دشنت أمس بمركز الدراسات والتدريب المعماري فعاليات الندوة الوطنية حول أهمية التراث الثقافي “التطوير الحضري بمشاركة المجتمع المحلي” والتي تنظمها الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية بالتعاون مع المؤسسة الألمانية للتنمية خلال الفترة 12 إلى 14 اغسطس الجاري. في التدشين أكد وزير الثقافة الدكتور/محمد أبوبكر المفلحي ضرورة الوعي الشعبي في الحفاظ على الموروت الثقافي والتاريخي للمدن التاريخية في اليمن..وقال الوزير المفلحي: “إن نقطة الارتكاز في الحفاظ على الموروث الثقافي هو الوعي الشعبي وما يمكن أن تخلقه هذه المؤسسات من علاقات مع المجتمع بدرجة أساسية، وإن لم تستطع ان تخلق تلك العلاقة الحميمية فقد تخلق علاقات وعي متطورة في الإطار المجتمعي.. مشيراً إلى ما يواجهه التراث اليمني من تحديات كبيرة لا تقتصر فقط على صنعاء أو زبيد أو غيرها من المدن التاريخية وإنما تمتد تلك التحديات إلى كل الموروث المادي المتعلق بالمواقع الأثرية والمتاحف والمخطوطات والمناظر الثقافية المختلفة في اليمن.. منوهاً بضرورة تضافر الجهود في العمل على تجاوز تلك التحديات من خلال العمل على خلق علاقات حميمية مع مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني وإشراك المجتمع في كل القضايا التي لها علاقة بالموروث الثقافي.. مؤكداً أهمية دور السلطة المحلية والرفع من مستوى تفاعلها كهيئات تابعة لوزارة الثقافة في هذا الجانب. .مشيداً بدور المنظمات العاملة في الحقل الثقافي ابتداءً من منظمة اليونسكو، ومروراً بكل المنظمات الأوروبية بما فيها المؤسسة الألمانية للتنمية على جهودهم الحثيثة لدعم اليمن في عملية الحفاظ على الموروث الثقافي والتاريخي فيه. من جانبه استعرض رئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية الدكتور/عبدالله زيد عيسى الدور الذي تضطلع به الهيئة في الحفاظ على التراث الثقافي وبعده الحضاري.. مشيراً إلى أهمية مخطط الحفاظ على هذا الموروث من خلال إشراك السلطة المحلية في عملية حماية المدن التاريخية، بشقيه المادي كالمباني والمدن والأدوات والملابس وغيرها وغير المادي والمتمثل في العادات والمعتقدات واللغة والغناء والشعر وغيرها من التراث اليمني المهم الذي يمثل تاريخ وحضارة الإنسان اليمني باعتبارها ذاكرة وهوية الإنسان والمجتمع. فيما أشار السيد/كرستان توله، مدير عام المؤسسة الألمانية للتنمية إلى أهمية الموروث الثقافي والتاريخي لمدينة صنعاء القديمة وما تتميز به من مساكن جميلة ومساحات خضراء وحدائق وعادات وتقاليد خاصة بالطعام واللباس وغيرها من الموروثات الثقافية التي شكلت عامل جذب للسياح من مختلف دول العالم.. منوهاً بما تعرضت له صنعاء القديمة في السابق من تجاهل ونسيان وتحديات كثيرة مازالت تواجهها كل المدن التراثية. وقال كرستان: “نحن نفتخر بصنعاء كونها صرحاً من الصروح الثقافية المهمة” .. مؤكداً تعاون المؤسسة الألمانية للتنمية في الحفاظ على ذلك الموروث الحضاري الأصيل في 21 مدينة في العالم من ضمنها صنعاء القديمة ومدينة شبام التاريخية.