ساعات وينتهي العام الحالي الذي لم يختلف كثيراً عن الأعوام السابقة، عام حمل إلينا الكثير من الحزن والألم، عام تعرّضنا فيه إلى الصدمات تلو الصدمات، عام لم يكن رحيماً بنا كما لم نكن رحيمين بأنفسنا، رحل عنّا الكثيرون من الأحبّة، وتقاسمت الأطماع والمصالح أرواح الأبرياء كما تقاسمت هذا الوطن..!!. ربما يعتبر حدث الاختفاء المثير للطائرة الماليزية في 8 مارس والتي غادرت مطار كوالالمبور ولم تصل إلى وجهتها المفترضة وهي العاصمة الصينية هو الحدث الأبرز لعام 2014م، فاختفاء هذه الطائرة ظلّ لغزاً مثيراً ومخيفاً ولاسيما في ظل ثورة علمية رهيبة وفي ظل وجود أقمار اصطناعية يُفترض أنها تراقب وتسجّل حتى أدق التفاصيل؛ عدا هذا فجميع ما حدث متشابه، فالقتل والدمار بكل الأشكال وتحت كل المبرّرات ظل وسيظل يحدث في كل السنوات طالما أننا لم نعِ أو نستوعب معنى وفضل السلام وطالما هناك قطبان أحدهما قوي والآخر ضعيف. كان عام 2014م عاماً مظلماً للكثير من الدول التي لايزال فيها الصراع قائماً «سوريا مثلاً» ودول لاتزال تحصد الأرواح بشكل شبه يومي «العراق على سبيل المثال» ودول أخرى فشلت في أن تنأى بنفسها عن الصراع المسلّح «ليبيا نموذجاً». أما اليمن؛ فيمكن أن نختصر ما حدث فيها ب«سقوط الوطن» سقطت اليمن وسقطنا معها، وأصبحت رائحة الدماء تختلط مع رائحة بارود العبوّات الناسفة، وصرنا نسمع دوي الرصاص وسقوط قذائف ال«آر بي جي» أكثر مما نسمع صوت زغاريد الفرح..!!. انتهى العام أو شارف على الانتهاء ولاتزال قلوبنا مجروحة والدموع لاتزال تُذرف من مآقينا على جنود تم ذبحهم وأطفال اغتيلت براءاتهم ووطن ما عاد يصلح للعيش الآدمي. فلترحل أيها العام غير مأسوفٍ عليك؛ كنت بخيلاً حينما أعطيتنا القليل من الفرح وكريماً حتى البذخ وأنت تعطينا الألم والقهر على وطن نشهد اليوم ضياعه ونقف عاجزين سوى من الدعاء والبكاء. [email protected] رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر