- أبحاثي في أمراض الشيخوخة والأعصاب وأحاول إيصالها إلى اليمن للمعرفة ونشرها بين الناس - اقترح تحويل مؤسسة البحث العلمي اليمنية إلى مؤسسة داعمة للأبحاث والباحثين - في اليمن عقول إبداعية والمطلوب توفير المناخ المناسب لها وإعمالها فيما هو مفيذ مع أنه لم يزل شاباً يانعاً إلا أن ملكاته العقلية تجاوزت فيما اأتجته سبقاً علمياً نادراً ودقيقاً في مجال الكيمياء تجاوز مستوى سنه هذا ليصبح رمزاً في عالم الكيمياء على مستوى العالم إنه العالم الكيميائي اليمني هلال أحمد ناجي الأشول من مواليد مدينة تعز عام 1973م درس في محافظة تعز حتى الصف الثاني الثانوي وأكمل دراسته الثانوية في الولايات المتحدة الأمريكية ثم الجامعية وحصل على شهادة البكالوريوس في مجال الكيمياء ، ثم واصل مشوار دراسته العليا في هذا المجال حتى نال الدكتوراه ، لينتقل بعد ذلك إلى مرحلة ما بعد الدكتوراه في مجال الكيمياء والمتمثلة بتمكنه من انجاز أول باكورة أعماله البحثية في مجال (مرض الشيخوخة) وكان هذا أول بحث علمي على المستوى العالمي يصدر عن أحد مراكز الأبحاث في مدينة نيويورك للعالم الشاب اليمني الأصل والذي استطاع انجازه خلال عام واحد فقط .. وعبر من خلال هذا البحث إلى مدينة «هارفيرد» الأمريكية ليعين كأول استاذ باحث في قسم الأعصاب في أكبر اكاديمية علمية .. «الجمهورية» أجرت حواراً مفتوحاً وصريحاً مع العالم الكيميائي هلال الأشول .. وفيما يلي نص الحوار : دعم العلماء اليمنيين بداية نوود من خلالكم تسليط الضوء على أهم أهداف الجمعية اليمنية العلمية في أمريكا ومراحل تطورها وإنجازاتها منذ فكرة انشائها قبل سنة ونصف وطبيعة الخدمات التي تقدمها الجمعية للمبدعين اليمنيين في الداخل والخارج؟ الجمعية اليمنية في الولايات المتحدة الأمريكية للعلماء والمهندسين اليمنيين هي جمعية حديثة العهد أنشئت قبل سنة ونصف ، حيث بدأت فكرتها بسيطة عندما تم تأسيسها من قبل أربعة أشخاص ، ثم تطورت حتى أصبح أعضاؤها اليوم أكثر من 124 عضواً .. والجمعية ليس لها أي نشاط بحثي وتهدف إلى الدعم والرقي بمستوى العلم والتعليم العالي للجاليات اليمنية في الولايات المتحدة الأمريكية ، كما تهدف الجمعية وبشكل رئيس إلى دعم ومساعدة العلماء والمبدعين اليمنيين في الجامعات اليمنية وتكون شبكة تربط العلماء اليمنيين في الداخل مع أقرانهم في الولايات المتحدة الأمريكية بحيث أننا كعلماء يمنيين في الخارج نساهم في إكمال النواقص والبحث العلمي باليمن من خلال وسائل متعددة منها دعم الجامعات اليمنية بالكتب الحديثة التي تغطي حاجاتها والتي لم يمر على تأليفها أكثر من أربع سنوات فقط. والجمعية بصدد ارسال أول شحنة من الكتب إلى عدد من الجامعات اليمنية والتي يبلغ عددها 17 ألف كتاب قيمتها 800 ألف دولار وتقدر تكلفة شحنها إلى اليمن بقرابة 20 ألف دولار ستتحملها الجامعات اليمنية التي سوف تستوعب هذه الكتب .. أما الكتب نفسها فهي مجانية حصلت عليها الجمعية اليمنية بأمريكا للطلاب اليمنيين في الجامعات اليمنية غير قابلة للبيع. أمراض الشيخوخة ما طبيعة ونوع البحث العلمي الذي قمت به ومثل باكورة أعمالك البحثية ..وفي أي المجالات ؟ مجال الاختصاص البحثي الحالي هو أني أقوم بأبحاث عن أمراض الشيخوخة ونحن في الجمعية نحاول أن نوصل مجالات هذه الأبحاث إلى اليمن بغرض المعرفة ونشرها في أوساط الناس .. وبالإضافة إلى ابحاثي عن مرض الشيخوخة الذي يصيب الإنسان بعد سن ال 65 وهو المرض الذي يبدأ بفقدان الذاكرة ولدي بحث آخر عن مرض الأعصاب ويتعلق بالحركة كالمرض الذي أصاب محمد علي كلاي الملاكم الشهير ، وأبحاثي في هذا المجال تتركز على عنصرين أولوهما هو معرفة أسباب المرض والعنصر الثاني هو استغلال هذه المعرفة لإيجاد أدوية فعالة لهذا المرض. أبحاث في سيوسرا حسب علمنا أنكم تتهيئون حالياً لمغادرة مدينة «فون فورت» الأمريكية إلي سويسرا .. ما طبيعة هذا الرحلة .. ولماذا ؟ فعلاً حصلت على دعم متميز للذهاب إلى سويسرا حيث قد تمكنت من البدء بتكوين فريق العمل لإجراء أبحاث في سويسرا لمدة ثمان سنوات بعدها سيتم تقييم هذه الأبحاث في الولايات المتحدة الأمريكية وبحسب نسبة النجاح التي ستحققها هذه المجالات البحثية التي سنقوم بها في سويسرا سيتم مواصلة الدعم لها حتى تحقق أهدافها التي نتوخاها منها. الدعم الكافي للباحثين ما الذي تقترحونه للنهوض بمستوى الأبحاث العلمية باليمن؟ اقترح تحويل مؤسسة البحث العلمي اليمنية إلى مؤسسة داعمة للأبحاث والباحثين اليمنيين في الداخل وأن يخصص لهذه المؤسسة ميزانية معينة من ميزانية الدولة السنوية وان يعطى الباحثين في الجامعات الدعم الكافي لتقديم مشاريع ابحاثهم ، بحيث يتم تقييم ومراجعة هذا الأبحاث من قبل لجنة خارجية بشرط أن لا يكون هناك أي تقييد لحرية أهداف هذه الأبحاث وبهذه الطريقة يمكننا في اليمن أن نخرج من هؤلاء عشرات بل ومئات العلماء الجادين ممن لديهم الطاقة والتصميم على الدفع بعملية الأبحاث العلمية إلى ميدان المنافسة في هذا المجال على المستوى الدولي. 400 براءة اختراع أدوية من وجهة نظرك كعالم .. إلى ماذا تعود الأسباب في حرمان العالم العربي من امتلاك براءات اختراع تكنولوجي وهي سياسية اقتصادية إبداعية تعليمية ؟üüلا أعتقد أن السبب هو غياب القرارات الإبداعية في امتلاك حقوق براءات الإختراع التكنولوجي ولكن السبب الرئيسي يكمن في غياب التقرير الكافي من قبل المجتمع لأهمية العلم في تنمية المجتمع اقتصادياً والتنمية المستمرة اذ أننا نحن في العالم العربي عموماً واليمن خصوصاً ومن خلال هذه الأبحاث هدفها الأول والأخير تنميتنا فنحن سنقوم بعمل براءات اختراع تكنولوجي ويكفينا هنا مثلاً دولة كوبا وهي ليس أقل حال من اليمن رغم ذلك نجدها أيضاً محاصرة اقتصادياً ودوائياً وغذائياً من قبل الولايات المتحدة الأمريكية إلا أنها ورغم هذا كله استطاعت هذه الدولة أن تعمل لنفسها مكاناً منافساً في طريق البحوث العلمية وأصبحت تملك الآلاف من براءات الاختراع ومنها 400 براءة اختراع في مجال الأدوية. العودة إلى الأوطان ماهو تقييمكم لحجم الخسائر التي يمكن أن تنجم عن رحيل هذه الأدمغة الإبداعية عن بلدانها ؟ قد يمكن للمهاجر أن يجد وسائل تمكنه من إنجاز علمي في بلد الاغتراب ثم يعود إلى بلاده ويطبق نفس هذه التجربة وإذا نظرنا على سبيل المثال إلى الهند والصين حيث أن أعداداًكبيرة من أبناء هاتان البلدين قد هاجروا إلى أمريكا ونتيجة ذلك بدأنا نلاحظ في السنوات الأخيرة بأن نسبة كبيرة من هؤلاء المهاجرين يعودون إلى بلدانهم مما جعل الصين تعيش فترة انتعاش اقتصادي وكذلك الهند وقد أصبح نتيجة لذلك أن الاقتصاد الصيني يزداد كل سنة بنسبة من 8-10 وبدأت مراكز الأبحاث العلمية في الصين تهيئ مناخاً لهؤلاء العائدين وأعتقد أن أي مهاجر يفضل العودة إلى بلده مسقط رأسه وأن كانت الفائدة المادية في الخارج أكثر .. إلا أن المغترب يدفع ثمن ذلك من عمره وسعادته التي لا تكتمل إلا باكتمال انتمائه إلى وطنه وعيشه بين أهله في أرضه ووطنه وإذا أردنا أن يعود المهاجر إلى وطنه يجب أن نهيء له المناخ المناسب لعمله وعلينا اليوم في الوطن العربي استثمار عنصري الصحة والعلم وهما مكملان لبعضهما حيث أننا باستثمارنا للعلم نستطيع أن نوجد الكادر القادر على عمليات البحث العلمي وتطويره وتحويله من بحث في العمل إلى سلعة دوائية تشفي الناس وإلى سلعة غذائية يأكل منها الناس. لايوجد تقدير مجتمعي هل بإمكان النخبة العلمية في اليمن مصارعة تحديات الواقع المريرللبحوث العلمية والخروج بنتائج بحثية جيدة على المدى القريب؟ في اليمن هناك نخبة موجودة وقادرة على مصارعة الواقع والخروج بأبحاث جيدة إلا أن البعض لا ينظرون إلى هذه الأبحاث بجدية ومازال البعض منهم يجهل فوائدها على المدى القريب والبعيد وهذه هي مع الأسف مشكلة الأبحاث العلمية ليس في اليمن فقط بل وفي الوطن العربي كله وهو أنه لايوجد تقدير على مستوى المجتمع بقيمة وفائدة الأبحاث العلمية حيث أن المجتمع العربي تعودنا أن تغطية مائة ريال مثلاً ونحن عارفون وهذه هي طريقة ربح مباشر من هذا المبلغ وهذه هي طريقة الاستثمار في العالم العربي وهذا عكس الاستثمارات العلمية تماماً، حيث أن الاستثمار في البحوث العلمية طويل المدى ويتطلب بعد نظر ونفساً طويلاً وشيئاً يأخذ فترة طويلة. وقد يكون هناك يمنييون من لديهم القدرة على الابتكارات ولكن يحتاجون إلى من يحتضنهم ويرعاهم ويحمي ابتكاراتهم ومخترعاتهم هذه وأنا أرى أنه من واجب الحكومة أن تقوم ببناء مؤسسة تحت اسم حماية الحقوق الفكرية ورعاية وتنمية الابتكارات للمبدعين اليمنيين وأن تكون هناك لجنة علمية لعمل دراسات بحثية لهذه الابتكارات وأنا أرى أن لدينا في اليمن عقول إبداعية ومستنيرة وكذلك هناك خبرات يمنية علمية مجربة ولا ينقصنا إلا توفير المناخ المناسب لهذه العقول وإعمالها فيما مناخاً هو مفيد وتشجيعها لمزيد من الابتكار والإبداع في شتى المجالات فاليمن بلد الحكمة والحكمة ليست غائبة عن جيلنا الحالي فاليمن فقط تحتاج لى بناء مجتمع يتمتع أفراده بسلوك حضاري وعلمي وغرس قيم العلم والمعرفة على مستوى الأسرةوالمدرسة وتحبيب الأبحاث العلمية لدى كافة أبناء مجتمعنا وتوضيح فوائد وأهمية الأبحاث العلمية لديهم من الصغر. مسئولية عامة ماهي أولويات الأبحاث العلمية التي يجب تمويلها ودعمها في اليمن خصوصاً والوطن العربي بشكل عام ؟ في اليمن أولويات لتوظيف البحث العلمي مثلاً أننا لا يمكن أن نطالب الحكومة بتقديم مليوني دولار لعمل أبحاث ودراسات عن أمراض الشيخوخة وهي ليست أولوية ، ولكن لدينا أولويات تتمثل في أمراض الكبد وأمراض السرطان ثم بعد ذلك يمكن لنا أن نطمح بإجراء أبحاث تتعلق بالشيخوخة وبفعل كهذا سيرى المجتمع فائدة هذه الأبحاث وسيدرك أهميتها من خلال ما لمسه من فوائدها والأبحاث العلمية في جميع الدول تلعب دوراً في رسم سياسة الحكومة وتخطيطها الميداني في المجتمع وأما إذا دعمنا الأبحاث لكي يقال علينا أننا حضاريون ندعم الأبحاث العلمية فقط دون العمل على الحصول على نتائج يتم تطبيقها على الواقع فإنه وفي حالة كهذه أعتقد لا داعي للأبحاث العلمية التي لا تترجم نتائجها على الواقع العملي. وأنا هنا لا أتكلم عن اليمن بصفة خاصة ولكن أتكلم عن الوضع العربي كله والمسؤولية لا تقع على العالم وحده ولا على الحكومة العربية وحدها أيضاً حيث ان تطوير الأبحاث العلمية مسؤولية عامة على المجتمع والعالم والحكومة والقطاع الخاص والمختلط حيث أن فوائدها تشمل الجميع ولا تنحصر في مجموعة من الناس دون الآخر أو على مؤسسة دون أخرى مهما كانت وظائفها في الحياة. وفي هذا السياق أنا أدعو حكومة الجمهورية اليمنية أن تضع في أولويات برامجها وخططها الاستراتيجية الأبحاث العلمية كأساس لتحقيق الأهداف القومية الاقتصادية الثقافية الصحية وكافة مجالات التنمية الشاملة التي نشهدها جميعاً اليوم. ولابد أن تتكاتف الجهود الوطنية من أجل النهوض بالوطن ونقله إلى عالم المعلومات الحقيقية الهادفة.