صناعة التاريخ تخليد لبوادر الخير بالخير ولا يحرص على ذلك إلا أهل الانجاز الذي يخلّد أسماءهم في أنصع صفحات المجد التي لا تُنسى لا في ذاكرة الشعوب ولا في مجلّدات التاريخ، وهنا تختلف صناعة التاريخ لدى الأشخاص، فمنهم من يصنع المجد والألق الذي يجعل منه قدوة حسنة ويترك ذكراً في صفحات التاريخ حسناً تفاخر به الأجيال، وهناك من يصنع تاريخاً سيئاً يقترن اسمه به ويترك ذكراً سيئاً ومسيئاً لا يشرّف أحداً ويجعل من ينتمون إلى صانعه يتوارون خجلاً من ذلك التاريخ ويفرّون منه فرارهم من الأجرب. ونحن اليوم في اليمن نجد هذين النموذجين، الأول يصنع صفحات الألق والعز والشموخ ويجدد ذلك المجد بقوة الاعتصام بحبل الله المتين ويختط منهجاً يبتغي فيه رضا الله ويحقن من خلاله دماء الناس وأعراضهم وأموالهم ويصبر على المكاره ويحتسب ذلك كلّه عند الله القادر على كل شيء ولا يقبل بما يمكن أن يؤدي إلى سفك الدماء وإحداث الشرخ في جسد الوحدة الوطنية التزاماً بأمر الخالق جل وعلا.. {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها، كذلك يبين الله لكم آياته لعكم تهتدون} صدق الله العظيم. نعم هذا هو النموذج الذي يستحق التخليد والذكر الحسن والقدوة الخيرة المستنيرة بنور الله الذي ضحّى بما لديه من القوة والمنعة في سبيل حماية دماء وأعراض وأموال الناس، وكلما استهدف بفعل آثم ازداد اعتصاماً بحبل الله المتين وجنّب البلاد والعباد الفتن والاحتراب الذي تخطط له قوى الشر والعدوان.. أما النموذج الآخر الذي يصنع تاريخاً أسود يكتبه بدماء البشر ويملأه بالغدر والفجور فهو الذي تجاوز فعله أمر الله واستهدف وحدة الشعب وجيشه وأمنه واستقراره، فاستباح المقدرات واستهدف أبناء القوات المسلحة والأمن ودمّر مقومات القوة القومية للجمهورية اليمنية بالأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة وتفنّن في صناعة الموت لإرعاب الأمة وإسقاط النظام والقانون وإشعال نار الفتنة خدمة لقوى أجنبية، ولم يكتف بكل هذه الجرائم بل لجأ إلى استغلال العقول الضعيفة وزرع في نفوس أصحابها الوهم ودفعها إلى أفعال الإجرام من أجل إشباع رغبة الدمار التي لا تُبقي ولا تذر، ولكن هيهات أن تنال تلك الأفعال الآثمة من قوة اعتصام صنّاع الألق اليماني وسيجاوز الحكماء هذا المخطط العدواني الذي يستهدف شرخ الوحدة الوطنية ويعملون على لمّ الشمل بإذن الله.