التعقل والتبصّر وعدم التسرّع من الأمور التي تأتي في طريق إعادة بناء الدولة اليمنية الواحدة والموحدة والقادرة والمقتدرة، والالتزام بذلك دليل أكيد على البعد الاستراتيجي الذي يعزّز من قدرات الدولة ويعطي المساحة الأكبر لإنجاز المشروعات التنموية الاستراتيجية التي تحقق للدولة مورداً اقتصادياً لاينضب، وتجعل الدولة اليمنية تتجه نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي بالاعتماد على تحديث وتطوير مواردها الاقتصادية الكبرى، غير أن الذي لاحظناه لدى بعض القوى السياسية التي دخلت في تحالفات مشبوهة أنها لاتمت بصلة إلى إنجاز البعد الاستراتيجي في تحقيق التنمية وعلى مدى أربع سنوات فإنها قد عطّلت عجلة التنمية ولم تقدم سوى الثأرات السياسية الجاهلية العمياء التي أنهكت البلاد والعباد وقضت على مفهوم التنمية وأعاقت الحياة وأقلقت السكينة العامة. إن الفوضى التي تعيشها اليوم البلاد واحدة من علامات الفشل الذي وصلت إليه تلك القوى التي التقت تحت سقف خيمة واحدة عندما قلنا إن جميع تلك القوى التي تحاول خداع العالم والبسطاء من الناس لاتجمعها أية قواسم وطنية استراتيجية وأن الجامع لتلك القوى المتناحرة هو إسقاط الدولة وتدمير البلاد والعباد من أجل الانتقام من بعضها البعض ولن تقدم أي مفيد نافع لا للبلاد والعباد ولا للعالم بقدر ما تزرع الحقد والكراهية وتثير الفتن وتعيث في الأرض فساداً، ولعل مايدور اليوم من الفوضى لايختلف عن ما كان في 2011م الأمر الذي يجعلنا نكرر الدعوة إلى كل عقلاء اليمن من أجل مراجعة العقل والانطلاق من الحكمة والاعتماد على الايمان بالله رب العالمين والاتجاه نحو وحدة الصف الوطني والعمل على تحديد برنامج تنفيذي مزمن لإنجاز المعالجات الوطنية اللازمة للاختلالات التي شلّت كيان الدولة وعطّلت الأجهزة والمؤسسات الدستورية وفرضت الفوضى التي لايستفيد منها غير أعداء اليمن الذي لايروق لهم أن يكون اليمن قوياً وواحداً وموحداً، لأن التفريط في الوحدة الوطنية سيكون عاراً على كل اليمنيين الأحرار الذين يتوقون لإعادة بناء وإعمار اليمن الواحد والموحد، ولايجوز التفاخر بالانتقام من بعضنا بعضاً على حساب قوة بناء الدولة اليمنية الحديثة. إن محاولات الإثارة والتصعيد المتبادل من بعض القوى التي عشقت السلطة لن يخدم اليمن على الاطلاق وليس أمام الجميع غير الجلوس على طاولة الحوار من أجل وضع برنامج تنفيذي مزمن لإنجاز الاصلاحات الوطنية التي يتم الاتفاق عليها والعمل على ترسيخ مبدأ الولاء الوطني والكف المطلق عن إحياء الولاءات الضيقة، لأنها ضد السيادة الوطنية ولاتخدم غير أعداء الوحدة اليمنية، فإذا توفرت النوايا الصادقة فإن الفرصة مازالت متاحة لإنجاز مشروع وطني نهضوي متكامل بإذن الله.