الانتهازية واستغلال المواقف ومحاولات الصيد في المياه العكرة من صفات النفعيين الذين تجردوا من كل القيم الوطنية وباتت الغاية لديهم تبرر الوسيلة، ولانريد أن نكرر القول إن النفعيين مصيرهم الفشل لأن واقع الحال يقول ذلك أما الموطنون الأحرار الذين يؤمنون بقدسية الولاء الوطني لايمكن أن تؤثر فيهم الاغراءات أو الوعيد، لأنهم وطن لايقبل المساومة، ومن كان بحجم الوطن وقوة الإرادة الشعبية التي تستمد قوتها من الإرادة الإلهية التي لاغالب لها على الإطلاق فإن ثباتهم على المواقف والمبادئ والقيم الدينية والوطنية والإنسانية سيظل ثابتاً لاتؤثر فيه عوامل التعرية مهما كانت قوتها. إن قول الحقيقة والاصرار عليها والالتزام بها من صفات أولي البأس الشديد الذين لاتلين لهم قناة ولايعرف اليأس طريقاً إلى قلوبهم وأفئدتهم ونفوسهم، لأنهم طهور وطاهر ومطهر، ومن كان بتلك النظافة والنزاهة فإنه لايخشى إلا الواحد القهار الذي بيده كل شيء، ومن كان هذا هو إيمانه وقوة إرادته فلايجوز بأي حال من الأحوال الاقتراب منه، لأنه في حمى الخالق ومن كان في حمى الخالق جل جلاله فلا بأس عليه. نعم مهما تزاحمت الشرور وكلما اختفى شر جاء شر بداله فإن ذلك لايغير في نفوس النبلاء ولايقترب من قلوبهم ولا أفئدتهم لأنهم اكثر اعتصاماً بحبل الله المتين، ومن أجل ذلك نقول الحقيقة مهما كانت مرة لأن قول الصدق نجاة ومخالفته مهلكة، وقد حذرنا مراراً وتكراراً من عدم تحري الصدق والكف عن العبث واللعب بالنار ولكن لاحياة لمن تنادي، ومع كل ذلك سنظل نقول الحق من أجل الوطن اليمني الواحد، هذا لايقبل غير ذلك على الاطلاق. إن من باب التذكير الإشارة إلى الذين أصابهم الكبر والغرور فوقعوا في مستنقع إرتهانهم رغم أننا لم نقصر في قول الحقيقة والالتزام بالصدق، ولذلك على الذين أصابهم الكبر والغرور من بعد ذلك أن يدرسوا تلك الأحوال المأوساية ويأخذوا منهم العظة والعبرة ويكفوا كلية عن إيذاء الوطن وأن يدركوا أن استعباد البشر والانتقاص من قوة إرادتهم دليل على الغرور والكبر ومن يشعر في نفسه بذلك المرض فإن عليه العودة إلى جادة الصواب، لأن اليمن بلد الإيمان والحكمة وماقال ذلك رسول الله(صلى الله عليه وسلم) من ذاته ولكنه وحي يوحى فلا تتجاوزوا الحدود ولاتركبوا موجة الغرور ولاتقفوا ماليس لكم به علم، لأن حياة الشراكة الوطنية الواسعة هي المنهج الذي ينبغي أن يسود في يمن الإيمان والحكمة بإذن الله.