تصرُّ روسيا على أن يتم صُنع العالم الجديد من خلال تعددية قطبية لا تقبل بها الإدارات الأمريكية المتعاقبة حتى اللحظة، فيما تتحالف الصين مع روسيا، لتشكلا معاً قوة دبلوماسية جيوسياسة عالمية ضاربة. على خط متصل تتململ أوروبا بين كماشتي التحالف الاستراتيجي مع الولاياتالمتحدة والضرورات الموضوعية المتغيّرة في العالم المعاصر، وبهذا المعنى تنشأ دوائر اشتباكات وتشابكات سياسية أُفقية تمتد من نيويورك إلى موسكو، فيما تتجوّل في مختلف أرجاء القارتين الأوروبية والآسيوية.. هنالك حيث مازالت إرادة صنع القرار الذاتي قائمة في عدد كبير من الكيانات السياسية. تلك الدول والكيانات الكبيرة في أوروبا وآسيا، ستكون في منأى عن الآثار السلبية للتجاذبات القطبية الناشئة، كما لو أنها حرب باردة من طراز جديد؛ غير أن الدول العربية المتقوقعة في مربع كياناتها المتشظية ستكون مجال الاستقطاب والتجريب الواسع للنظام الدولي الخارج لتوّه من رحم التمترس والعناد المتبادلين. الآن تتصادم أجندتا واشنطنوموسكو، وستسحبان معهما عديد المشاريع الخاصة لعديد الدول المتحالفة معهما، وسيظل الشرق الأوسط، كما كان دوماً المجال الأوسع لصراع الكبار. وكالعادة، ومن مربعها السحري الملغوم بالتآمر، ستواصل مؤسسة الكيان الصهيوني تدوير لعبتها الشهيرة؛ التلويح دوماً بأن العرب المتخلفين يريدون إزالة دولة التقدُّم والنهوض اليهودية..!!. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك