق الإنساني إلى عملهم، أو أن العاملين في الوزارة سيغادرون ساحة الاعتصام لكن ما صار معروفاً أن الاعتصامات الفئوية لعدد هائل من عمال المرافق الحكومية تتزايد فتعطل مصالح المواطنين .. وأن الأمر بحاجة إلى وقفة جادة من الحكومة تحفظ الحقوق القانونية في التعبير عن الرأي وفي نفس الوقت تضمن عدم تعطل الحياة.. فكما أن لكل عمال مرفق حق التعبير بالاعتصام فليس من حقهم إعاقة من يعملون أو تهديدهم أو تخويفهم على النحو الذي رأيناه وسنراه.