كيف يغدو الإنسان إنساناً .. إن لم يتعثّر بفقر الدروب .. لينجو من فجائع البذخِ المصقول بترف العاطفة ! وكيف تثمر الحكايا وعداً حقيقياً إن لم نغتسل بماء الصبر .. وصدق المرافئ وهي تحتضن مدّ الوجد .. وجزر المسافات الظامئة! بل كيف تتلو الأقدار لوعتها .. والأكوان دورتها .. والأنفاس ثورتها .. إن لم تدفع الذاكرة النصيب الأوفر من صمتها وتأملها وإدراكها لكل الخطوط المتعرجة في دهاليز الحياة ! كيف ننجو من حنينٍ يختال في شرايين قلوبنا .. يهزأ بكل لغات الوفاق .. ويعْلق في مسافاتنا إلى ما لا حقيقةٍ تتسربل في طرقاتنا لنينع كما نشاء .. لا كما تشاء ذاكرة الرؤيا المعتمة ! هكذا تلفحنا الرياح بأجوبتها .. أسئلة إضافية تتخلل دهشة المتن بفواجعه .. وترحل بتفاصيله على كفّ نهدةٍ مخنوقةٍ باليباس . هكذا ترمم الرياح نوافذ الصمت .. تلوك أحداق قلوبنا فنغرق في اللاجدوى .. في اللاوعي .. في اللاذاكره .. إلا ما أسهبت في غنائه الليالي العاصفة وهي تتوالد في قلب الفجيعة .