حذّر اختصاصي أمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة الدكتور محمد محمد العلفي كافة أفراد المجتمع من احتمالية الإصابة بنزلات البرد المفاجئة خلال الأيام القادمة التي تشهد تقلبات للأجواء نتيجة الانتقال من فصل الشتاء إلى الربيع. وقال الدكتور العلفي: “إن الفترة الحالية من أهم الفترات التي يجب على الناس أخذ الحيطة والحذر فيها من التيارات الباردة، خاصة مع اعتدال الجو في بعض أوقات النهار ما يجعل الناس يأمنون بعدم وجود تيارات باردة فتُفاجَأ أجسامهم بها لاحقاً”. ودعا الدكتور العلفي في حديث لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الناس إلى اتخاذ أساليب الوقاية جيداً من خلال عدم انتقال الأفراد من وسط حار إلى وسط بارد، خصوصاً أصحاب الأفران والمصانع والحمامات الشعبية، كما نصح بإغلاق النوافذ بإحكام وسد الشقوق منها إن وجدت. وأضاف الدكتور العلفي: “يجب الابتعاد قدر الإمكان عن النوم تحت النوافذ أو بجانب الأبواب التي يتسرب منها الهواء على شكل تيارات باردة، ودعا سائقي السيارات إلى التأكد من إغلاق أبواب سياراتهم بإحكام كي لا يتعرضوا للتيارات الباردة أثناء السرعة خاصة عندما يكون من بداخلها في حالة حرارة شديدة وتعرق”. وحث المصابين بحالات الزكام الشديد الرجوع إلى الطبيب ليتم علاجه بطريقة علمية وسليمة وعدم استخدام العلاجات بطريقة عشوائية ومفرطة، خصوصاً المضادات الحيوية ومسكنات الألم لما لها من أخطار وخيمة على مستخدميها. وأوضح الدكتور العلفي أن البرد ينقسم بمعناه الشامل ومؤثراته المختلفة إلى ثلاثة أقسام أخطرها “برد التيارات حادة البرودة” التي تحدث من تسرب الهواء البارد عبر شقوق النوافذ وأبواب السيارات غير المحكمة الإغلاق وهو ما يعرف شعبياً ب(الشانني). وأشار إلى أن هذا النوع من البرد يقود غالباً إلى شلل الوجه النصفي أو ما يعرف ب(اللوقان)، بالإضافة إلى التهاب الأذن الوسطى المحتقن أو النازف والتهاب الحنجرة والحبال الصوتية والتهاب إحدى الكليتين المعرضة للتيار البارد وغيرها من الأمراض. وعن النوع الثاني من البرودة فيبين الدكتور العلفي أنه “البرد الناتج عن التغير المفاجئ للوسط الذي يمكث فيه الإنسان” بمعنى خروجه من مكان حار إلى مكان بارد بصورة مفاجئة مع تكرار العملية كخروج الشخص من الفرن الحار إلى الشارع. مشيراً إلى أن هذا النوع يقود إلى إصابة الشخص بصدمة برد يصاب على إثرها بالنزلة المفاجئة من دون سابق إنذار، وقد يحدث ما هو أخطر كالتهاب الكلى والجيوب الأنفية والأذن الوسطى وربما التهاب القصبة الهوائية والرئتين. أما النوع الثالث فهو البرد الموسمي وهو برد الشتاء، ويقول الدكتور إن هذا النوع يحتاج من الإنسان المحافظة على نفسه بحسب تحمله للبرودة وقوة تحمل جهازه المناعي.. ونوه إلى أن الأطفال هم أكثر المتضررين من هذا النوع، كون جهازهم المناعي لا يزال في طور النمو والتطور، ولذا يجب الحفاظ عليهم من البرد لمشاكله الكبيرة كالتهاب الأنف والجيوب الأنفية والتهاب اللوز الحادة التي كثيراً ما تتطور إلى التهاب القصبة الهوائية العليا المصاحبة لسعال جاف أو سعال مع إفرازات كثيفة قد تزداد تطوراً إلى التهابات رئوية، وخصوصاً في حالة إهمال الطفل. ونصح اختصاصي أمراض الأذن والأنف والحنجرة بضرورة عرض الطفل سريعاً على الطبيب المختص عند إصابته بهذه الأعراض لعلاجه وتلافي الأخطار الضارة التي قد تؤدي ببعض الأطفال إلى الوفاة، وخصوصاً الأطفال الرضع بسبب الاختناق المفاجئ أثناء النوم. لافتاً إلى أن نزلات البرد البسيطة لدى الأطفال والمصاحبة لإفرازات أنفية غزيرة قد تؤدي إلى تلف السمع الجزئي أو الكامل لدى الأطفال وبالتالي تحول الحالة المرضية المؤقتة إلى حالة مزمنة. ونبه الدكتور العلفي إلى عدم الخلط بين مرض الانفلونزا ونزلات البرد.. مشيراً إلى الفرق الكبير بينهما رغم تشابه الأعراض والمسببات المرضية، إلا أن نزلات البرد يتم تلافيها بالحماية من البرد وصدمات الريح الباردة أو معالجتها ببساطة من حيث التغذية الجيدة واستخدام قطرات الأنف المزيلة للاحتقان والفيتامينات المساعدة على مقاومة الجسم وخافضات الحرارة. وقال: “أما الانفلونزا فهو مرض فيروسي يصيب الإنسان والحيوان ولا يتقيد بزمن معين، فقد يأتي في أي فصل من فصول السنة، وقد يأتي على شكل زكام ورشح، وينتشر بين البشر بسرعات متفاوتة حسب نوع الفيروس وقوته، فإذا كان ضعيفاً يتم علاجه كعلاج النزلات الشتوية مع بعض الفوارق البسيطة في نظام التغذية والعلاج. أما إذا كان الفيروس قوياً وفتاكاً فيحدث على شكل وباء سريع الانتشار ويفتك بالبشر والطيور معاً، ولا يتم السيطرة عليه إلا بعد اجتياح آلاف البشر بمنطقة الوباء، كما ينتقل سريعاً إلى أماكن أخرى غير موبوءة. ويضيف إنه نظراً لخطورته فهو نادر الحدوث وإن حدث فله اختصاصيون وأمصال لقاح خاصة.. منوهاً أن الفيروسات من سلالة الطيور هي الأشد خطراً والأسرع فتكاً بالبشر إذا لم يتم السيطرة عليها بسرعة فائقة وحذر شديد.