لا عيب ولا حرج في أن يراجع الإنسان نفسه الأمارة بالسوء والفعل الذميم .. فالنفس كذلك منذ أن خلق الله آدم عليه السلام أبو البشر ، وأكد ذلك المعنى الرحمن الرحيم في القرآن الكريم .. وبالتالي فإن من الخير للجميع الخلاص من شر وضرر شجرة ( القات ) التي تدمر صحة الإنسان اليمني وحياته الاجتماعية ، وتدمر أفضل الأراضي الزراعية في ضواحي المدن وفي جبال ومدرجات وسهول اليمن السعيد ، وما تزال تنتشر زراعة واستخداماً كالنار في الهشيم .. وربما أن تعدد أضرارها يشير إلى أهمية التفكير الجدي في صحة المقولة بأن شجرة ( القات ) هي ذاتها شجرة الزقوم طعام الأثيم .. وإضافة إلى مضارها الصحية ، ومخاطر المبيدات الحشرية التي تستخدم في زراعتها بشكل مستديم .. هنالك أيضاً أضرار وانعكاسات اجتماعية لها تتسبب في تعميق بعض الظواهر والانحرافات الاجتماعية المتداخلة مع الوضع المعيشي والاقتصادي على وجه العموم .. بل وتؤثر على قدرة المجتمع وتضعفها أمام مواجهة تحديات العصر التي تعوق عملية تنمية المجتمع وتطوره ، وعرقلة مساعيه صوب التحديث ومواكبة التطور الحضاري ، وتحقيق مستويات معيشية مناسبة تليق بالإنسان اليمني المظلوم .. وعند التعرض لتلك الظواهر السلبية ، سنجد أن أهمها تفتت العلاقات الأسرية ، حيث أن تعاطي ( القات ) يخل بميزانية الأسرة ، ويشكل مزيداً من الأعباء الأسرية والمشكلات والهموم .. ومنها التدهور الصحي ، والعجز عن توفير احتياجات أفراد الأسرة التي يتصدرها الإنفاق على التعليم .. وذلك – دون شك – قد يسبب خلافات ومشكلات أسرية متعددة ، وربما يشتت كيان الأسرة ويهدد استقرارها وسكينتها ، فهل تستقيم الحياة على هذا النحو الأليم ..؟! وما يضاعف الأعباء الأسرية بصورة حادة ، ويدفع أفراد الأسرة لبعض المزالق والانحرافات الاجتماعية هو تفشي ظاهرة تعاطي القات وانتشارها في مجالس النساء دون حساب لما قد تتعرض له المرأة من أضرار تؤثر على صحتها وجمالها الرباني الذي منحها إياه الخالق المبدع الكريم .. والأسوأ أن هذه الظاهرة امتدت إلى صفوف صغار السن والشباب في سن التعليم ، وذلك يزيد الوضع سوءاً ، حيث يتعرض أولئك الأبرياء لما لا تحمد عقباه صحياً وسلوكياً ، فمن يتحمل وزر ذلك الفعل الأثيم ..؟ الكارثة الأخرى ضمن الأضرار الاجتماعية هي عمالة الأطفال ، فقد أصبح دخول الأطفال سوق العمل قبل بلوغ السن القانوني للعمل في تزايد مستمر نتيجة لزيادة الأعباء الأسرية ، وخصوصاً عندما يعتاد جميع أفراد الأسرة على مضغ ( القات ) ، فالكل به يهيم .. والأمر والخيرة لرب العرش العظيم .. ما يحزن ويحز في النفس أنه من أجل الحصول على المال يقوم رب الأسرة بدفع صغار السن للبحث عن عمل بأية وسيلة ، دون اكتراث بما يمكن أن يتعرض له الأطفال من مخاطر وذلك جُرم جسيم .. المؤكد أن ظاهرة عمالة الأطفال تمثل تحدياً صارخاً للقوانين والأعراف المحلية والدولية ، كما تشكل تهديداً خطيراً على مستقبل اليمن وكيانها وأمنها الاجتماعي الذي ينتهك بما يحدث دون صحوة من ضمير أو تدبر من ذي عقل حكيم ..!! وضمن الانعكاسات الاجتماعية لظاهرة تعاطي ( القات ) تندرج ظاهرة الهجرة سواء الهجرة الداخلية أو الهجرة إلى الخارج لتحقيق حلم جمع المال دون تفكير عقلاني سليم .. فعند سعي الشباب لمجارات عادة تعاطي ( القات ) تشتد حاجتهم للمال فيضطر كل منهم للبحث عن فرص عمل تدر عليهم أكبر قدر من المال ليتمكنوا من مواجهة تزايد الأعباء التي يسببها هذا العشب الأخضر رأس الضرر .. وحينها نشطت الهجرة الداخلية ، وكان لذلك أثره السلبي الواضح على التنمية المحلية في المدن ، أما أمر الهجرة إلى الخارج فشأن آخر .. حيث لوحظ اندفاع الشباب في طلب الهجرة إلى الخارج رغم عدم وجود الحاجة لاستيعابهم للعمل في الدول التي يهاجرون إليها ، ورغم ما يتعرضون له في تلك البلدان من مخاطر .. فهل هذا هو المستقبل الذي نرجوه للشباب الذي عكر صفو حياتهم ، وحملهم أعباء أسرية لا طاقة لهم بها ذلك العشب الأخضر ..؟! ما يزال الحديث عن سلبيات تعاطي (القات) مفتوحاً ، ولأن أضرار (الاخضري) عديدة لا يتسع المجال لعرضها بكافة تفاصيلها ، فما يزال للموضوع أكثر من بقية .. وربما يلهمنا المولى عز وجل القادر على كل شيء الرشاد ، واستيعاب تلك العبر لتكتمل القضية . رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=466739376698476&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater