في عام «1996» أصدرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو» تقريرها حول التعليم بعنوان «التعليم ذلك الكنز المكنون» وقد أعدّ هذا التقرير اللجنة الدولية المعنية بالتربية للقرن الحادي والعشرين برئاسة «جان ديلور»،وتضمن التقرير أربعة مبادئ أساسية للتعليم هي: التعليم للمعرفة. التعليم للعمل. التعليم للعيش مع الآخرين. التعليم لنكون. وانطلق واضعو التقرير من تقديم الواقع التعليمي في ظل التطورات التي يشهدها العالم في مختلف المجالات، وفي ضوء أهداف التنمية، ومتطلبات القرن الحادي والعشرين، وبناءً على ذلك جاءت هذه المبادئ من أجل تطوير التعليم وتجويد مخرجاته، بما يواكب تطورات العصر ومستجداته في جميع الجوانب ويتناسب مع أهداف التنمية ويفي بمتطلبات القرن الحادي والعشرين، وهذه المبادئ تعمل مجتمعة، وتسير جنباً إلى جنب ويكمل كل منها الآخر. ان التعليم للمعرفة يعني تعلم كيفية التعلم، وحينما نلقي نظرة على واقعنا وفق هذا المنظور نرى أن هذا المبدأ هو السائد على بقية المبادئ، وفي الوقت نفسه اختزل، إلى مبدأ تعليم «للامتحان» ويقوم على الحفظ والتلقين، والشواهد في ذلك كثيرة، فالمقرر المدرسي مصدر المعلومة والمعرفة للمتعلم، والالقاء «المحاضرة» طريقة التدريس الشائعة، والسبورة الأكثر استخداماً، والامتحانات وسيلة التقويم للمتعلم، والمعلم مركز العملية التعليمية وقوامها، ووسيلة المعارف والمعلومات إلى المتعلم، والمتعلم متلق، ومخزن للمعلومات والمعارف، يحفظها ليسترجعها أثناء الامتحان. وقد أدى ذلك إلى وأد الابداع لدى المتعلم، وهزمه نفسياً، وحطّم تفكيره ،وصار كل همه في كيفية الحصول على وثيقة تشهد له بالنجاح، وهذا لايتفق مع مبدأ التعليم للمعرفة، ولايستقيم مع محورية المتعلم في العملية التعليمية، ولايستفيد من تعدد وسائل المعرفة، وتنوع مصادرها وتقنياتها الحديثة، كما لايتناسب مع ما ننشده من تطور ونهضة اقتصادية واجتماعية. ولذلك فالواجب يقتضي قيام الجهات المسؤولة وذات العلاقة بتخليص مبدأ التعليم للمعرفة مما التصق به من الافكار والمفاهيم والممارسات التي أعاقت حركته وحوّلت مساره، وافرغت محتواه، وافقدته أثره، فهو الأساس في العملية التعليمية، وإليه تستند المبادئ الثلاثة الأخرى. - أستاذ التربية جامعة تعز