في الأخير تم تكليف رئيس للحكومة وهو الأستاذ المهندس خالد بحاح؛ لا يسعنا إلا أن نبارك هذا التعيين لأننا نريد من خلاله كشعب أن نحافظ على ما تبقّى من سقف الدولة وهيكلها على أمل عودة الحياة وإخراجها من الإنعاش. والدولة عندنا تعني الكثير, إنها تعني اليمن، وتعني الشعب، وتعني الاستقرار، وتعني قارباً للعبور وسفينة للأمان والتقدّم والحياة, سنبقى نبحث عن الدولة حتى تولد بصورة صحيحة، مشكلتنا أن الدولة سابقاً اختطفت، ويقولون لنا «دولة» ويلتهمنا شعباً ووطناً وثروة..!!. سنبحث عن الدولة المدنية دون كلل أو ملل؛ ما يجري من دوامة تهون لو خرج اليمنيون إلى اتفاق لبناء دولة وطنية بمعايير وطنية وليست مناطقية ولا فردية ولا طائفية ولا شللية، سيكون هذا العك والعجين أمراً هيّناً بل أسلوب وطني طالما وهو سيفضي إلى بناء دولة تنقذ اليمن. يكفي اليمنيين مناطحة الثيران وأسلوب «الغلبة» لأنها دوامة لعينة تدور على كل رأس؛ وفي النهاية يفقد الوطن والشعب كل شيء، حاضره ومستقبله كما فقد ماضيه وأسوأ. رئيس الحكومة كُلّف باتفاق حسناً على رئيس الوزراء أن يعرف أنه جاء في لحظة تاريخية يقتضي منه أن يكون على قدر المسؤولية والتحدّي، عليه أن يعرف أنه مكلّف من الشعب اليمني ومن أجله، عليه أن يلتفت إلى استرداد هيبة الدولة. ويعمل بجد لإعادة الاعتبار إلى الجيش والأمن والدولة عليه أن يلتفت إلى حق المواطن وحرّيته الشخصية في الأمن والسكن والوظيفة والحرية، فهذا المواطن هو هدف الحكومات، والحكومات التي تذهب لتنفيذ أجندة خارج أجندة الشعب ومصالحه هي حكومات خائبة وتنتهي بالخيانة بشعور أو دون شعور. نحن في ظرف يقتضي حكومة مهنية تعمل على محورين:المحور الأول الحفاظ على مصالح الناس والخدمات العامة، والمحور الثاني المهم هو العمل على سرعة المضي لتنفيذ العملية الانتقالية بموجب وثيقة مخرجات الحوار المجمع عليه من اليمنيين وبحزم لا يقبل المساومة أو المجاملة، وإذا تعثّر هذا المسلك فعلى الحكومة ورئيسها أن يصارحوا الشعب، ولا يلتفتوا إلى أحد ويكون شعارهم إما المُضي في إنجاح العملية السياسية وتنفيذ مخرجات الحوار أو المكاشفة والمصارحة أو حتى الاستقالة, فحكومة تذهب بعيداً عن إنجاح العملية السياسية وتنفيذ مخرجات الحوار وإنهاء المرحلة الانتقالية هي حكومة خائبة فاشلة لا بل ستكون خائنة، ولخيانة الأوطان صور شتّى منها الارتهان إلى مراكز قوى ومنها الإعاقة ومنها الانحراف عن المسار. يكفينا انحرافاً، والإبحار بعيداً عن خطة مزمّنة للانتقال الآمن، فكل ما جرى كان بسبب هذا الإبحار بعيداً إلى الجحيم بدوافع صغيرة بل قل حقيرة. على الحكومة ورئيسها أن يبحروا بهذا الشعب إلى بر الأمان، وأن يتحوّل الاتجاه 180 درجة، فنحن بهذا الاتجاه الراهن نبحر إلى الجحيم ونكاد نسقط في القاع الملتهب، ومهمّة الجميع وعلى رأسهم الحكومة ورئيسها هي مهمّة إنقاذ البلاد من هذا الاتجاه نحو الكارثة قبل فوات الأوان. [email protected]