تكبدت الأسهم في البورصة الكويتية خسائر ملحوظة ، لليوم الرابع على التوالي، بقيادة أسهم الخدمات مع استمرار الضغوط البيعية على غالبية أسهم السوق، والتي يرى البعض أنها متعمدة على أسهم منقاة، فيما يرى فريق آخر أن ما يحدث ما هو إلا حركات تصحيح وجني أرباح طبيعي، إلا أنه يرى ثالث يعتقد أن بورصة الكويت تشهد حاليا نشاطا مكثفا للمضاربين اليوميين، الذين يقومون بعمليات تسييل على الشركات الكبرى لضخ الأموال في المضاربة على الأسهم الرخيصة أو صغيرة القيمة، (سعرها أقل من دينار). وانخفض المؤشر السعري بنحو 100.7 نقطة، ليغلق على 14218.7 نقطة، و"الوزني" بحوالي 7.78 نقاط، إلى 780.26 نقطة، وبلغت كمية الأسهم المتداولة 290.6 مليون سهم تقريبا، من خلال تنفيذ حوالي 7865 صفقة، سجلت قيمتها حوالي 151.5 مليون دينار، (الدولار = 0.271 دينار). بعض المتداولين اعتراهم تخوف على نتائج القطاع المصرفي عقب القرارات الأخيرة التي أصدرها البنك المركزي فيما يتعلق بالقروض الاستهلاكية. من جانبه يرى مدير الاستثمار المحلي والخليجي في شركة ايفا عبد الله الخزام أن بعض المتداولين اعتراهم حاليا التخوف على نتائج القطاع المصرفي عقب القرارات الأخيرة، التي أصدرها البنك المركزي فيما يتعلق بالقروض الاستهلاكية. وأوضح أن السوق تعيش حاليا حال من الترقب الشديد لنتائج الشركات عن الربع الأول من العام المالي الجاري 2008، وهذا قد يفسر حال العزوف النسبي عن التعاملات وبالتالي ضعف إحجام وقيم التداولات الإجمالية للسوق. ويرى الخزام أنه من الطبيعي أن تشهد السوق عمليات جني أرباح أو تصحيح عقب تسجيل مستويات قياسية على مدار الفترة الماضية، منوها إلى أن السوق ليس بها ما يقلق. من جهتها، قالت شركة الساحل للتنمية والاستثمار "إن سوق الكويت للأوراق المالية يشهد عملية تصحيح طبيعية ويقع مستوى الدعم عند 14200 نقطة، غير أنه يوجد ضغط شرائي فوق مستوى 14250 نقطة"، مشيرا إلى أن تذبذب المؤشر يأتي وسط عمليات بيع وجني أرباح وشراء انتقائي على عدد من الأسهم. على جانب آخر عبر متداولون عن استيائها من الحال المتردية التي تمر بها مجريات حركة السوق، بسبب عزوف محافظي وصناديق استثمارية تابعة لشركات مؤثرة في الدخول في أوامر الشراء. وعزا المتداول سليمان مبارك تراجع السوق إلى ابتعاد السيولة المالية التي تبحث حاليا عن فرص في أسواق مجاورة، علاوة على عمليات الضغط التي تمارسها مجموعة ال61 المعترضة على بعض قرارات إدارة السوق في شأن الدمج وزيادات رؤوس الأموال. وأضاف في حديثه مع "كونا" أن المشكلة أثرت على السوق، خصوصا افتقاد حلول بين الطرفين على المستوى المنظور، مما يعني أيضا أن ما تبقى من تداولات الربع الأول ستشهد مزيدا من الانخفاضات إذا تدخلت أطراف محايدة لحل هذا الخلاف الدائر بين الشركات والبورصة لعودة الانسجام ثانية للسوق.