«لقد كان عاماً رائعاً، شكراً على كونك جُزءاً منه» بهذه العبارة الفيسبوكية يزيّن أعضاء مواقع التواصل الاجتماعي “الفيس بوك” صفحاتهم فرحاً بانتهاء عام 2014م الرائع حسب عبارة “فيس بوك”. هاهو العام 2014م لفظ ساعاته الأخيرة وأيامه ولياليه الطوال التي طالت حتى أوشكنا على القول إن ليس لها براح لكثرة ما صنع فينا هذا العام من جراح لن تندمل بسهولة، وطعنات غادرة لن تمحوها الأيام والسنون القادمة، ولن تغفر لنا الأجيال القادمة على ما فرّطنا فيه في 2014م. تستفزني كثيراً هذه العبارة الفيسبوكية، ولا أدري سبب إعجاب البعض بها والتباهي بالعام الرائع، أي عام رائع هذا والفوضى تضرب وتعم البلاد، فوضى سياسية، تقودنا نحو الضياع والمجهول، عبث نخبوي صادم وصامت لا يمكن تصديقه، أي عام هذا الذي كان رائعاً والوطن الذي يحتضننا فقدناه بممارستنا «المكايدات الحزبية والعداء للآخر وإقصائه ومحاولة اجتثاثه»..؟!. ليس الوطن - فقط - الذي يكاد أن يضيع من بين أيدينا؛ بل لقد ضاعت القيم والأخلاق، وعُرى المجتمع والسلم الاجتماعي تتفكك وتنهار، أي عام رائع هذا وآلة الموت والإرهاب تحصد الأرواح، وتعبث بالأمن والاستقرار، وفوضى السلاح تقود الوطن نحو الاقتتال الذي يُريد له الأعداء أن يلبسوه عباءة الطائفية..؟!. أي عام هذا الذي كان رائعاً وصرخات القتل والموت لنا كيمنيين وليس غيرنا أحد يُقتل؛ تعلو في كل مكان، وأدوات الانتقام والفوضى تهدم الحاضر والمستقبل، وصيحات القوّة والسلاح تعلو على أصوات المحبّة والتعايش والسلام..؟!. حين أطلّ 2014م لم يكن أحد يتصوّر أن يصل بنا الحال إلى وضع كهذا، بل كنّا نحلم في أن تتحقّق مخرجات الحوار الوطني، ونتمكّن من بناء دولة مدنية، ديمقراطية تلمّ شتات تبعثرنا وتفرُّقنا السياسي والاجتماعي وتحافظ على وطننا من التمزُّق وهوّيتنا من الضياع، ولكن لم نعلم ما يخبئه لنا 2014م من أحداث وتقلّبات، فلم نفق إلا على لغة السلاح تغتال أحلامنا بالأمن والسلام، ومساحات الفوضى والهمجية تتسع، ورائحة الموت تنتشر في كل مكان لصالح ميليشيات القتل والإجرام، فيما هيبة الدولة ونفوذها يتقزم ويضيق..؟!. لقد كان عام 2014م عاماً سيئاً وليس رائعاً يا “فيس بوك” شيئاً بكل معاني السوء، مليئاً بالجراح والآلام، فقدنا فيه وطناً كنّا أقرب إلى البناء منه للهدم، وكنّا كيمنيين قادرين على أن نعيش ونتعايش فيه بأمن وسلام لولا أن يد الفوضى ولغة السلاح كانت أمضى، لقد كنت عاماً سيّئاً يا 2014م، فارحل عنّا، فلم تكن جزءاً منا ولسنا جزءاً منك، لقد كان عام القهر بامتياز. رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر