إن شكل الدولة اليمنية الحديثة التي ظهرت في 22مايو1990م بسيط وموحد، ولكي لاندخل التشعبات المختلفة المتعلقة بالتعاريف التي أشرت إليها في الحديث عن شكل الدولة فإن دستور الجمهورية اليمنية قد نص على شكل الدولة في المادة رقم واحد بالنص التالي: (الجمهورية اليمنية دولة عربية إسلامية مستقلة ذات سيادة، وهي وحدة لاتتجزأ ولايجوز التنازل عن جزء منها، والشعب اليمني جزء من الأمة العربية والإسلامية) ومن خلال هذا النص الدستوري المحكم فإن مظاهر الدولة البسيطة والموحدة تتمثل فيما يلي: 1 - وحدة الدستور بمعنى وجود دستور واحد للجمهورية اليمنية يهيمن على المكونات الجغرافية والبشرية للجمهورية اليمنية. 2 - قوانين واحدة تفرض على كافة المكونات الجغرافية والبشرية للجمهورية اليمنية دون استثناء لأحد. 3 - السيادة المطلقة الواحدة التي لاتقبل التجزئة ولا التنازل وهي كاملة غير منقوصة تهيمن وتسيطر على كافة المكونات الجغرافية والبشرية ولايعلوها سلطان. 4 - الجيش والأمن الواحد وهو المؤسسة اليمنية الكبرى المملوكة للشعب كافة ويعد القوة الاستراتيجية الدفاعية. 5 - السلطة التشريعية الواحدة وغير المتعددة أو المجزأة. 6 - الحكومة المركزية الواحدة وهي أداة الدولة لتنفيذ المهام. وبذلك النص الواضح وغير القابل للغموض فإن شكل الدولة اليمنية الحديثة في الدستور الحالي موحد وبسيط، ولعل الاشارة إلى مظاهر البساطة والتوحيد قد تمثلت في العناصر الستة المذكورة بعاليه، الأمر الذي يعني خلو شكل الدولة من التعقيد والتعدد المركب، وهنا ينبغي الوقوف أمام هذا الشكل للدولة ودراسته دراسة علمية وموضوعية من أجل التعرف على العيوب والمزايا، فإن كانت عيوبه أكثر من مزاياه نوقش الموضع بجدية وتطرح الحلول التي ينبغي أن تأخذ في الاعتبار الخصوصية الجغرافية والبشرية لليمن بعيداً عن المزاجية والرغبات الفردية. إن الدراسة العلمية لما هو قائم انطلاقاً من دستور الجمهورية اليمنية الحالي يعني البحث في التطبيق العملي وفهم الممارسة على أرض الواقع للتعرف على العيوب هل هي بسبب النص الدستوري أم بسبب الفهم غير السليم للدستور، ثم هل الظروف الجغرافية والخصائص البشرية ذات التأثير الجغرافي تؤثر في الاختيار أم مجرد الأخذ بالعاطفة والرغبة في تقليد الآخرين؟ وهل بناء القوة الاستراتيجية للدولة اليمنية يتناسب مع اختيار الشكل؟ بمعنى ينبغي طرح كل الاحتمالات وأن يكون التفكير بعمق استراتيجي بعيد المدى لنتمكن من السيطرة والتحكم في بناء الدولة العصرية لليمن الجديد، وفي العدد القادم سنتناول المزايا والعيوب للشكل القائم بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك