على مدرجات ملعب الملك فهد في الرياض رسمت الجماهير اليمنية لوحة بديعة فائقة الجمال تحدثت عنها صحف الخليج بتعابير مختلفة يجمعها جملة تعجبية كبيرة، اليمني يعشق وطنه بلا مقابل!! حضر اليمنيون صِغَارًا وكباراً من كل أنحاء المملكة لأجل اليمن المتجسد في المنتخب الوطني، أكثرهم بل غالبيتهم لا يعرفون شيئاً عن الرياضة وترتيباتها وغاية ما يحلمون به التعادل لمعرفتهم بالوضع المعيشي للمنتخب الذي لا يختلف عن الوضع المعيشي لملايين اليمنيين، وهذا ما صرح به أحد نجوم المنتخب: عبدالواسع المطري قائلاً: إن الشباب اليمني يملك الكثير لولا الأوضاع السياسية التي أبت وتأبى أن تستقر. سجل جمهورنا مواقف وطنية - رفع لها الآخرون قبعاتهم - كلٌ بما يستطيع من حياكة الأعلام إلى ترتيب وتنظيم الجماهير إلى النشاط الإعلامي في وسائل التواصل الاجتماعي. وفعلها المنتخب الصغير الذي لا يملك الخبرة بحسب المحللين الرياضيين وخطف النقطة الأولى والثانية من منتخبات تعيش حياة فوق الكريمة ويتم تدريبها في أندية عالمية وعانق منتخبنا جمهوره وفي العيون دموع الفرح مخلوطة بحزن كبير، يردد الجميع: ليتنا نبهر العالم في السياسة أيضاً، ليت النخبة السياسة تهدينا ذات الفرحة التي أهداها لنا هذا المنتخب المتألق. سُعدنا جميعاً لهذا الحضور وللمشاعر الصادقة والأنيقة، إلا أن ما أحزنني كثيراً هو السؤال الذي لم يجد له شعبنا إجابة منذ أكثر من نصف قرن هو عمر الجمهورية التي يفترض أنها جاءت بالتقدم والرفاه، السؤال الحزين هو لماذا يضطر هذا العدد الكبير من اليمنيين للاغتراب؟! ونحن بلد نملك موارد طبيعية ضخمة وموقعاً جغرافياً هاماً ونملك هذه الثروة البشرية التي كان ينبغي أن تُستخدم في تنمية الوطن وتطويره. متى سيحترم السياسيون هذا الشعب الكريم النقي المعطاء المحب لوطنه في أحلك الظروف ويهدونه فرحة السلام، فرحة الدولة الحديثة؛ ليعود إلى وطنه ويعيش كريماً بين أبنائه بدلاً من هذا الشتات؟! إلى متى سنبقى: «يمانيون في المنفى ومنفيون في اليمنِ»؟! كما قال شاعرنا العظيم البردوني. [email protected]