عندما تقول بعض القوى السياسية أنها ديمقراطية وحداثية فما هي علامات ذلك؟ وعندما تدعي أنها حريصة على الوحدة الوطنية فما الذي فعلته من أجل الوحدة الوطنية؟ وعندما تطالب بالتصالح والتسامح فما هي الأقوال التي تمارسها من أجل الوصول إلى هذا الهدف الوطني والإنساني الذي هو مطلب الشعب كله؟ إن القوى السياسية التي تسلك طريق الغاية تبرر الوسيلة غير قادرة على تقديم علامة واحدة تدلل على مصداقيتها، ففي أحداث الأزمة الكارثية كانت تنكر على الآخر وجوده بما فيه المساحة من الميادين التي يتواجد فيها وكانت تصور للعالم صغر حجمها، واليوم بعد أن سمح لها بالدخول إلى تلك المساحة تصورها بمنظار أكبر من الواقع بهدف تحقيق غايتها ومادامت على هذا الشكل من الاصرار عليه، فكيف يمكن أن تكون رغبتها في التصالح صادقة وقس على ذلك الأقوال التي مازالت تمارس في كافة الوسائط الإعلامية التي تعتمد لي أعناق الحقائق والاصرار على استخدام العنف الفكري ضد الآخرين، وهي تدرك تمام الأدراك أن ما تمليه على وسائل الإعلام لايخدم الوحدة الوطنية ولايحقق المصالحة الوطنية ، بل إن ما تفعله يثير الفتن ويخلق الأزمات ويباعد بين أبناء الوطن الواحد والجسد الواحد. إننا مازلنا في العشر الأواخر من الشهر الكريم ونتمنى أن لاتنقضي إلا وقد برهنت تلك القوى السياسية على مصداقيتها وتخلت تماماً عن نفث السموم في وسائل الإعلام وتحول خطابها الإعلامي والإرشادي غلى ناصح أمين يقدم درء المفسدة على جلب المصلحة ويعظم من شأن الوحدة الوطنية ويجسد الاصطفاف الوطني الشامل ويكف تماماً عن الإثارة والتناقضات التي ملأت الشارع وكشفها الشعب. إن أمانة المسئولية تحتم على الخيرين والنبلاء من أبناء هذا الوطن الوقوف أمام الادعاءات أياً كانت والاستفادة من عواقبها الوخيمة التي وصلت إليها القوى التي اعتمدت على منهج الغايات التي تبرر الوسيلة ثم العمل على منع تكرارها والاتجاه صوب الوطن ومصالحه العليا وتجسيد مفهوم الولاء الوطني والدفع صوب الاصطفاف الشامل الذي يعزز الوحدة الوطنية ويمنع الأنقسام والتشرذم ويقوي عناصر بناء الدولة اليمنية القادرة والمقتدرة وأن تكون خواتم الشهر الكريم عند مستوى الرحمة والمغفرة والعتق من النار والفوز الكامل برضى الله والناس أجمعين.